سِفْرٌ مَائِيٌّ
سِفْرٌ مَائِيٌّ
الكاتبة / سميرة عبيد
يَطْوِينِي سِفْرٌ
في ذَرَّاتِ الهَوَاءِ
يَخْتَرِقُ عَلامَات التَّشْوِيرِ
في الـهُبُوطِ إِلَى بُحْيْرَةِ الدَّم
صَفَحَاتُ الرَّغْبَةِ
تَسْحَبُ رُخْصَةَ سِيَاقَةِ الـمَاءِ مْنْ يَدَيَّ
يفتَح نَبْضِي لَوْحَةً نائِمَةً
تَحْمَرُّ خَجَلاً عَلَى الـجِدَارِ
تُغْلِقُ عَيْنَيْهَا الـمُنْتَفِخَتَيْنِ
وَأَنَا أُفَتِّشُ عَنْ أَصَابِعِي
تَحْتَ عُشْبٍ
فَوْقَ سَرِيرِ أَرْضِيٍّ
فِخَاخُ العِطْرِ تَـمْـشُطُ طَرِيقَي؟
لاَ أَحَدَ يُطَارِدُنِي الآنَ
سِوَى أَلْسِنَةِ العَطَشِ الرَّاكِدِةِ
وَجْهاً لِوَجْهٍ
أَمَامَ شَبَحٍ يُشْبِهُ كِتَاباً مُعَلَّقًا
فِي ذَاكِرَةٍ العُشْبِ
يَا إِلهي مَاذَا أَفْعَلُ الآنَ.. !
قَلْبِي يُورِقُ لَـحْناً
يَتَقَطَّعُ فِي تَضَارِيسِ أَنَايَ غَيْمَةٍ
في جِذْعِ شَجَرَةٍ
تَقْطُنُ فيَّ تَلْتَفُ حَوْلِي
كَأَفْعَى أُشَيِّدُنِي رُوحًا
عَلَى شَمْسٍ تُشْرِقُ مِنْ نَافِذَةِ الدَّوْحَةِ
أَتَشَظَّى في لَـهِيبِ عَيْنَيْها
وهِيَ تَـجْرِفُنِي عَلَى رِئَتَيَّ
كَيْ أَتَنَفَّسَ أَوْرَاقِي الـمُجَفَّفَةِ
عَلَى جِدَارِ الحَيَاةِ
فَرَاشَاتُ قَوْسِ قُزَحٍ تَسْتَيْقِظُ
مِنْ قَلْبِ غَيْمَةٍ
لِتُورِقَ في غُصْنِكِ
لَوْحَةً لِمَلَاكٍ صَغِيرٍ
يُشْبِهُنِـي
يَنْزِفُنِـي
يَتَقَطَّرُ مِنْ بَيَاضِ قُطْنِكِ
مَعْزُوفَةً لَا وَلَنْ
تَنْتَهِي أَبَدًا