لست ملكاً . . أنا جندي
بقلم : سرّاء ابو عوف :
” ستصل إلى النضج الذي يجعلك ترفض التورط ” هذه العبارة عائدة للقرن التاسع عشر للأديب ديستويفسكي ، إقتباس ( ناضج )من رجل ( واعي ) وهم المعياريين الثقيليين لهذا المقال.
النضج : ليس بالمقياس الكافي لقياس وعيك ، بل هو القدرة على الإستيعاب و الإستجابه لموضوع معين أو فكرة ذات طرح واسع ، صحيح أن النضج يعني بلوغ القمة ، لكنه في الوقت نفسه مؤشر إلى التراجع.
فالمشكله تكن بفقدان القدرة على الإستجابه في عمر محدد أو جيل معين ، بعكس الوعي الناتج عن التكيف مع المحيط الخارجي للإنسان بتطوير أفكاره و وجهات نظره لتوسع مفاهيم حياته بتقبل طبيعة من حوله ، فهو الإدراك الذي لا يفقد.
قال الفيلسوف الألماني هيغل : ” أن الإنسان هو الموجود الذي يعيه ذاته “.
الوعي محطة الإدراك بين عقلك و نمط تصرفاتك ، من المحتمل و الوارد أن يوجهك ناضج التوجيه السديد الصحيح لكن وعيك لا يستقبل صحه النضج ، لسبب واحد أنك لا تعيه وتعي أكثر من ذلك بكثير ، قال الله سبحانه و تعالى : “بَلِ ٱلْإِنسَٰنُ عَلَىٰ نَفْسِهِۦ بَصِيرَةٌ “.
السلوك الخاطئ مع إدراكك لذاتك كجندي الشطرنج الذي تقدم خطوه دون وعي بإتقانه لمقدار خطواته ، لا تكن أنت الملك الذي يُهزم بكلمه من قانون لعبه ، بل ركز على الجندي الذي غامر بالتحرك خطوتين بدلاً من خطوة واحدة.
قرر أن تكن واعي متكيف ، لا ناضجاً تفقد نضجك بمجرد عدم قُدرتك.