المقالات

(القدس قد فاضت مقلتاه)

بقلم الإعلامي المخضرم
: أيمن عبدالله زاهد :المدينة المنورة :-
صادف إعتراف الرئيس الأمريكي /ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني مع قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مرور مائة عام على وعد بلفور وهو (اللورد بلفور) الإنجليزي الصهيوني (وزير خارجية بريطانيا ) صاحب الوعد المشئوم في عام(1917م) بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ،وبعد هذا الوعد بإحدى وثلاثين عاما ،تم إقامة دولة إسرائيل في عام نكبة فلسطين عام (1948م)، وقبلها لم يستمع العرب الى نصيحة الملك/ عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه -الذي طالب بعدم خروج الفلسطنيين من أراضيهم، والقيام بمدهم بالسلاح والمال والمتطوعين من العرب بدلا ًمن دخول الجيوش النظامية العربية في حرب من الصعب عليها مواجهة القوى الكبرى في العالم ، بعدذلك بثمانية سنوات أي في عام (1956م) كان العدوان الثلاثي على مصر من قبل بريطانيا
وفرنسا وإسرائيل، ووقفت كافة الدول العربية مع مصر وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- ،لناتي بعدها إلى هزيمة (1967م) التي أسفرت عن إحتلال (القدس الشريف، والضفة الشرقية ،والغربية، وقطاع عزة، والجولان، وسيناء )أعقبتهاحرب رمضان
اكتوبر في عام (1393)
هجرية ،الموافق(1973م ) مع حرب البترول بقيادة الملك الشهيد/فيصل بن عبدالعزيز
– رحمه الله-الذي قام بتأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي وذلك بعد مرور عام على (حرق العصابات الصهيونية للمسجد الأقصى) في عام
(1969م) وتحويل القضية الفلسطينية من عربية إلى إسلامية، والاعلان للعالم كله بإن مقر المنظمة هو:( القدس الشريف) وأن مدينة (جدة السعودية مقراً مؤقتا ًلها)، وفي هذه الحرب كانت هناك جبتهان تواجه إسرائيل (مصر وسوريا) ولو قدرالله سبحانه وتعالى فتح جبهة ثالثة من الأردن ورابعة من لبنان في بداية الحرب وقبل ان تفيق إسرائيل من هول الضربة الأولى التي أسفرت عن تحطيم (خط بارليف) وعبور القوات المصرية(قناة السويس وقبل وصول المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل وقيام الإرهابي (شارون) بعمل الثغرة للجيش المصرى في (سيناء) ، لكان هناك حدث آخر، لكنها إرادة الله سبحانه وتعالى مع عودة الفرقة مابين العرب بعد وحدتهم في هذه الحرب اثر معاهدة السلام الاسرائيلية المصرية المنفردة من قبل (الرئيس السادات ،الإرهابي بيجن) برعاية أمريكية في (كامب ديفيد) في عهد الرئيس (كارتر)،مع قيام إسرائيل بدخول الأراضي اللبنانية، وإغتيال عدداًمن قادة منظمة التحرير الفلسطينية، ثم (مذبحة صبرا وشاتيلا) ومطاردة قادة فلسطين حتى العاصمة التونسية، وقبل ذلك إجتياح العاصمة البنانية( بيروت ) والتي تسببت في موت الملك الصالح /خالد بن عبدالعزيز
-رحمه الله- بنوبة قلبية،وكان قبلها قيام ولي العهد الأمير فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله- بتقديم مشروع عربي للسلام بدايته الإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة عام (1967م) وفي مقدمتها (القدس) وإعطاء الشعب الفلسطني حريته في تحديد مصيره، وظلت القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية حتى تم الإنسحاب منهافي عام (2000م) كذلك لاننسى الإنتفاضة الفلسطينية الأولى عام (1987م )التي أسفرت عن قيام دولة فلسطين وقيام كافة الدول العربية بمساندتها سياسياً مع تقديم المساعدات للشعب الفلسطني وذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك /فهد بن عبدالعزيز
-رحمه الله -وشهدعام (1993م) توقيع إتفاقية السلام مابين الرئيس الشهيد/ ياسرعرفات- رحمه الله- ورئيس وزراء الكيان الصهيوني/ إسحق رابين بالطبع العديد من اليهود الصهيانة لم يعجبهم ذلك وقاموا بإغتيال /رابين وتحولت معاهدة السلام إلى (ضرب غزة )وزرع الفرقة مابين :(منظمة فتح ،وحماس) حتى أدى ذلك إلى حصار (غزة )وبقاء ياسر عرفات
-رحمه الله -في رام الله إقامة جبرية في مكتبه حتى مات مسموماً بها ،ورغم قيام خادم الحرمين الشريفين الملك/ عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- بدعوة قادة :(فتح، وحماس) للصلح في رحاب بيت الله الحرام بمكة المكرمة إلا أن حماس إنفردت (بغزة ) وتركت دولة فلسطين في رام الله، وكان الملك /عبدالله
-رحمه الله- قد أعلن عن مبدأ الأرض مقابل السلام، لكن إسرائيل ظلت على عنادها بالإحتلال والإرهاب والحصار
،جرت هذه الأحداث تباعاً متتالية، وشهدت خلالها إستشهاد العديد من الفلسطنيين من قبل (جنود الاحتلال الغاشم)، ولن يكن قرار إعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لهذا الكيان هو الأخير وهناك ماتسعى إليه إسرائيل بإعلان يهودية الدولة الاسرائيلية العبرية، وقدكانت ردة فعل المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- والذي تولى سابقاً الإشراف على مساعدة آسر مجاهدى فلسطين عندما كان أميراً للرياض، وهو الذي أطلق عبارة(إدفع ريالاً تنقذ عربياً) رداً على العبارة الإسرائيلية (إدفع دولاراً تقتل عربياً) مع عددمن الدول العربية بإستنكار هذا العمل عبر بيان من الديوان الملكي، وتأكيد هيئة كبار العلماء على أحقية المسلمين (بالقدس )وهي (أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى سيد الثقلين عليه افضل الصلاة والتسليم) والتي يشد الرحال اليها بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، القدس التي فتحها عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- وحررها صلاح الدين -رحمه الله- من رجس الصليبين الفرنجة ،ومع إعلان ترامب الإعتراف بأنها عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأمريكية، بالفعل ( القدس) قد فاضت مقلتاه، لازلت أذكر شعر الشاعر الفلسطيني/ عمر أبو ريشة- رحمه الله-
للملك الشهيد/ فيصل -رحمه الله- بعد حرب(1973م) : (فصلي بنا في القدس وأضرب حرامه بالحلال).

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى