المقالات

ايام المغفرة.

ايام المغفرة 

بقلم الكاتبه أمل سليمان

أتي الشهر الفضيل والخير والآجر الكثير , شهر تتطهر فيه الآنفس والآبدان , وتغتسل الذنوب الغير مقصودة التي نتجت عنها الروح دون دراية بأنها مؤذية للغير , شهر تمنح فيها روحك مراجعة أفكارك وسلوكك الذي انتهجته طيلة عام مضى مع غيرك من البشر , والذي بدورة يتوجب عليك تصفية اخطاءك وطلب الرحمة من الله والمغفرة 

وهذا الحديث نتكلم فيه عن الآخطاء التي لم تنتوي إيذاء احد او تقصد به وجع لإنسان آخر ولكن نتجت عنك خلال عمل أو سلوك طارئ وانت تمر في الحياة , وأعلم أن الكثير سيبدأ بطلب السماح والمسامحه من الناس بقرب شهرنا الكريم ويعتبر نفسه أصبح صافي الذنوب والخطايا بهكذا تصرف , وأن رمضان هو مصفاة لسلوكة وأذيته لغيره من الناس 

أن صوم رمضان يعتبر له غاية الآجر والإسلام , نعم شهر رمضان صوم وعفو للجميع , لكن الجميع الذي هم آناس يخافون الله ويطلبون عفوه ومغفرته في كل أيامهم وساعاتهم وحياتهم , يرتعبون من سلوك قد يأذي الغير , ولا ينامون وجع اذا صدر عنهم ما يغضب الله في خلقه من أهل واصدقاء وزملاء عمل وجيران ومن يستحق المساعدة او الخير , يتصدقون كل ما استطاعوا ذلك , تكون معاملتهم بالخير والصدق والآمانه في كل أيامهم ومسيرتهم , هؤلاء هم أهل رمضان وأهل المغفرة والعفو , وآجرهم مضاعف في الشهر الكريم , وليس كل من ظلم أو تنمر أو قهر أو تعامل مع أي قريب او بعيد بالسوء وعن قصد هو من أهل رمضان او من أهل المغفرة , الله سبحانة وتعالى يراقب سلوك كل فرد وكل حي منذ ولادتة حتى مماته وفي كل لحظة بنواياة وسلوكة في كل ثانية من عمرة , 

وايام رمضان احدى هذه الأيام التي عين الله عليه فيها , ولن يغفر الله ذنوب بشر ظلموا وقهروا وسرقوا حقوق الناس , أو من تعاملوا مع الضعيف بقسوه وسخرية وتعالي , الله وهب البشر عقول متفاوته ودرجات من التفكير والتأمل , وأعلى درجات التأمل هي في الله سبحانة وفي قوانينه ودينه , فكيف تنتظر رحمة ومغفرة من الله وأنت ظالم وكل حياتك تؤذي غيرك او اهلك او من يقترب منك حتى لو بالكلام فقط , وتكون أمام الناس رافع رأسك وتتكلم أنك تحب الخير كمظهر خارجي , وداخلك وفي الخفاء كل أذية تلحقها بغيرك , غيرتك من أقرانك واسباب كذبك حولهم تتكوم داخلك وتصنع منك إنسان كل همه أذية غيره , الله سبحانه وتعالى يرانا في رمضان و في غيره من الآيام , رمضان أجره عظيم لمن يخاف الله في ساعة وحين , ولكن الكثير اتخذه ذريعة يبرر به دينه واسلامة , ديننا الحنيف علمنا أن نصوم عن الشرور ونبتعد , علمنا الصيام عن ظلم غيرنا والبعد عن المكيده التي تصنع الشر و طرقه , الصيام عن الكذب ومن يتبعة , لا تطلب المغفرة من الله وأنت كاذب وظالم و تصنع مكايد لآذية غيرك او السخرية منه , لا تطلب مغفرة وأنت تجامل احد على حساب شخص آخر , ولا تطلب مغفرة بإسم الصوم والدين , الله سبحانه وتعالى وضع لنا حدود لكل شيئ حولنا في ديننا وفي آرواحنا , وخلقنا بعقول تفكر وتتفكر لكل شيئ حتى تتم محاسبتنا بأخطاءنا , او أجرنا بسلوكنا طرق الخير , فلا يظن عقلك ان الله سيسامحك على ظلمك لأحد أو قهر انسان أضعف منك او كذبك المقصود تجاه احد , فكن خير من يقصد شهر رمضان بعقل يخاف الله في كل ساعاته وأيامة , وأعلم أن الله يضاعف لك الآجر كل ما خفت من سلوك يغضب الله في كل حياتك , وكن رحيم لمن مر بك في حياتك وخير لمن استطعت أن تسعده حتى لو بكلمة او تصرف او عمل , وسيكون شهر رمضان الكريم تصفية لذنوب لم تقصدها أو تنوي حدوثها , والله خير عالم بنا وبما فكرنا أو سنفكر به في أيامنا القادمة , والله كريم عظيم رحيم لكل بشر يحب الخير لكل خلقه ويقتدي برسوله , وكن واعظاً لجمال ديننا والله خير الواعظين ..

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى