المقالات

«بلّها واشرب مويتها»

«بلّها واشرب مويتها»

الرزق قد يأتيك فجأة بدون أن تتوقعه، وقد يأتيك من فكرة ساذجة هي أشبه ما تكون باللعبة المسلية، ولكنها تنجح، وقد تأتي بها أنت من عرقك وتعبك وحصولك عليها، حتى لو أدى بك الأمر إلى أن تبحث عنها بالزبائل.

النماذج في هذا المجال كثيرة؛ منها مثلاً ذلك الشاب السوري الذي فر من الجحيم في سوريا، وهاجر مخاطراً بحياته في قارب مكتظ بالهاربين إلى فرنسا، وهفّته نفسه بدون تفكير إلى شراء (ورقة يا نصيب) بـ (10) يورو، وإذا به يفوز (بمليون) يورو، وحسناً فعل أنه لم يعبث بها، ولكنه اشترى شقة صغيرة، وفتح مطعماً ناجحاً لا يخلو من الزبائن.

وهذه طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات اسمها (شارلي)، فتحت موقعاً على (اليوتيوب)، وذكرت مجلة (بيزنس إنسايدر) أن القناة التلفزيونية التي تظهر فيها الطفلة في برنامج: (مطبخ شارلي كرافتي) هو من أنجح البرامج، ويدر عليها نحو 127 ألف دولار شهرياً، ويقدر عدد متابعيها شهرياً بنحو 29 مليون شخص.

كما حقق الشاب المصري (مصطفى حمدان) البالغ من العمر 25 عاماً، دخلاً سنوياً يقدر بنحو مليوني دولار، من تحويل النفايات إلى ذهب، لكن نجاحه هذا لم يأتِ بسهولة ومن دون عراقيل، فقد أسس شركة (ريسيكلوبيكيا) إعادة تدوير النفايات الإلكترونية.

وقد جاءته الفكرة، حيث يقول: كنت أشاهد فيلماً وثائقياً عن إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، وأدركت أن هناك كثيراً من الإمكانيات في استخلاص المعادن من اللوحات الرئيسية لأجهزة الكومبيوتر مثل الذهب والفضة والنحاس والبلاتنيوم، وهي صناعة مزدهرة في أوروبا والولايات المتحدة، لكن لم يكن يزاولها أحد في بلادنا العربية.

أما الرجل الذي وجهه ليس وجه نعمة، فهو مزارع كولومبي حيث عثر بالصدفة على كنز مدفون في أرضه بعدما اقترض 3000 دولار من الحكومة لاستصلاح أرضه، وبمجرد أن بدأ في الحفر لتجهيزها للزراعة وجد تحت شجرة في أرض تمتلكها عائلته منذ أكثر من 200 عام، مبلغ 600 مليون دولار. ووفقاً لما جاء بالإعلام المحلي قام (طوسيه مارياتا) بتسليم الكنز على الفور للحكومة، بعدما تم التأكد من أن هذه الثروة الطائلة تعود ملكيتها لرجل المخدرات الدولي المتوفى (بابلو إسكوبار) الذي كان يتبع هذا الأسلوب في إخفاء ثرواته.

ومنحته الحكومة شهادة شكر وتقدير، ولو أنني كنت أعرف ذلك المزارع لهنأته على الشهادة، ثم قلت له: (بروزها)، إلا تدري أحسن لك (بلّها واشرب مويتها)، ويا ليتني كنت مكانك.

المصدر الشرق الأوسط

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى