نبضة قلم

مقال الكاتبة نادية كروم “بَعْد بَعْد كل غد…..”

بقلم الكاتبة:نادية كروم

نافذة تطل على الهناك البعيد، الذي أصغى لصوت البعد، وذهب ليسكن خلف المدى…

على طاولتي أجلس، ورقي أمامي، القلم بيدي، ومحبرتي ساكن جوفها كأن قلمي لم يَزُرها يوماً وحرك سكون بُحيرتها، ولا كتب حرفاً من حروف الهجاء…

وأنا أريد أن أكتب لك رسالة؛ لا طويلة، ولاقصيرة، لا تحمل أحرفها لوم، ولا حتى فيهاعتاب…

أريد ان أخبرك فقط، أني تعودت عدم إنتظارك لنسهر سوياً كما كنّا كل مساء…

وحين أحتسي فنجان قهوتي، لم تعد ببالي تمر، ولا أشتاق إلى ذاك اللقاء…

والأيام بقيت كما هي؛ تحمل أساميها،ساعاتها، دقائقها، ولم تُعتم بهجتها من طول الجفاء…

أني أوقدت حطب مدفأتي، ليس لأن بردالحنين سكن روحي، بل إنتظاراً لقدوم فصل الشتاء…

وشالي الأصفر لا يفارق كتفيّ، ليس حنيناًلأنه هديتك، بل خوفاً من الوحدة، وحاجتي إلى الإحتواء…

وطلاء أظافري الأحمر الذي كان بعينيك رمز حيويتي، بَهَتَ لونه، كأن روحه فارقته وصعدت إلى السماء…

هذا ما أوَدُ إخبارك به فقط، وما بقي أقنعتُ نفسي أنه رحل عني مع النسيان هذاالمساء…

فحين إتفقنا أن غد، وبَعْد غد، وبَعْد بَعْد كل غد، لا مكان سيجمعنا ونلتقي فيه، إكتشفت أنك أخذت كل شيء معك، وتركت لي بياض ورق غامق، حبر دون ريشه أو قلم، ونقطة النهاية غارقة ببركة ماء…

مبادروة ملتزمون

تعليق واحد

  1. خطـرات روح أبدعتها خاطرة قلم …على حافـة الإنتظـار .. و كأنّها تنتظر نسـمة هواء تدفعها للسـقوط غد أو بعد غد .. في روحها تمني ســقوط في جهة معاكسـة يرتمي في حضن لقاء بعد انتظـار .. و ما تراه سـقوط يأس من لقاء .. اكتفى بمناجاة الروح علّ يحدث أمراً.. فهي من حقها التمني لو موشـحاً بالحزن .. رائعـة الكاتبة ناديا كروم .. أخذت الروح إلى أعماق أعماق الذات .. بالتوفيق و التمييز دائمـاً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى