الاقتصادشريط الاخبار

وزير الطاقة: 2020 عام صمود “أوبك +”.. نقترب من بلوغ الضوء نهاية النفق

أكد الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة أن عام 2020 كان عام التحديات، ولكنه كان فرصة لإثبات المرونة والصمود فى عمل “أوبك +”، مشيدا بالتعاون المشترك مع ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، حيث أدى إلى تحقيق الأهداف الجماعية للمنتجين.
وقال وزير الطاقة خلال رئاسته الاجتماع الـ25 للجنة الوزارية المشتركة لمراقبة خفض الإنتاج، والاجتماع الـ13 لوزراء دول “أوبك +”، إن “جميع المنتجين لديهم خبرات صعبة من العام الماضي. جعلهم أكثر قدرة على مواجهة التحديات”.
وأضاف “حققنا أكبر خفض للإنتاج فى التاريخ مما بث الفاعلية في عمل التحالف، واتفقنا على آلية جيدة لتعويض ضعف الامتثال”، لافتا إلى أهمية البناء على ما تحقق من أجل مواصلة التغلب على صدمة السوق النفطية فى العام الماضي. وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان “نقترب من بلوغ الضوء فى نهاية النفق”.
وأكد أهمية اللقاحات الجديدة ودورها فى انعاش الطلب بعدما بدأت عملية التطعيم بنجاح وهو ما يعزز حالة التفاؤل، مشيرا إلى اعتماد الكثير من اللقاحات المؤثرة ما جعل معنويات السوق أفضل ودفعها على طريق استعادة التعافي.
وأوضح الأمير أن التنبوء بتطورات السوق أمر صعب فى ظل استمرار الإصابات والإغلاقات فى العديد من الدول، مشددا على ضرورة البقاء فى حالة حذر وتحمل المسؤولية “لأن عملنا ومهمتنا لم تنته بعد ويجب أن نبقى يقظين ومستعدين إلى أى تطورات مفاجئة وأن نبقى جاهزين مع الاعتماد على المرونة فى التعامل مع المستجدات واجراء التعويضات وتعديل الإنتاج إلى المستويات الملائمة التى تدعم التوازن بين العرض والطلب”.
وذكر الأمير عبد العزيز بن سلمان أن منتجي “أوبك +” واثقون فى أنفسهم وفى قدرتهم دائما على النجاح.
وقال إن مجموعة أوبك+ يجب أن تكون يقظة وحذرة على الرغم من بيئة السوق المتفائلة بشكل عام لأن الطلب على الوقود لا يزال هشا ولا يمكن التكهن بعواقب الطفرة الجديدة لفيروس كورونا.
وأضاف “في أجزاء كثيرة من العالم، حيث زادت معدلات الإصابة (بالفيروس) على نحو يبعث على القلق، يجري تطبيق موجة جديدة من الإغلاقات والقيود وهو ما سيؤثر حتما على معدل التعافي الاقتصادي في تلك البلدان”.
من جانبه، أكد الكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، نجاح اجتماعات لجنة مراقبة خفض الإنتاج وتواصل الشراكة المستمرة بين منظمة أوبك وخارجها.
وقال نوفاك إنه يأمل بأن يرى سوق النفط تتعافى هذا العام بفضل التطعيم بلقاحات ضد كوفيد-19، لكنه أضاف أنه ما زال هناك الكثير من الضبابية في سوق النفط.
وذكر نوفاك أن العام الماضي كان عاما استثنائيا بسبب تراجع الطلب ما دفع المنتجون إلى خفض الإمدادات النفطية، لافتا إلى أهمية دعم التعاون بشكل مستمر بين المنتجين في التحالف.
وأعرب نوفاك عن تقديره وشكره إلى الأمير عبد العزيز بن سلمان لدعم التعاون والالتزام الشديد بتعزيز الشراكة.
وأضاف نوفاك “نتمنى أن يشهد عام 2021 تعافي الطلب العالمي واستمرار نجاح اللقاحات وعملية التطعيم حول العالم بما يدعم استعادة الاستقرار فى الاسواق”.
بدوره، أعرب وزير الطاقة الانجولي دومانتين أزفيدوا رئيس “أوبك” لعام 2021 عن تقديره لكل من السعودية وروسيا على دعم بلاده وللأمانة العامة لدورها المتميز فى مواجهة عام صعب من تحديات جائحة كورونا.
وذكر الوزير أن الاجتماع الوزاري يأتي فى ظروف وتحديات واسعة وغير مسبوقة، مشيرا إلى أن بلاده عضو جديد فى “أوبك” ولكنها تتطلع إلى دور مؤثر فى الارتقاء بمنظومة العمل الجماعي للمنتجين.
وذكر الوزير أن الطلب العالمي من المتوقع أن يستعيد بعض من مستوياته السابقة خلال العام الجاري بنمو بنحو 6 ملايين برميل يوميا من مستوى الطلب العالمي السابق على النفط فى بداية العام الماضي كما من المتوقع تعافي النمو الاقتصادي العالمي بقيادة الدول الاعضاء فى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وأشار الوزير الى أن “أوبك +” تبدأ العام الجديد وسط مؤشرات جديدة على التعافي وتتطلع إلى استمرار الامتثال لحصص تخفيض الإنتاج وزيادة فاعلية إعلان التعاون، مبينا أن مصالح المنتجين جميعها متشابكة ويجب التدخل دائما بالطريقة الصحيحة وفى الوقت المناسب.
وأضاف الوزير الأنجولي “نسعى إلى استعادة التوازن وإلى توسيع التعاون والشراكة بين المنتجين والمستهلكين”.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط بعد أن لامس أعلى مستوياتها في عدة أشهر في ظل احتمالات بأن يؤدي حدوث تصاعد في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد إلى فرض قيود أكثر صرامة وتوقعات بأن تقيد أوبك وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، الإنتاج عند المستويات الحالية.
وبحسب “رويترز”، فإنه بحلول الساعة 12:44 بتوقيت جرينتش، كان سعر خام برنت القياسي العالمي مرتفعا ستة سنتات، أو ما يعادل 0.1 في المائة، عند 51.86 دولار للبرميل بينما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 17 سنتا، أو ما يعادل 0.4 في المائة، إلى 48.35 دولار للبرميل.
وفي وقت سابق من الجلسة، قفزت العقود الآجلة للخامين ليجري تداول خام برنت عند 53.33 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوياته منذ آذار (مارس) 2020، في حين لامس الخام الأمريكي 49.83 دولار للبرميل وهو أعلى مستوياته منذ شباط (فبراير) 2020.
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل لدى يو.بي.إس “مع عدم تمكن خام غرب تكساس الوسيط من بلوغ مستوى 50 دولارا للبرميل، ربما تكون قد بدأت بعض عمليات جني الأرباح”.
وأضاف “كما أن التمديد المحتمل للقيود المفروضة على التنقل عبر العديد من الدول الأوروبية قد يكون حافزا أدى إلى محو مكاسب النفط السابقة. وسيترقب اللاعبون في السوق نتائج اجتماع أوبك+ اليوم عن كثب”.
وكانت “أوبك+” قررت في كانون الأول (ديسمبر) زيادة الإنتاج نصف مليون برميل يوميا من كانون الثاني (يناير) في إطار زيادة تدريجية تصل إلى مليوني برميل هذا العام.
وقال هاري تشيلينجويريان المحلل لدى بنك بي.إن.بي باريبا “بداية العام الجديد تمثل تحديات لمجموعة (أوبك+) مع تغير ميزان المخاطر المتعلق بتعافي الطلب على النفط”.
وقال وزیر النفط الكويتي محمد الفارس إن من المتوقع أن يتعافى الطلب على النفط تدریجیا لاسيما خلال النصف الثاني من 2021 مع بدء توزيع لقاحات كورونا في العديد من دول العالم.
وبدأت بريطانيا توفير تطعيمات لسكانها من لقاح كوفيد-19 الذي طورته جامعة أكسفورد وشركة أسترا زينيكا.
واكتسب النفط قوة من ضعف الدولار وأنشطة قوية لقطاع التصنيع في آسيا وأوروبا.
وقال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) محمد باركيندو أمس إن المنظمة تتوقع الكثير من مخاطر النزولية لأسواق النفط في النصف الأول من 2021.
وأضاف باركيندو “وسط بوادر تبعث على التفاؤل، فإن التوقعات للنصف الأول من عام 2021 متفاوتة للغاية ولا يزال هناك الكثير من المخاطر النزولية التي يجب التعامل معها”.
وقال باركيندو “لا تزال القيود على النشاط الاجتماعي والاقتصادي سارية في عدد من البلدان، وهناك قلق بعد ظهور سلالة جديدة شديدة الخطورة من الفيروس”.
وذكر أن الاقتصاد العالمي ربما يتعافى بقوة في النصف الثاني من 2021 لكن قطاعات مثل السفر والسياحة والترفيه والضيافة قد تستغرق سنوات للوصول إلى مستويات ما قبل الفيروس.
اضطرت “أوبك+” إلى خفض الإنتاج بمقدار قياسي في 2020 في ظل إجراءات العزل العام عالميا التي قلصت الطلب على الوقود.
وخفضت “أوبك+” الإنتاج للمرة الأولى بواقع 9.7 مليون برميل يوميا ثم قلصت التخفيضات إلى 7.7 مليون وأخيرا إلى 7.2 مليون بداية من كانون الثاني (يناير) الجاري.
وقال باركيندو إن أوبك تتوقع حاليا أن تقود الدول النامية ارتفاع الطلب العالمي على النفط الخام إلى 95.9 مليون برميل يوميا في 2021 أو بواقع 5.9 مليون برميل يوميا عن 2020، وسط توقعات بنمو الاقتصاد العالمي 4.4 في المئة.
وعلى الرغم من التفاؤل الذي بثه إنتاج لقاحات لفيروس كورونا في الاقتصاد العالمي وأسواق النفط، فإن الزيادة في الطلب على الوقود لم تفلح بعد في الوصول بالاستهلاك إلى مستوى ما قبل الجائحة وهو 100 مليون برميل يوميا تقريبا.
وجاءت أحدث توقعات أوبك في كانون الأول (ديسمبر) أقل من التوقعات السابقة بزيادة 6.25 مليون برميل في اليوم بسبب استمرار آثار جائحة فيروس كورونا.
وفي ختام آخر أيام التداول في 2020، تجاوز سعر خام برنت 50 دولارا للبرميل وهو ما يعني فقده أكثر من خمس قيمته على أساس سنوي لكنه أعلى بما يزيد على المثلين عن أدنى مستوياته في نيسان (أبريل) مع خفض المنتجين للإنتاج واعتماد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزم تحفيز بلغت قيمتها تريليونات من الدولارات.           

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى