الدولية

تزايد الهجمات بشمال غرب باكستان ومخاوف من عودة التمرد

كثف مسلحون من هجماتهم على قوات الأمن في شمال غرب باكستان، مما أثار مخاوف من عودة تمرد مسلح وغياب القانون في وقت تنبئ فيه احتمالات تحقيق السلام بأفغانستان بتغير في تحالفات المتشددين الإسلاميين.

 

وكانت المنطقة الحدودية التي يقطنها أغلبية من عرقية البشتون ملاذاً آمنً لسنوات لمسلحين فروا من الغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001، لكن الجيش الباكستاني طهر تلك المعاقل في هجوم في 2014 مما دفع أغلب المسلحين إلى داخل أفغانستان.

ولكن منذ مارس(آذار) الماضي، تشن حركة طالبان الباكستانية المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تواجه خطر فقد ملاذاتها على الجانب الأفغاني من الحدود إذا أبرمت حليفتها طالبان الأفغانية السلام مع كابول، موجة من الهجمات على قوات الأمن الباكستانية.

وتعزيزاً لمحاولتها إعادة ترسيخ موطئ قدم لها في المناطق الحدودية، عقدت طالبان الباكستانية تحالفاً في يوليو(تموز) الماضي مع نحو 6 فصائل مسلحة صغيرة.

وقال منصور خان محسود المدير التنفيذي لمركز (فاتا) للأبحاث ومقره إسلام اباد “قدرة الحركة وقوتها العسكرية زادت وكذلك نطاق وجودها”.

وشهد شهر سبتمبر(أيلول) الجاري هجمات شبه يومية، مثل تفجير قنابل على الطرق وشن هجمات قناصة ونصب كمائن وقتل سكان لاتهامهم بالتواطؤ مع قوات الحكومة.

ووفقاً لما أحصته الأرقام الرسمية فقد قتل المتشددون 40 جندياً على الأقل منذ مارس(آذار) الماضي، وذكر مركز فاتا البحثي أن نحو 109 قتلوا في 67 هجوماً من شهر يناير(كانون الثاني) إلى يوليو(تموز) الماضيين، وهو ضعف الرقم المسجل في 2019.

وزاد عنف الجماعات المتشددة في باكستان بعد أن اضطرت البلاد للمشاركة في حرب قادتها الولايات المتحدة على الإرهاب بعد هجمات الـ 11 سبتمبر(أيلول) 2001، رغم أنها ساندت طالبان الأفغانية لسنوات.

وسريعاً وجدت الحكومة الباكستانية نفسها مستهدفة من حركة لطالبان نبتت على أراضيها، لكن الجيش نجح في إخراجها من المناطق القبلية في 2014 وأجبرها على الخروج لأفغانستان.

وتسببت المعارك في نزوح ملايين السكان، غير أن عنف الجماعات المتشددة في باكستان تراجع بصورة كبيرة منذ ذلك الحين، ولكن يتنامى قلق الآن من أن تكون زيادة عنف طالبان الباكستانية إحدى التبعات غير المقصودة لجهود إحلال السلام في أفغانستان.

وفي فبراير(شباط) الماضي، عقدت طالبان الأفغانية والولايات المتحدة اتفاقاً لانسحاب القوات الأمريكية مقابل ضمانات من الحركة بألا تؤوي متشددين آخرين.

وذكرت الأمم المتحدة في تقرير في يوليو(تموز) الماضي، أن هناك أكثر من 6 آلاف مقاتل باكستاني في أفغانستان ينتمي معظمهم لطالبان الباكستانية، وأنهم قد يعودون لبلادهم إن لم يجدوا مأوى، وقال مسؤول أمني غربي في باكستان “هذا مصدر قلق للجميع”.

 

المصدر ـ 24 

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى