المقالات

(سينماعربية بعيون سعودية)

هناء حسين : جده :

نقلاً عن الاعلامي المخضرم :

أيمن عبدالله زاهد :المدينة المنورة :-

مع عودة السينما إلى السعودية مجدداًبعد غياب أكثر من أربعين عاماً،حيث كانت هناك الكثير من صالات العرض منها الخاصة بالرجال، وأخرى للنساء،فإن هذه العودة أعادتنا أيضا إلى بداية إرسال التلفزيون في المملكة، من خلال محطتي التلفزيون في: الرياض، وجدة في عام(1385 هجرية)الموافق
(1965م) ،حيث كان الإنتاج التلفزيوني في لبنان من قبل شركة التلفزيون اللبنانية، وشركة تلفزيون لبنان والمشرق، وهما أول من تعاون مع التلفزيون السعودي في بيع إنتاجهم الدرامي ، حيث أن المنتج والممثل الراحل/ رشيد علامة الذي كان يعمل قبلها مذيعاً في إذاعة جدة، ومديراً للإخراج بها، قام بإنتاج وبطولة مسلسل (سرالغريب) بالفصحى ،وبطابع تاريخي كما قام بإنتاج مسلسلات للإذاعة مثلها،أدى إلى قيام وزير الإعلام السعودي آنذاك الاستاذ /جميل الحجيلان بعمل إتفاقية معه لإنتاج خمس مسلسلات تاريخية، دون مشاركة أي ممثل سعودي بها، بعد ذلك إستمرت المسلسلات التاريخية اللبنانية عبر التلفزيون السعودي وفي بداية فترة التسعينات الهجرية الموافق للسبعينات الميلادية، دخل إنتاج التلفزيون في مصر إلى السعودية بأول مسلسل وهو (الفنان والهندسة)من بطولة عادل إمام، ثم مسلسل
(الجنة العذراء) مأخوذة من قصة الأديب /محمدعبدالحليم عبدالله،
من بطولة/ كريمة مختار
وأنور اسماعيل -رحمهماالله- وكان أول مسلسل تاريخي من إنتاج مصر عن دخول الإسلام في اليمن وعن مدعي النبوة فيها
( الأسود العنسي) ليحصل نفس ماحصل مع تلفزيون لبنان، إنتاج مسلسلات سعودية في مصر، بدأت بثلاث مسلسلات وهي
(أغاني في بحر الأماني)
شارك به الفنان /محمدعبده وهو الذي تعرف به الجمهور في مصر كمطرب،ومن بطولة الثنائي/حسن دردير،
ولطفي زيني- رحمه الله-
، مع عدد من الممثلين والممثلات من مصر، منهم فاطمة مظهر، ثم مسلسل (الأصيل) لطلاح مداح -رحمه الله – وبطولة الثنائي/ حسن دردير ،ولطفي زيني اللذان قدما مسلسل ثالث لهما بعنوان
(تحفة ومشقاص في كفر البلاص ) بمشاركة الممثل الكبير/ محمود المليجي
– رحمه الله- والفنانة /
عفاف شعيب،
وكان الثنائي/حسن دردير، ولطفي زيني- رحمه الله- سبق لهما تقديم مسلسل في لبنان بعنوان (فندق المفاجآت)
وفي تونس مسلسل آخر بعنوان(عجائب وغرائب) شارك معهما في البطولة الفنان/ عبدالعزيز الحماد
-رحمه الله-
بعد كل هذا الإستعراض عن توضيح مدى قوة السوق السعودية في الدراما التلفزيونية، يبرز هنا سؤال هام وهو:
هل سوف يشاهد جمهور السينما في المملكة أفلاما عربية بطابع سعودي؟
كما شاهد من قبل مسلسلات تلفزيونية بنفس هذا الطابع؟! هنا لابد من توضيح حقائق عديدة منها: مشاركة عدد من الفنانيين السعوديين في عدد من الأفلام من إنتاج شركات سعودية ، كما حصل قبل ذلك في: مصر، وسوريا، والأردن، ولبنان، وتونس، من خلال العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية من إنتاج سعودي كانت بعض هذه المشاركات ضعيفة، وبعضها جيدة نوعاً ما وبعضها بطولية، كذلك كانت هناك أعمالاً سعودية بمشاركة عدد من الممثلين والممثلات من الخليج ،ومن مصر، وسوريا، والأردن، ولبنان وغيرها. ومع عودة السينما، هناك مشاركات سعودية متوقعة ليس في مجال التمثيل والمشاركة في البطولات،
بل وكما هو متوقع مشاركة في كتابة القصة والسيناريو والحوار والاخراج، وأعتقد أن الأفلام السعودية سوف تبدأ بالمشاركات الخليجية لتقارب البيئة،واللهجات،مع الإستفادة
من الكوارد الفنية العربية في مختلف مجالات الإنتاج سواءاً كانت فنية أو إدارية، لكن هناك جانباً آخر نتمنى أن نشاهده مع عودة السينما، وهو إنتاج الأفلام التاريخية الإسلامية التي برزت عبر المسلسلات التلفزيونية مع الإنتاج السوري الأردني المشترك، والتي كان آخرها مسلسل (عمر بن الخطاب) وبلاشك أن أي إنتاج سعودي للتاريخ الاسلامي أو المعاصر يحتاج لمثل هذه الخبرات، بالإضافة إلى أن شركات الإنتاج السينمائي السعودية يجب أن تحتضن العديد من المواهب الفنية السعودية التي قامت بعمل أفلام قصيرة وبجهود ذاتية مثل الكاتب والممثل والمخرج/ جميل احمد القحطاني الذي قدم أفلام: البرفسور،
والعم هاني، ومجانين والشنطة وغيرها، وكانت نسبة المشاهدة بها عبر وسائل التواصل كبيرة ، لذلك ينبغي أن لاتكتفي السينما السعودية بأن تكون أفلامها فقط
(بعيون سعودية) بإنتاج ما يصلح للسوق السعودي، دون مشاركة الكوارد الفنية السعودية في كل ما يتعلق بالإنتاج والمشاركة في البطولة والاخراج بالإضافة إلى كتابة القصة والسيناريو والحوار بدلاً من أن يقوم بذلك من هو بعيد عن المجتمع السعودي،
حيث أن فاقد الشئ لايعطيه.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى