أخبار منوعةشريط الاخبار

غاز نوفيتشوك.. يتسلل إلى الأعصاب ويصيب بالشلل

الحدث:

بعد أن أعلنت عدة دول أوروبية أن المعارض الروسي الشهير أليكسي نافالني تعرض للتسميم بغاز الأعصاب الشهير نوفيتشوك، وهو ما نفته موسكو مراراً، شهد الموقف الروسي تعديلاً طفيفا.

فقد طلبت لجنة التحقيق الروسية من أحد فروعها الإقليمية في سيبيريا، التحقيق في احتمال أن يكون شخص ما قد حاول قتل المعارض أليكسي نافالني، حسب ما ذكرت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الجمعة.

علما أن روسيا لم تفتح حتى الآن تحقيقا جنائيا، وقالت إنه لا يوجد دليل على ارتكاب جريمة.

لكن ما هو غاز نوفيتشوك الشهير في روسيا؟
مادة “نوفيتشوك” السامة للأعصاب التي أعلنت برلين أنها استخدمت لتسميم المعارض الروسي، هي سلاح كيميائي روسي بالغ الخطورة يصيب الجهاز العصبي، منعته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية العام الماضي.

وقد ابتكرها علماء سوفيات في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته، خلال العقدين الأخيرين من الحرب الباردة بين الشرق والغرب.

لكن الخبراء الغربيين لا يعرفون الكثير حول هذا السلاح الكيميائي الخطير.

سيرغي سكريبال وابنته
ولعل المثير في قصة هذا الغاز أنه سبق أن استخدم عام 2018 لتسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في سالزبري في إنجلترا.

في حين نفى الكرملين في ذلك الوقت أي مسؤولية في التسميم وأثارت القضية أزمة دبلوماسية حادة.

وفي موقف مماثل، أكدت موسكو، الخميس، أنها لا ترى “أي مبرر” لاتهام الدولة الروسية بالوقوف خلف تسميم نافالني، داعية إلى عدم إطلاق “أحكام متسرعة”.

مسمم للأعصاب
وما يزيد من “خطورة” هذا الغاز أنه عامل مسمم للأعصاب على غرار مواد سامة معروفة بشكل أفضل مثل السارين أو “في اكس”.

وتستهدف هذه المواد انزيم استيل كولين استريز الذي يلعب دورا حيويا، فهي تحارب جزيئات استيل كولين التي تؤدي إلى تقلص العضلات.

وعندما يعيق عامل الأعصاب عمل هذا الانزيم فإن الاستيل كولين يتراكم في الجسم ما يسبب خللا في الجهاز العصبي.

الشلل.. فالموت
ونتيجة تأثير نوفيتشوك على الجهاز العصبي، يفقد الجسم السيطرة على العضلات ما يؤدي إلى تقلّصها ثم إلى الشلل والموت المحتمل اختناقا أو بالسكتة القلبية.

وفي السياق، أوضح البروفيسور ريتشارد بارسونز اختصاصي السموم في معهد كينغز كولدج في لندن، أن مواد نوفيتشوك “ثنائية”، أي أن “المواد التي تدخل في تركيبتها تنقل بشكل منفصل، ولا تكون عندها خطيرة، ثم يتم مزجها لتفعيل السم، فتكون بالغة السمية”، وفق ما أوردت الهيئة البريطانية “مركز الإعلام العلمي”.

ونقلت الهيئة عن الخبير في جامعة نوتينغهام الدكتور واين كارتر، أنه يمكن استخدام السم “بالامتصاص عبر الجلد أو الاستنشاق أو البلع”.

وأدرجت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تشرين الثاني/نوفمبر مادة نوفيتشوك على قائمتها للمواد المحظورة، بموجب قرار اتخذته الدول الأعضاء الـ193 بالإجماع.

وكان ذلك أول تعديل لاتفاق حظر الأسلحة الكيميائية منذ دخولها حيز التنفيذ العام 1997.

علاج بالسم
لكن ماذا عن علاج المصابين بهذا الغاز؟

يقضي أسلوب العلاج التقليدي في حال التسمم بغاز للأعصاب بضمان استقرار الوظائف الحيوية (التنفس وضربات القلب) وفي الوقت نفسه حقن المصاب بمادة أتروبين لمحاربة آثار المادة على الجهاز العصبي.

وتعطل مادة اتروبين لاقطات استيلكولين وذلك من أجل الحيلولة دون تراكم تلك الجزيئات في الجهاز العصبي. وإذا نجح العلاج فإن الجسم قادر مع مرور الوقت على التخلص من المادة السامة وإعادة إنتاج الانزيم الذي استهدفه.

لكن حتى في حال نجاة المصاب، فقد يحتفظ بتبعات دائمة.

وفي السياق، قال الدكتور واين كارتر “من المهم أن نحدد متى وأين تم التسميم، لنتثبت من أن المادة السامة لم تعد موجودة في المكان أو لم تنتشر”.

“الروس دون سواهم”
يشار إلى أن العالم الكيميائي الروسي فيل ميرزايانوف، كشف وجود مادة نوفيتشوك في مطلع التسعينات، بعدما عمل حوالي ثلاثين عاما في معهد أبحاث الدولة في الكيمياء والتكنولوجيات العضوية، ثم انتقل للعيش في الولايات المتحدة العام 1995.

وأكد لوكالة فرانس برس في آذار/مارس 2018 معلقا على قضية سكريبال أن “وحدهم الروس” طوروا هذه المواد السامة، و”احتفظوا بها وما زالوا يحتفظون بها مخبأة”.

المصدر – العربية

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى