الهلال يتحدّى «كورونا» والاتحاد الآسيوي في موقعة «عودة إدواردو»
حتى قبيل ساعات قليلة من الموعد المرتقب بين فريق الهلال مع نظيره شباب الأهلي دبي الإماراتي، مساء اليوم الأربعاء، لحساب الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية لدوري أبطال آسيا لكرة القدم، كان الغموض يسيطر على مصير المباراة، في ظل تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد بين صفوف حامل اللقب، قبل أن يتجاوز الزعيم مجددًا المحنة ويوثق إصراره على المضي قدمًا نحو الحفاظ على البطولة، رغم تعنّت الاتحاد القاري غير المبرر.
وعلى الرغم من الظروف القاسية التي حاصرت أزرق الرياض قبل موقعة شباب الأهلي، إلا أن رجال المدرب الروماني رازفان لوشيسكو، يحطون الرحال في ملعب خليفة الدولي، في تمام التاسعة مساء اليوم الأربعاء، بأريحية التأهل المبكر إلى ثمن النهائي، قبل جولة من ختام دور المجموعات، بحصاد خالٍ من الهزائم.
وواصل الفريق السعودي التحضير لمباراة شباب الأهلي، تحت إشراف المدرب المساعد كريستيانو باتشي، في ظل عدم قدرة لوشيسكو على الالتحاق بالتدريبات لحين ظهور نتائج الفحص الطبي، في مران شهد غيابات بالجملة في صفوف أزرق الرياض.
وتجاوز الهلال تهديدات الاتحاد القاري بالاستبعاد من البطولة الآسيوية، في حال عدم اكتمال النصاب القانوني لقائمة الفريق في مباراة شباب الأهلي، بالوصول إلى 13 لاعبًا، ليقترب من دخول اللقاء بـ14 لاعبًا، في سيناريو مكرر لما حدث أمام شهر خودرو الإيراني، في الجولة الماضية، بتواجد 3 لاعبين فقط على مقاعد البدلاء.
وقرر الاتحاد الآسيوي، مساء أمس الثلاثاء، جدولة مسحة جديدة لفيروس كورونا، لمكونات بعثة الهلال السعودي، قبل مواجهة شباب أهلي دبي بساعات، على خلفية ظهور إصابتين جديدتين في صفوف الزعيم، بعد ثبوت إيجابية فحص ناصر الدوسري، إلى جانب أحد أعضاء الجهاز الطبي.
حسم اللغط
وبعيدًا عن اللغط الذي سيطر على الأجواء، يبقى الهلال رقمًا صعبًا في البطولة القارية، بعدما نجح في تجاوز تلك الأجواء القاتمة، وحسم التأهل إلى دور الـ16 منذ الجولة الماضية، برصيد 11 نقطة، متربعًا على قمة المجموعة الثانية.
واشتعل الصراع على البطاقة الثانية، بين شباب الأهلي دبي، الذي يحتل المركز الثالث على سلم ترتيب المجموعة برصيد 7 نقاط، بفارق نقطة وحيدة أمام باختاكور الأوزبكي، الذي يخوض موقعة تبدو في المتناول أمام شهر خودرو الإيراني الذي ودع البطولة برصيد نقطة واحدة في المركز الأخير.
ويحتاج الفريق الإماراتي إلى الفوز على الهلال، في لقاء بمثابة تحصيل حاصل لبطل آسيا، على أمل تعثر الفريق الأوزبكي أمام شهر خودرو، من أجل اللحاق بأزرق الرياض إلى محطة ثمن النهائي.
تحت المجهر
وعلى الرغم من انحصار الصراع على البطاقة الثانية المؤهلة، لكن الأنظار تتركز مجدداً على الهلال الذي ارتفع عدد مصابيه بفيروس كورونا من 15 لاعبًا الى 20، بينهم أبرز نجوم الفريق على غرار؛ الفرنسي بافيتيمبي جوميز، والايطالي سيباستيان جوفينكو، وسالم الدوسري.
وأعلن أزرق الرياض عن إصابة محمد جحفلي، محمد كنو ومحمد الكنيدري إضافة إلى أحد أعضاء الجهاز الفني وأخصائي التغذية، ليلحق بهم ناصر الدوسري، وعضو الجهاز الطبي، في مشهد أثار الكثير من علامات الاستفهام داخل الفقاعة القطرية.
ويستعد الهلال لاستعادة بعض لاعبيه مع انتهاء فترة الحجر الصحي، بعدما عاود المران بمشاركة القائد سلمان الفرج الذي غادر الحجر بعد أن أجرى مسحتين طبيتين كانت نتيجتهما سلبية، إلى جانب الثنائي عبدالله المعيوف وهتان باهبري.
ومع ثبوت إيجابية مسحة المدافع محمد البريك، ينتظر حمد العبدان ونواف العابد، اجتياز الاختبار الطبي المفروض من قبل الاتحاد القاري لمتعافي «كوفيد-19»، إضافة إلى سعود كريري اداري الفريق، وذلك بعد أن ظهرت نتيجة المسحة الأولى سلبية.
وبحسب بروتوكولات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإنه يشترط أن يجري الشخص المتعافي من الإصابة، مسحتين تكون نتيجتهما سلبية حتى يسمح له بمغادرة الحجر الصحي والانضمام للتمارين الجماعية للفريق.
صديق الأمس
وتشهد موقعة الأربعاء أول لقاء بين أصدقاء الأمس؛ عندما يلتقي البرازيلي كارلوس إدواردو الذي سطّر تاريخًا مثاليًا بين جدران أزرق الرياض، مع رفقاء الألقاب، بعدما طوى صفحة الهلال عقب نهاية الموسم الفائت، ليبدأ مغامرة جديدة في دبي.
ونجح شباب الأهلي، في أغسطس الماضي، الحصول على خدمات صانع الألعاب البرازيلي، صاحب الـ30 عامًا، بعقد يمتد 3 مواسم، في صفقة انتقال حر؛ لتدعيم صفوف الفريق في انتقالات الصيف الجاري.
ودافع البرازيلي، الذي انتقل إلى صفوف الهلال في صيف 2015، قادمًا من بورتو البرتغالي في صفقة بلغت سبعة ملايين يورو، عن ألوان أزرق الرياض في 147 مباراة لحساب جميع المنافسات، وقع خلالها على 75 هدفًا، وقدم 18 تمريرة حاسمة.
واستعاد شباب الأهلي جهود إدواردو بعد التعافي من إصابة في مفصل القدم، تعرض لها مع الهلال أثناء مواجهة العدالة في ختام الجولة الـ25 من الموسم المنصرم؛ والتي أبعدته عن العشب الأخضر، قبل أن يقدم أوراق اعتماده مع النادي الإماراتي في الجولة الماضية.
مهمة صعبة
واعترف الإسباني جيرارد زاراجوسا، مدرب شباب الأهلي، بصعوبة مباراة الهلال على الرغم من الظروف القاسية التي يمر بها المنافس السعودي تحت وطأة هجوم كورونا، مشددًا على قوة الزعيم الذي حسم التأهل رسميًا.
وأوضح زاراجوسا، في المؤتمر الصحفي: «الهلال فريق كبير يستحق كل الاحترام، من الصعب على أي فريق أن يعيش مثل هذه الأوضاع، لكن المنافس لديه لاعبون جيدون ومواهب جديدة يمكنه الاعتماد عليهم».
وأضاف الإسباني: «أتمنى الشفاء لكل المصابين، وعمومًا يبقى الهلال كبيرًا وقويًا في كل الأحوال، لذا المباراة تعتبر صعبة ومهمة في نفس الوقت، نحتاج لتحقيق الفوز حتى نبقي على آمالنا في التأهل».
وحول صدام البرازيلي كارلوس إدواردو، صانع ألعاب الشباب مع فريقه السابق، قال جيرارد: «المباراة ذات طابع خاص بالنسبة له، لقد تعافى من الإصابة، وأصبح جاهزًا، وقدم مردودًا جيدًا، ننتظر منه المزيد، وثقتنا كبيرة في قدرته على صناعة الفارق».
وأنعش شباب الأهلي حظوظه في التأهل عقب استئناف منافسات البطولة القارية في قطر، بإضافة 4 نقاط جديدة إلى حصاد الفريق الإماراتي، بالفوز الثمين على شهر خودرو، والتعادل السلبي أمام باختاكور، إلا أنه ينتظر هدية من الطرف الإيراني على ملعب الجنوب، على أمل الفوز على الهلال.
المصدر ـ عاجل