الإعلامي عبدالعزيز قاسمشريط الاخبار

شركات التأمين والمتاجر الكبرى.. دورهم اليوم

بقلم : عبدالعزيز قاسم

اعلامي وكاتب صحفي

*1)* “شركات التأمين لديها أموال تحتاجها المستشفيات !”

بهذا العنوان كتب د. حازم زقزوق مقالة له يوم أمس الأربعاء في صحيفة عكاظ، وأبان أنالعنوان وفكرة المقالة ليست له، بل نشرت في مجلة «هارفارد بيسنيس ريفيو»، إحدى أهموأكبر الدوريات في مجال الإدارة في الولايات المتحدة، وكاتباها أستاذان في جامعةكورنيل الشهيرة.

*2)* فكرة المقالة تقول بأنه كما هناك خاسرون؛ هناك كاسبون في أي موقف. الطرفالخاسر المستشفيات في هذه الحالة التي حققت انخفاضًا في الدخل يصل إلى٧٠٪،وذلك لصدور تعليمات على مستوى العالم بمنع الخدمات غير الضرورية، وتخوّفالمرضى من الذهاب إلى المستشفيات، فضلًا عن منع التجوال.

*3)* د.حازم يقول بأن المستشفيات في المملكة تحققعادةأرباحًا أقل من ١٠٪ (ما عداعدد قليل من المستشفيات الكبيرة المطروحة في البورصة والتي تحقق أرباحًا أعلى من٢٠٪)، غير أنها ستحقق خسائر هذا العام وربما في ٢٠٢١. وعددٌ منها ربما سيُغلق. والطرف الفائز حسب رأي الكاتبين في المجلة الأمريكية هي شركات التأمين!

*4)* بحسب كاتبي مقالة HBR؛ فإن شركات التأمين في العالم سوف تحقق هذه السنةأرباحًا عالية بخلاف معدلات الأرباح المنخفضة عادةً. واقترحا أن تمنح شركات التأمينجزءًا من أموال وثائق التأمين للمستشفيات لإنقاذها من الإفلاس. ومنطقهم أن هذهالأموال كانت ستدفع للمستشفيات ما لم تحدث الجائحة=

*5)* وأنها مجرد أرباحٍ غير مستحقة. وأن دفع جزءٍ منها (جزء وليس الكل) لمقدميالخدمات الصحية في صورة دعم للطواقم الطبية التي تضحي بحياتها في الحرب علىكورونا هو أمرٌ أخلاقيٌ قبل أن يكون اقتصاديًا. يقول د.حازم بأن مثل هذا القانون يمكنأن يصدر في أمريكا، ولا يتوقع أبدًا أن يكون بالوطن العربي.

*6)* أقول للدكتور حازم بأن شركات التأمين لم تكن الوحيدة التي كسبت بهذه الجائحة،أمام خسائر بالملايين لأصحاب الشركات المتوسطة والصغيرة التي أعلنت مجموعة منهاافلاسها وغادرت السوق محملة بالديون الثقيلة. هناك من كسب فعلًا، ودونك المتاجرالكبيرةالمولاتالتي احتكرت سوق المواد الغذائية طيلة فترة الحظر. ثمة قطاعاتكسبت كثيرًا في هذه الجائحة.

*7)* د.حازم من وحي تخصصه يطالب بسرعة دعم الدول للقطاع الصحي الخاص، وإلافإن مجموعة من المستشفيات الخاصة ستعلن بدورها افلاسها وستخرج من السوق،ويطالب بدعمها مباشرة عبر تحمّل الرواتب ودفع المستحقات، ودعم غير مباشر بإلزامشركات التأمين بسرعة السداد. ويقول بأن أمريكا ضخت للقطاع الصحي 100 مليار دولار.

*8)* أشكر د.حازم زقزوق على غيرته ووطنيته، وإن حصرها فقط في تخصصه بالقطاعالصحي، بيد أنني أطالبكمواطنبالالتفات لمن كسب في هذه الأزمة، وحقق أرباحًاكبيرة أن تلزمهم الدولة بالمساهمة في تحمل بعض أكلاف ما حصل لنا اقتصاديًا، ولاأدري سبب ميل د.حازم في استحالة صدور قانون يحقق هذه الفكرة أو هدف المقالة.

*9)* الدولة عندنا لم تقصّر أبدًا في هذه الجائحة، ونفاخر بما عملت وأنفقت وتحمّلتلأجل المواطن والمقيم، نقولها بكل صراحة، ونحن نرى بقية دول العالم وبالخصوصأوروبا المتقدمة التي انحازت للاقتصاد على حساب الانسان وصحته، وأجزم أن دولتناالفتية ستتأمل في مسألة مساهمة الرابحين من أزمة كورونا.

*10-10)* هل يُترك لهذه الشركات التي حققت أرباحًا طائلة الخيار في الانحياز الأخلاقيبالمساهمة بجزءٍ من أرباحهم، أم يمكن بلورة قانون يطالبهم بالمساعدة الفعلية لتخفيفالآثار الاقتصادية التي لحقت بدولتناشأن دول العالم كلهامن أزمة كورونا؟

شخصيًا لا أعول كثيرًا على مسألة وازع الأخلاق إلا من رحم الله! فهم لن يساهموا إلابالفتات فقط.. هذا إن ساهموا!!

تغريدات: عبدالعزيز قاسم

   اعلامي وكاتب صحفي

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى