الاقتصادشريط الاخبار

النهوض الاقتصادي في ألمانيا معرض للخطر .. 6 % انخفاض متوقع للناتج المحلي

أعرب خبراء اقتصاد عن خشيتهم تعرض النهوض الاقتصادي في ألمانيا للخطر بسبب ارتفاع إصابات كورونا إزاء العواقب المحتملة جراء موجة ثانية من الجائحة في البلاد.
وقالت فريتسي- كولر جايب خبيرة الاقتصاد لدى المجموعة المصرفية الحكومية “كيه إف دبليو”، في استطلاع أجرته “الألمانية”: “النهوض الاقتصادي قد يتوقف إلى حد كبير بحلول الربيع، نتيجة لذلك، من المتوقع أن تستقر معدلات البطالة في الأشهر المقبلة أو- إذا ساءت الأمور- ستزيد بشكل كبير”.
وأكدت أن مخاطر التوظيف لا تزال مرتفعة، خاصة في القطاعات الاقتصادية المرتبطة بالعملاء على نحو مباشر، موضحة أن أشهر الخريف والشتاء ستكون بمنزلة اختبار تحمل آخر، خاصة بالنسبة لقطاع الفنادق والمطاعم، وكذلك أجزاء من تجارة التجزئة والقطاع الثقافي.
ويتبنى هذا الرأي أيضا مارك شاتنبرج، الخبير الاقتصادي في مصرف “دويتشه بنك”، حيث قال: “الوضع مرهق، خاصة بالنسبة لقطاع الخدمات”. ويبقي مصرف “دويتشه بنك” حتى الآن على توقعاته بحدوث انكماش اقتصادي 5.5 في المائة، هذا العام ونمو 4.5 في المائة، العام المقبل.
وقال شاتنبرج: “الربع الثالث يجب أن يكون مفاجئا بشكل إيجابي من حيث الأداء الاقتصادي، وفي المقابل من المحتمل رؤية مخاطر الهبوط في الربع الأخير، التي قد تمتد بعد ذلك إلى العام الجديد”.
وأكد أن سوق العمل تتأثر أيضا- فالوظائف الموسمية، على سبيل المثال في أسواق عيد الميلاد (الكريسماس)، معرضة للخطر بشكل خاص. ويرى إنتسو فيبر، من معهد أبحاث التوظيف في نورنبرج، الأمر بالمثل، حيث قال: “سوق العمل بدأت التعافي في الصيف، لكن على نحو أكثر تباطؤا، وبعض القطاعات مثل الصناعة تستمر في خفض الوظائف”.
وتتوقع مجموعة “أليانز” للتأمين انخفاضا 6 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا هذا العام وزيادة 3.5 في المائة، العام المقبل.
وقالت كاتارينا أوترمول، من “أليانز”: “مخاطر التراجع هي التي تهيمن على الوضع، لسوء الحظ، قد يكون الأمر أكثر إزعاجا للاقتصاد الألماني بدءا من الخريف”، مضيفة أن انتهاء تأثيرات اللحاق بالركب سيجعل من الواضح بشكل لا لبس فيه أن الانتعاش الاقتصادي الحالي لا يسير من تلقاء نفسه.
وأشارت إلى أن الاقتصاد “في وضع التوقف والانطلاق” بسبب الجائحة، ونفترض بشدة أن إجراءات دعم الدولة، التي تنتهي بنهاية هذا العام سيجرى تمديدها. بدوره دعا جايب إلى تأهيل جزء من العمال، الذين يعملون بدوام جزئي حاليا، وكذلك الأشخاص العاطلون عن العمل لمهن قد تعاني نقص العمال المهرة في المستقبل.
وفي سياق متصل، حذر قطاع صناعة السيارات في ألمانيا من فشل اتفاقية التجارة المثيرة للجدل بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول ميركوسور في أمريكا اللاتينية. وفي تصريحات صحافية أمس، قالت هيلديجارد مولر، رئيسة رابطة شركات صناعة السيارات، إن فشل الاتفاقية أو تأجيلها إلى أجل غير منظور زمنيا سيكون بمنزلة “إشارة سلبية للغاية لأوروبا كمركز صناعي وكذلك للبيئة وحماية المناخ”.
وأضافت: “نحن نحتاج بالذات في هذه المرحلة الصعبة حاليا إلى أوروبا الشجاعة والحازمة التي توجد ظروفا إطارية جيدة للعمل”. وتأتي هذه التصريحات من مولر ردا على شكوك ثارت حول الاتفاقية بسبب أسئلة تتعلق بحماية المناخ.
وفيما كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ضمن من أبدوا شكوكا حيال الاتفاقية، قالت مولر إنه من خلال الاتفاقية وحدها، التي تتضمن التزاما بأهداف اتفاقية باريس للمناخ، يمكن للشركاء الالتزام بوعودهم وتعزيز حماية المناخ. وتضم مجموعة ميركوسور البرازيل والأرجنتين وباراجواي وأوروجواي.
وتوصلت المجموعة والاتحاد الأوروبي نهاية حزيران (يونيو) 2019 بعد مفاوضات استمرت لأعوام، إلى اتفاق سياسي مبدئي بخصوص إنشاء أكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم، غير أن دولا عدة في الاتحاد الأوروبي، وبينها فرنسا، عادت وأثارت الشكوك حول الاتفاقية.
ويطالب المنتقدون، على سبيل المثال، بأن تعزز مجموعة ميركوسور جهودها في مجال حماية الغابات المطيرة، ونظرا لأن مصادقة دول الاتحاد الأوروبي مطلوبة من أجل تنفيذ الاتفاقية، يجب الاستجابة إلى مطالبها. وحذرت مولر من أن مثل هذه التعديلات لا ينبغي أن تؤدي إلى إعادة فتح الاتفاقية مرة أخرى بوجه عام والتفاوض مرة أخرى لأعوام، مشيرة إلى أن الاتفاقية تتيح “فرصا عظيمة للناس والاقتصاد وحماية المناخ، سواء في أوروبا أو في الدول اللاتينية الأربع”.
وأفادت بيانات صادرة عن المفوضية الأوروبية منتصف الشهر الجاري بأن هناك محادثات جارية مع دول المجموعة من أجل دفعها إلى مزيد من الالتزامات الذاتية حيال حماية الغابات المطيرة في الأمازون وحماية المناخ، وتأمل المفوضية من جانبها في أن تسحب الدول المنتقدة لاحقا تهديداتها بنقض الاتفاقية.
إلى ذلك ناشدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مواطنيها مجددا المساعدة في احتواء جائحة كورونا من خلال تقليل الاختلاط، وذلك في ظل الارتفاع الملحوظ في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
وفي رسالتها الأسبوعية المتلفزة عبر الإنترنت أمس، قالت ميركل: “لسنا قليلي الحيلة في مواجهة الفيروس، فسلوكنا يحدد مدى قوة وسرعة انتشاره، وواجب الساعة يعني بالنسبة لنا جميعا تقليل المخالطات، والالتقاء بعدد أقل كثيرا من الناس”.
وكانت ميركل قد وجهت في رسالة الأسبوع الماضي نداء مؤثرا للمواطنين، وناشدتهم المساعدة في التغلب على الجائحة، وقد أثار الفيديو ردود أفعال عديدة، وقالت ميركل إن وضع الجائحة تفاقم في الأسبوع التالي.
وأضافت: “بالنسبة لي لا يزال ساريا ما قلته لكم في الأسبوع الماضي، كلمة بكلمة، ولهذا سيتبع الآن تسجيل السبت الماضي مرة أخرى”، وأعقب هذه العبارة تشغيل تسجيل الأسبوع الماضي.
كما دعت ميركل المواطنين في ذلك التسجيل إلى تقليص المخالطات خارج الأسرة وناشدتهم التخلي عن الرحلات والحفلات “غير الضرورية بحق”، متابعة: “من فضلكم ابقوا في بيوتكم وأماكن سكنكم طالما أمكن ذلك”.

المصدر:الاقتصادية

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى