ذوقك الموسيقي يكشف طبيعة شخصيتك!
الحدث:
هل تميل للموسيقى الكلاسيكية أم السريعة؟ ومن هم أفضل المطربين لديك؟ يمكن أن تساعد هذه الأسئلة في الكشف عن شخصيتك، إذ ربطت دراسة حديثة في علم النفس، بين الذوق الموسيقي وبعض الصفات الشخصية.
الموسيقى هي غذاء الروح ولغة عالمية لا تعرف حواجز الثقافة واللغة، لكن الذوق الشخصي يصنع ذوقنا في الموسيقى وهو أمر يختلف من شخص لآخر، فهذا يميل لموسيقى الجاز وذاك لا يستمتع إلا بالموسيقى الكلاسيكية وهذا يطرب لسماع مطرب معين في حين يصفه آخر بأنه عديم الموهبة. وأثارت مسألة الذوق الموسيقي، اهتمام علماء النفس الذين حاولوا اكتشاف الصلة بين حبنا لنوع معين من الموسيقى، وطريقة تفكيرنا.
وأجرى باحثون في جامعة كمبيريدج دراسة شملت أربعة آلاف شخص، حاولوا رصد جوانب مختلفة من شخصياتهم من خلال قائمة أسئلة أعدها خبراء في علم النفس. وبعد ذلك استمع المشاركون في الدراسة لـ 50 مقطوعة موسيقية تمثل 26 اتجاها موسيقيا مختلفا، طلب الباحثون من كل شخص اختيار المقطوعات التي تعجبه.
وجاءت نتائج الدراسة التي نشرتها مجلة “بلوس وان” المتخصصة، مفاجئة للباحثين إذ أظهرت أن الأشخاص الذين يتمتعون بقدر كبير من الحساسية والتعاطف مع الآخرين، يميلون للموسيقى الناعمة والألحان والكلمات الحزينة. أما بالنسبة لأصحاب الشخصية العملية، فكانوا أكثر ميلا للموسيقى الصاخبة.
وقال ديفيد جريبنبرغ، المشرف على الدراسة في تصريحات نقلها موقع “scinexx”: “رغم أن الذوق الموسيقي يتغير مع الزمن، إلا أن طريقة التفكير والمشاعر تحدد نوع الموسيقى التي يحبها كل شخص” مشيرا إلى أن قائمة المطربين المفضلين لشخص ما، تكشف الكثير عن شخصيته أكثر مما يعتقد البعض.
ولا تعني نتائج الدراسة، أن كل من يفضلون نوعا معينا من الموسيقى، يتشابهون في ملامحهم الشخصية، إذ أن هناك العديد من الأشكال المتنوعة داخل كل تيار موسيقي معين. فمن الممكن أن يجتمع أصحاب شخصيات مختلفة على موسيقى الجاز مثلا، لكن أصحاب الشخصيات العاطفية ستجدهم يميلون لمقطوعات الجاز المفعمة بالمشاعر في حين يميل أصحاب الشخصيات الديناميكية لمقطوعات الجاز الأكثر تعقيدا.
وعقب جاسون رينتفرو، أحد القائمين على الدراسة، على النتائج قائلا: “تؤكد هذه الدراسة أن الموسيقى هي مرآة لشخصياتنا..فهي تعكس مشاعرنا وتوجهنا الاجتماعي”.
هل ينمي الاستماع إلى الموسيقى الذكاء؟
الموسيقيون مسحورون بعزف الموسيقى، فهي تجعلهم أكثر ذكاء، حيث تنشط قدراتهم الحسية تزامناً مع وظائفهم الحركية. لكن هل تجعل الموسيقى أيضا من يستمعون إليها أكثر ذكاء؟
ربما يكون السبب وراء توافد النساء الحوامل بأعداد كبيرة على حفلات الأوبرا وعزف المعلمين لموسيقى موتسارت أمام تلاميذ المدارس اعتقاد العديد من الناس أن الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية يمكن أن تجعلك أكثر ذكاء.
ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، بحسب ميشائل أولر، رئيس الجمعية الألمانية المعنية بعلم النفس الموسيقى. ويقول أولر: “نُشرت دراسة في الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل تسعينيات القرن الماضي تفيد بأن الاستماع إلى مؤلفات موتسارت تجعل الأشخاص أكثر ذكاء”. غير أن، نتائج هذا البحث لم تتكرر قط. ويقول أولر: “إنها خرافة حضارية”.
وبحسب الخبير، عزف الموسيقى هو فعليا الأكثر احتمالا في أن يكون له أثرا إيجابيا على الوظائف الإدراكية، أيا كانت الأداة أو نوعها. ويشير: “هناك دليل قاطع للغاية أن عزف الموسيقى يغير الدماغ “.
ولا يُعتقد أن عزف الموسيقى يجعل الأشخاص أذكى، ولكنها تُعلم المهارات الحسية. حيث أنها تحسن التفاعل بين الأعضاء الحسية والوظائف الحركية. يستطيع الموسيقيون استشراف المستقبل ومعرفة ما إذا كانوا عزفوا النوتة الصحيحة أم لا ، كل هذا في نفس الوقت. وتطوير مثل هذه القدرات يغير مناطق معينة في الدماغ و بالتالي تتطور ليصبح الشخص ذو طريقة مختلفة في التفكير. وهذا هو تأثير الموسيقى على الدماغ.
تخفف من آلام الحقن لدى الأطفال
أثبت العلم الحديث أن الموسيقى تؤثر على الجهاز العصبي، وهو ما أكدته أيضا دراسة جديدة والتي خلصت إلى أن الموسيقى قد تساعد الأطفال على تحمل آلام الحقن.
أظهرت دراسة جديدة أنه عندما يكون الأطفال بحاجة لحقنة مؤلمة فإن العلاج بالموسيقى ربما يساعدهم على تحمل الأمر. وأضافت أن الأطفال الذين استمعوا للموسيقى أثناء زيارة روتينية لتحصينهم بالحقن كانوا أقل توترا وأكثر قدرة على تحمل الإجراء مقارنة بمن لم يتعرضوا للعلاج بالموسيقى. كما أن آباءهم وأمهاتهم كانوا أقل توترا أيضا. وقالت أوليفيا ينجر مؤلفة الدراسة والمعالجة بالموسيقى في جامعة كنتاكي بلكسينجتون: “على الرغم من أن الموسيقى لن تزيل حتما ألم الطفل أو كربه فإن استخدامها لتشتيت انتباهه قد يساعده في التركيز بنسبة أقل على الألم مما قد يحسن إدراكه لعملية الحقن.” وكانت دراسات سابقة قد خلصت إلى أن الموسيقى تحد كثيرا من الألم والقلق المصاحب للإجراءات الطبية وشاركت في الدراسة الجديدة ثلاث منشآت للرعاية الطبية في عامي 2011 و2012 واشتملت على 58 طفلا تتراوح أعمارهم بين الرابعة والسادسة و62 من الآباء والأمهات و19 ممرضة قمن بعملية الحقن. وأوضحت ينجر في تقرير نشرته دورية العلاج بالموسيقى أن الأمر لم يقتصر على جعل الأطفال يستمعون للموسيقى أثناء الحقن وأن العامل المساعد بالفعل كان جعل الأطفال والآباء والأمهات “يتفاعلون مع المعالج بالموسيقى وتأكدنا من أننا نلبي حاجة الطفل في كل مرحلة من مراحل الإجراء.”
المصدر – جريدة الفجر