المجتمع

زمان الصمت

بقلم : نغم محمد

في الصباح وعلى صوت فيروز بعد أن تفقدت بريدي الإليكتروني وجدت أنني لم أكتب منذ فترة طويلة حتى كتاباتي الشخصية كنت اتسائل عن السبب .. ظننت أنها فترة الركود التي يمر بها الكاتب لكنني وجدت أن كل شي في حياتنا صار يبعث الملل فصارت الأحاديث متكررة في كل مكان عن الوضع الراهن وضع كورونا والفطر الأسود والأبيض وما إلى ذلك لايوجد شي يبعث الإلهام الكتابي وكل الصحف تتحدث عن ذات الأمر .. اضافة إلى السياسة والتي لاتستهويني لا من قريب ولا من بعيد ولا أحب الكتابة أو الحديث عنها وقد قيل ( اعطي الخبز لخبازه ) ولست من الخبازين السياسين .. وأما عن المواضيع الإجتماعية والمشاكل الإجتماعية فهي التي تستهويني ولكن للأسف لم يعد أحد يحب النقاشات ولا الأخذ بالرأي الأخر وثقافة القمع التي صارت سمة بين معظم شرائح المجتمع فصار كل من له سلطة على أحد يفرض رأيه عليه وليس لديه أي استعداد لسماع صوت الرأي الأخر مثل مدير يفرض رأيه على موظفيه ولايستمع لأصواتهم وأرائهم متناسين قوله تعالى ( وأمرهم شورى بينهم ) وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه بشؤون المسلمين لما فيه مصلحة لهم وكان الخلفاء الراشدين هكذا من بعده ولم يستخفوا برأي أحد من رعاياهم بالدولة الإسلامية ولم يعنفوه ليفرضوا أرائهم عليه أو على المجتمع .. لكن في زمننا هذا زمن الإنفتاح والحرية لم يعد أحد يستطيع الحديث فكل نقاش ينقلب لخلاف أو إساءة أو يفهم أنه تمرد وعصيان فثقافة الرأي والرأي الأخر اندثرت بزمن الإنفتاح الذي أسميه زمن الصمت فالصمت صار ثقافة وحفاظا على باب الرزق أو على حياة زوجية لو تحدث أحد الزوجين فيها سينهي هذا الزواج أو ليحافظ الإبن على بر والديه دون أن يغضبهم بقول رأيه الذي لن يعجبهم .. فلذا أتمنى أن نخرج من زمن الصمت إلى زمن أفضل نستطيع أن نمارس فيه حقوقنا كبشر لنا صوت نضع أيدينا بأيد بعضنا لنعبر عمايجول بخاطرنا دون أن نخسر بعضنا ودون أن نلغي عقلياتنا وثقافتنا ورغباتنا .

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى