أخبار منوعة

محامية مغنية متهمة بالإرهاب تكشف تفاصيل احتجاز موكلتها

الحدث :
جدد محامون ومدافعون عن حقوق الإنسان دعواتهم السلطات التركية لإطلاق سراح مغنّية ألمانية من أصلٍ كردي، تقبع خلف القضبان منذ أكثر من عامين، وذلك بعد رفض أنقرة طلباً بإخلاء سبيلها بسبب مشاكل صحية تعاني منها المغنية المسجونة والمتهمة بـ”العضوية في جماعة إرهابية”.

وطالبت نوروز آكالين، المحامية الموكلة بالدفاع عن الفنانة الألمانية الكردية هوزان جانيه، بضرورة إطلاق سراح الفنانة البالغة من العمر 47 عاماً بسبب المشاكل الصحية التي تعاني منها منذ اعتقالها في 22 حزيران/يونيو 2018، بعد مشاركتها في تجمع انتخابي لحزب “الشعوب الديمقراطي” المؤيد للأكراد في مقاطعة إدرنة الواقعة شمال غربي تركيا.

وقالت المحامية لـ”العربية.نت” إن “النيابة العامة بمدينة إدرنة طالبت قبل أيام بالإفراج عن موكلتي، لكن المحكمة رفضت ذلك بإجماعٍ من قضاتها باستثناء قاضٍ واحدٍ فقط وافق على إطلاق سراحها”.

وأضافت: “نرفض هذا القرار وسنستمر في الدفاع عن الفنانة الكردية حتى يتم الإفراج عنها، فقد احتجِزت منذ فترةٍ طويلة”.

وكشفت أن “المحكمة ستعقد جلسةً أخرى يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، رغم أننا نستبعد أن تقرر إطلاق سراحها”.

ومن المقرر أن تخضع الفنانة الألمانية لاختبارٍ طبي بعد أسبوع لمعرفة ما إذا كانت حالتها الصحية تسمح باستمرار احتجازها قبل انعقاد جلسة محاكمتها مجدداً أواخر الشهر المقبل.

وطالب المدعي العام بمقاطعة إدرنة التركية، حيث تقبع الفنانة الألمانية من أصلٍ كردي في أحد سجونها، بإطلاق سراحها يوم 3 أيلول/سبتمبر الجاري، معتبراً أنه من “غير المعقول” تمديد احتجازها مع تفشي فيروس كورونا المستجد في السجون بعد أن قضت بالفعل، أكثر من عامين في زنزانتها.

وقالت محاميتها “لقد تقدّمنا بطلبٍ جديد لاستئناف القرار الأخير كالعادة بعد رفض المحكمة إخلاء سبيلها”.

وتتهم السلطات التركية، الفنانة الألمانية بالعضوية في حزب “العمال الكردستاني” الذي تصنفه أنقرة جماعة “إرهابية”، لكن محكمة الاستئناف قالت الشهر الماضي إنه لا يوجد “دليل واضح” على عضويتها في هذا الحزب.

وكانت أنقرة قد حكمت بالسجن لمدة 6 سنوات وثلاثة أشهر على الفنانة الألمانية في تشرين الثاني/نوفبمر من العام 2018. وتعددت التهم الموجهة إليها بين الانضمام لجماعة “إرهابية” و”إهانة” الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

رسم كاريكاتيري لأردوغان
لكن محاميتها تنفي كل هذه التهم وتقول: “حتى الرسم الكاريكاتيري لأردوغان الذي نُشر على صفحة باسمها، لم تكن صفحة رسمية لموكلتي وإنما حساب وهمي باسمها ولا نعرف من استخدمه”.

والفنانة المعتقلة في تركيا هي من مواليد مدينة كولونيا الألمانية ولا تحمل الجنسية التركية.

وتتعرض تركيا لانتقادات حادّة على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان وتراجع مستوى الحريات العامة فيها خاصة منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكم أردوغان منتصف العام 2016.

وهذا الأسبوع، طالب مدافعون عن حقوق الإنسان في تركيا وخارجها بإقالة رئيس “المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان” بعد أن التقى بأردوغان وحصل على شهادة دكتوراه فخرية من جامعة تركية طردت معظم الأكاديميين العاملين فيها نتيجة موقفهم المناهض لسياسات أردوغان.

وقالت شيبنيم كورور فينكانسي، خبيرة الطب الشرعي ورئيسة هيئة حقوق الإنسان في تركيا لموقع “أحوال تركية” إن “على رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، روبرت سبانو، الاستقالة بسبب زيارته إلى تركيا، والتي كانت تشبه عرض الدمى الموالي للحكومة”.

وزار سبانو تركيا الأسبوع الماضي لافتتاح العام القضائي، والتقى كبار المسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم، بما في ذلك الرئيس أردوغان.

وقد أثارت زيارة سبانو وخط سير الرحلة الأسبوع الماضي، إدانات شديدة من منظمات حقوق الإنسان في تركيا والمحامين والنشطاء وكذلك السياسيين والمدافعين الأوروبيين. ولم يدلِ رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأي تصريحات أو إجراء مقابلات منذ الزيارة المثيرة للجدل التي استمرت أربعة أيام.

والشهر الماضي، أحدثت وفاة محامية مسجونة بعد إضراب طويل عن الطعام دام 238 يوماً، احتجاجاً على الحكم بإدانتها بتهم مرتبطة بالإرهاب، غضب الأتراك وقلقهم على مصير المئات من المدنيين المعتقلين.

وقال أصدقاء المحامية الكردية الراحلة إبرو تيمتك (42 عاما)، إنها كانت تزن 30 كلغ فقط وقت وفاتها، ما أثار تنديداً كبيراً من أحزاب المعارضة في تركيا وروابط المحاماة الدولية والاتحاد الأوروبي.

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع فيما كانت أسرة وأصدقاء تيمتك يقتربون من مقبرة في شمال إسطنبول.

وهتف المشيعون “تيمتك خالدة” و”الدولة القاتلة مسؤولة” بعد أن وضعوا رداء المحاماة الخاصة بها وزهوراً على قبرها.

وأكد الاتحاد الاوروبي أن وفاة تيمتك تكشف “أوجه القصور الخطيرة” في النظام القضائي التركي.

المصدر – العربية

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى