الاقتصادشريط الاخبار

أكبر خط أنابيب وقود في #أمريكا يخوض سباقا مع الزمن للتغلب على هجوم إلكتروني

أكبر خط أنابيب وقود في #أمريكا يخوض سباقا مع الزمن للتغلب على هجوم إلكتروني

الحدث – فيينا

قال لـ”الاقتصادية”، مختصون ومحللون نفطيون، إن التفاؤل بشأن قصر أمد أزمة خط الأنابيب الأمريكي الذي تعرض لهجوم إلكتروني قلل من القلق على أمن الإمدادات.
وأكدوا أن أكبر خط أنابيب بترول في أمريكا الشمالية يخوض بالفعل سباقا مع الزمن للتغلب على هجوم إلكتروني وهو ما أدى إلى تراجع المخاوف المرتبطة باحتمال كان مستبعدا على نحو ما، وهو نفاد الاحتياطيات الإقليمية من البنزين والديزل ووقود الطائرات.
ولفت المختصون إلى أهمية التطمينات التي قدمتها شركة “كولونيل بايبلاين” بأن أجزاء من خطها الممتد من تكساس إلى نيوجيرسي ستتم إعادتها إلى التشغيل الطبيعي بشكل كبير بحلول نهاية الأسبوع وهو ما أسهم في سرعة احتواء المخاوف الأكثر إلحاحا بشأن نقص الوقود في المراكز الإنتاجية الرئيسة في الساحل الشرقي في الولايات المتحدة.
وفي هذا الإطار، يقول سيفين شيميل مدير شركة ” في جي إندستري” الألمانية “إن وتيرة صعود الأسعار هدأت بشكل كبير بعدما اتضحت أبعاد الأزمة وسادت قناعة بأنها محدودة ويمكن السيطرة عليها، كما اطمأن المعنيون إلى أن المخزونات كافية لتلبية احتياجات الطلب وذلك بالتوازي مع عمليات الإصلاح للخط، التي تجرى على قدم وساق”.
وأشار إلى أن تراجع المخاوف أدى إلى تحسن في معنويات السوق خاصة بعدما تخلت العقود الآجلة للبنزين عن الصعود الحاد حيث كانت قد ارتفعت في بداية الأزمة بنسبة 4.2 في المائة، لافتا إلى أهمية تقارير أمريكية تؤكد أنه على الرغم من أن الهجوم على خط أنابيب كولونيل “غير مسبوق” إلا أن الخط سيعود إلى الخدمة في غضون ثلاثة إلى خمسة أيام.
ويرى، روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات أن الأنظار تتجه بقوة حاليا إلى موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة وانتعاش حركة السفر والطيران واستئناف جميع الأنشطة العامة بعد نجاح انتشار لقاحات كورونا، مشيرة إلى أن أسعار العقود الآجلة للبنزين ربحت أكثر من 50 في المائة هذا العام بمساعدة التعافي من الآثار شديدة السوء للوباء.
وأشار إلى أن المكاسب السعرية هي أخبار إيجابية وداعمة لنشاط مستثمري النفط والغاز وهذه الارتفاعات تجيء بسبب المخاطر المحيطة بالسوق، وذلك بالتوازي مع تعهد “أوبك+” بالحفاظ على انضباط صارم للإنتاج، لكن تبقى الأزمة المتفاقمة في الهند هي مصدر القلق الأكبر من تعثر تعافي الطلب العالمي على الوقود سريعا.
وتقاوم الانخفاضات السعرية للنفط جهود مجموعة “أوبك+” في تقييد المعروض النفطي، إضافة إلى آمال تعافي الطلب العالمي على النفط الخام والوقود بسبب ارتفاع الاستهلاك صيفا ومع حلول موسم القيادة في الولايات المتحدة.
من جانبه، يقول ماركوس كروج كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز “إن منتجي النفط الخام يتطلعون دائما إلى التنافس على حصص تصديرية أكبر إلى السوق الهندية الضخمة والسريعة النمو، لكن الأزمة الراهنة بدلت الحسابات، لأن أسعار النفط الخام مرتفعة وسبق أن اشتكت الهند من هذا المستوى المرتفع، وأضيفت إلى ذلك معاناة أخرى أخيرا هي كفاح البلاد مع واحدة من أسوأ موجات كورونا في العالم، ما أدى إلى تخفيضات حادة في نشاط مصافي التكرير الحكومية الهندية”.
وأشار إلى ترحيب دارمندرا برادان وزير النفط الهندي بمواقف السعودية والإمارات وقطر الداعمة لبلاده وهو ما شجع الهند على المحافظة على مستوى واردات نفطية جيد من السعودية بلغ في أيار (مايو) 9.5 مليون برميل، موضحا أن الهند هي ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم وهي تستورد 85 في المائة من احتياجاتها النفطية ومعظمها يأتي من الشرق الأوسط.
وتضيف نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية أن “تراجع أسعار النفط الخام والمنتجات المكررة يرجع في الأساس إلى انحسار المخاوف من نقص المعروض من المنتجات المكررة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، على الرغم من عدم تشغيل خط الأنابيب بعد، ويضاف إلى ذلك تدهور المعنويات بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن السلالة الهندية من فيروس كورونا تعدا تحورا مثيرا للقلق”.
ولفتت إلى أهمية تقرير لجامعة جون هوبكنز يؤكد أن المخاوف بشأن تطور الوباء في الهند لا تزال مرتفعة وذلك على الرغم من انخفاض الإصابات الجديدة بشكل طفيف إلى أقل من 400 ألف إصابة يوميا، مشيرة إلى أن ضعف الطلب الهندي يعوضه على نحو كبير الطلب الأمريكي المتعافي والسحب السريع من المخزونات، منوهة بأن ارتفاعا طفيفا من المتوقع تسجيله في استهلاك المصافي الأمريكية، ما يؤدى إلى انخفاض مخزونات النفط الخام التجارية في البلاد لهذا الأسبوع.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، تقلبت أسعار النفط أمس، مع انحسار المخاوف من تعطل طويل الأمد لمنظومة كولونيال بايبلاين لخطوط أنابيب الطاقة، وهي الأكبر في الولايات المتحدة، في حين قلصت بعض شركات التكرير في ساحل الخليج الأمريكي الإنتاج.
وبدأ الخام الأمريكي التداولات على انخفاض للعقود الآجلة لغرب تكساس الوسيط 61 سنتا بما يعادل 0.94 في المائة، إلا أن الأسعار سجلت عند التسوية 65.28 دولار للبرميل، مرتفعة 36 سنتا أو 0.55 في المائة .
وقال إدوارد مويا كبير محللي الأسواق في “أواندا” في مذكرة أمس، “لم يكن أمد زيادة أسعار النفط طويلا، إذ يبدو أن تعطل “كولونيال بايبلاين” لن يكون له أثر طويل المدى”. وأغلقت “كولونيال بايبلاين”، التي تنقل أكثر من 2.5 مليون برميل يوميا من البنزين والديزل ووقود الطائرات، شبكتها يوم الجمعة بعدما تضررت من هجوم إلكتروني.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 67.10 دولار للبرميل يوم الإثنين مقابل 66.57 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاضات سابقة، وإن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 65.09 دولار للبرميل”.
مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى