الدوليةشريط الاخبار

قيادية بشبكة اعلام المراة العربية تشارك فى مؤتمر دولى للموارد البشرية

القاهرة /هدى الخطيب

شاركت المغربية د. الحسنى حمدى مستشارة شبكة اعلام المرأة العربية لشؤون متحدى الاعاقة ومدير عام أكاديمية وجدان الدولية فى المؤتمر الدولى “إدارة وتطوير الموارد البشرية” الذى ينظمه المنتدى العربى الافريقى للتدريب والتنمية يومى الجمعة والسبت 21 و22 أغسطس الحالى وجاءت المشاركة عبر تطبيق زووم …..وقد جاء فى كلمة د. الحسنى حمدى ما يلى : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حضرات الدكاترة والباحثين والعلماء وكل أعضاء اللجنة العلمية الموقرة
يشرفني أن استهل كلمتي هذه بالإعراب عن الشكر الجزيل للدكتور أيمن عيسى / رئيس المنتدى العربي الافريقي للتدريب و التنمية لهذا الحدث الهام.
كما أعرب عن شكري وامتناني لمعالي الدكتور سعد أبو نار / امين عام المنتدى لتشجيعاته ودعوته للمشاركة في هذا المؤتمر القيم مع هذا الصرح العظيم من دكاترة وعلماء وباحثين من مختلف الدول العربية وهو شرف لي.
الشكر موصول لسعادة الدكتورة هالة العزب / رئيس لجنة تنظيم المؤتمر وكل الساهرين على تنظيم وإنجاح هذا المؤتمر الفريد والمميز عربيا ودوليا.
حضرات السيدات والسادة الأفاضل
كان بودي ان تكون مشاركتي في هذا الموضوع عن كيفية تطوير الموارد البشرية بصفتي مدير عام لشركتين بالدار البيضاء إلا أنني ارتأيت أن أتكلم عن مستقبل التوظيف وفرص العمل لأصحاب ذوي القدرات الخاصة (أو كما يسميهم البعض ذوي الاحتياجات الخاصة او ذوي الهمم) بصفتي مستشارة لمتحدي الاعاقة بشبكة اعلام المرأة العربية ورئيسة جمعية بشرى لأطفال وشباب ذوي القدرات الخاصة وذويهم وأخصائية في التربية الخاصة.
فكنت متأكدة من أن كل المشاركين الأفاضل في هذا المؤتمر سوف يتكلمون وباستفاضة ولربما أفضل مني عن مستقبل التوظيف وفرص العمل في ظل تداعيات جائحة كورونا في إطار إدارة وتطوير الموارد البشرية.
وكما تعود مني من يعرفني أنه شغلي الشاغل هو كل ما يحتاج اليه ويفيد فئة ذوي القدرات الخاصة لأنهم جزء لا يتجزأ من أي مجتمع وحقوقهم في العمل مثل أي شخص. ومسؤوليتنا اتجاههم أكبر ويحتاجون الى اهتمام منا أكثر. كي نتمكن فعلا من النهوض بمستوى مجتمعنا العربي وهذا من بين اهداف المنتدي العربي الافريقي للتدريب و التنمية وكل مرة يؤكدون ذلك مشكورين في كل انشطتهم من مؤتمرات وملتقيات دولية متحدين الضروف الراهنة. والمنتدى لا يقتصر فقط على تبادل الاراء بل تحقيق واجرأة ما يمكن تفعيله في الواقع من خلال التوصيات التي يخرج بها.
بالنسبة للعمل من المنزل تجربة جديدة عاشها العالم بقوة حيث فرضتها أزمة كورونا حفاظا على سياسة التباعد الاجتماعي وللحد من انتشار العدوى فعكس كل التوقعات والتخوفات بخصوص المردودية الاقتصادية فقد عرفت بعض القطاعات ازدهارا غير مسبقا وحققت مكاسب مهمة تكاد تكون أفضل من قبل، في حين عرف الاقتصاد العالمي خسائر مهولة في بعض القطاعات.
ومن بين المجالات التي ازدهرت في هذه الفترة في اطار العمل عن بعد
1. الاعلام
2. التعليم
3. التجارة الالكترونية
4. البرمجة التكنولوجية
5. الحرف اليدوية
لكن هل يمكن لذوي القدرات الخاصة أن يستفيدوا من هذه التجربة الجديدة في العمل ؟
وهل تحتاج الى نوع اخر لتكييف العمل بالمنزل ؟
وفي هذا الصدد سأحاول أن اجيب عن هذه الاسئلة من خلال ما عشناه هذه الفترة.
فقد أصبح تحول العمل من المنزل من خيار ضرورة الى خيار مستدام في ظل تداعيات كورونا حتى اصبح شعارا رفعته بعض الشركات والمؤسسات الحكومية أو الخاصة لأنها اكتشفت أن هذه التجربة لها ايجابيات على الموظفين وارباب العمل والمجتمع.
ومن بين هؤلاء الموظفين نجد ذوي القدرات الخاصة، فرب ضارة نافعة للبعض. فهذه التجربة الجديدة التي هي العمل من المنزل قد تكون لها فوائد كثيرة على هذه الفئة من المجتمع أو لعل هذه الفئة أكثر استفادة من هذه التجربة
فمثلا ممكن لحامل اعاقة اجتياز مباراة القبول للعمل من البيت دون ان يتكبد عناء التنقل وخصوصا لو يعاني من اعاقة حركية وهذه الاعاقة ليس لها أي تأثير على كفاءته المهنية أو انجاز المهمة المكلف بها على الوجه الافضل. وهنا سنأكد الشعارات التي تردد عن تكافء الفرص لان المباراة ستكون عن مدى قدرته في اتمام العمل وليس في شكله او طريقة جلوسه وتحركاته.
كما تمكنه من استقلالية أكبر في طريقة انجاز العمل والحرية في اختيار مكان العمل ببيته وحتى طريقة جلوسه ليس هناك من يعقب عليها من باب الحفاظ على بريستيج مكان العمل.
كما أن العمل من المنزل تدفع بهذه الفئة الى اكتشاف الذات والبرهنة على كفاءته دون ان يتعرض الى مضايقات في العمل ونظرات شفقة او نقص من زملاءه. فهو بعيد عن الجميع، وما يحكمه هي جودة عمله والمدة الزمنية المفروضة عليه لأتمام مهامه المنوطة.
كما ان العمل من البيت سيوفر على الدولة أو المؤسسات تكاليف انشاء بنية تحتية ووسائل اخرى خاصة للتسهيل على الموضفين من ذوي القدرات الخاصة متابعة عملهم في ضروف تراعي حالتهم الصحية. فهكذا لن يحتاجوا الى تكييف ضروف العمل.
كما ان العمل من البيت سيخرجه من دائرة التفكير السلبي والاحباط الى الثقة في النفس والتفكير الايجابي المنتج والمبدع. فبالتالي سيتحول من مستهلك فقط الى منتج كذلك، وممكن مبدع، لما لا؟
ولهذه الاسباب ولاسباب اخرى تعذر علينا ذكرها لضيق الوقت فيجب علينا كفاعلين اقتصاديين او باحثين في مجال الاقتصاد والتنمية البشرية اعادة النظر في الرأس المال الحقيقي ألا وهو الموارد البشرية. فكما أننا نفكر ونبحث عن انقاذ اقتصاد بلداننا وللحفاظ على الموارد البشرية بتأهيلها لانها تعد لبنة اساسية لازدهار الاقتصاد والمجتمعات فلا ننسى ضرورة ادماج ذوي القدرات الخاصة في العمل من البيت. واعطائهم الحق في المشاركة في المباراة وتكليفهم بمهام تناسب وضعيتهم الصحية والمساهمة في الرفع من مستواهم المهني بتقديم تداريب وكورسات كي نحقق فعلا التوازن بين متطلبات المؤسسة ومتطلبات العمالة في ظل الأزمة.

وكما نعلم جميعا أن هذا الضيف الثقيل احدث تغيرات مختلفة في حياتنا ويبدو انها لحظة تحول حقيقية على جميع المستويات وفي العالم اجمع. فقد حدث تغيرا على الاقتصاد، فهناك أنشطة اقتصادية ستزول واخرى ستقاوم وقطاعات جديدة ستفرض نفسها. ويصبح العمل من المنزل هو الارجح ويصبح توظيف اصحاب مهارات أكبر حتى لو كانوا من ذوي القدرات الخاصة ويتواجدون في ابعد نقطة على الارض من مقر عملهم. فيصبح البحث عن كفاءات من الاطار المحلي الى دولي ولا يهم ان كان من ذوي الاحتياجات الخاصة ام لا الاهم هي الكفاءة.
وهنا اسمحوا لي ان اكرر الشعارالمتداول والغير معمول به وهو “تكافوء الفرص”. وأنه لكل محنة منحة.
وختاما اشكركم على حسن اصغائكم وأجدد شكري للمقيمين على انجاح هذا المؤتمر العظيم بما فيه المشاركين فيه وطرح ومناقشة هذا الموضوع المهم الذي فرض نفسه مع تداعيات كورونا
ولا يمكنني ان انهي كلمتي هذه الا بالصلاة على اشرف المخلوقين سيدنا محمد ونسأل الله العلي القدير مجيب الدعوات، اللطيف أن يرفع عنا هذا البلاء والوباء والا يمتحننا في أنفسنا ولا في أحد أعزاءنا. وان يرحم جميع موتانا.يارب يامجيب.
تحياتي وتقديري لكم جميعا

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى