الإعلامي عبدالعزيز قاسمشريط الاخبار

“السوبر الأوروبي”: وجهٌ قبيحٌ للرأسمالية .

السوبر الأوروبي“: وجهٌ قبيحٌ للرأسمالية .

الاعلامي وكاتب صحافي :

عبدالعزيز قاسم

*•* كم كنت مبتهجًا بهذه الهبّة الجماهيرية التي قامت في وجه القرش الأبيضفلورنيتو بيريزرئيس نادي ريال مدريد، الذي كان حديث العالم خلال اليومين الماضيين،عندما كشف عن مشروعالسوبر الأوروبيالذي يود أن يقيمه مع أشهر اثني عشرناديًا بالعالم، مستبعدًا فيه الأندية الرياضية الصغيرة.

*•* ما فعله بيريز هو الوجه القبيح للرأسمالية المتوحشة، وهي الثقافة التي تتيحلبضعة أفراد أن يتحكموا بأغلبية ثروات العالم بما نراها في فيسبوك وأمازون وآبلوقوقل والشركات العملاقة العالمية. بيريز بذات الفكر؛ يود تحقيق أرباح طائلة مع الأنديةال12، مرتبًا مشروعه عبر دعم كامل من بنك JP Morgan الأميركي، الذي تكفل بتمويلالبطولة بالكامل.

*•* كل نوادي العالم حققت خسائر خلال العام الفارط بسبب كورونا، ولكن الفكرة كانتمتبلورة عند ذلك الإسباني الكهل من سنوات، وأفصح عنها قبل ثلاث سنوات، ليعلنهابعد اتفاقه مع ال12 ناديا قبل يومين، وأغراهم بالمال حيث يحصل كل عضو مؤسس 400 مليون دولار، أي 4 أضعاف ما يربحه الفائز في دوري الأبطال الحالي.

*•* ضجت الأندية الصغيرة واعترضت، لأنها بالضبط تمثل تلك الدكاكين والبقالاتالصغيرة في الحواري، والتي أفلست وأغلقت أبوابها بعد اكتساح المولات الكبيرةوالهيبرماركت، وذهاب الناس للتسوق عندها. هي ذات الفكرة هنا، مجرّد جشعٌ فاضحٌلتحويل كرة القدم من رياضة شعبية للبسطاء لتجارة يتناطح فيها الهوامير.

*•* الهبّة الجماهيرية التي ساندها بعض السياسيين من مثل رئيس وزراء بريطانياالذي أرغم الأندية الإنجليزية على التراجع ببعض التلويحات والتهديدات؛ ما جعل رؤساءتلكم الأندية يعتذرون لجماهيرهم، وينسحبون ويتركون ذلك الكهل الداهية بيريز وحيدًا،ليعلن اليوم عن ارجاء الفكرة وليس وأدها، انتظارًا منه لفرصة أخرى.

*•* الرأسمالية لها وجهٌ جيدٌ ولا شك، ولكن ما رأيناه في حركة الأندية ال12 من جشع فياحتكار الأموال والبطولات، وحصرها بينهم فقط، واستبعاد الصغار أو من لا يروق لهم؛هو أحد الأوجه القبيحة للرأسمالية. لذلك كانت سعادتي بسقوط المشروع، وتمكينالصغار في ممارسة حقهم بالتنافس اللعب والمشاركة.

القصة ليست رياضة حسب، بل تسربل مناحٍ شتى في حياة البشر.

تغريدات: عبدالعزيز قاسم

    اعلامي وكاتب صحافي

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى