الاقتصادشريط الاخبار

#النفط يسجل خامس مكسب أسبوعي .. الطلب العالمي يرتد من حالة الركود الوبائي

الحدث – لندن

واصلت أسعار النفط الخام صعودها المستمر، وحققت خامس أسبوع على التوالي من المكاسب، كما صعد خاما برنت والأمريكي بأكثر من 3 في المائةن ليسجلا أعلى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2018 بفعل التفاؤل الواسع بنمو الطلب العالمي.
وتتجه الأنظار إلى اجتماع وزراء “أوبك+” الخميس المقبل الذي سيبحث في آليات منع اتساع الفارق بين نمو الطلب السريع واستمرار قيود العرض، وسط توقعات بإجراء زيادات محدودة في الإمدادات بدءا من آب (أغسطس) المقبل.
وفي هذا الاطار، أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أن المباحثات بين “أوبك” والهند هذا الأسبوع ركزت على تبادل وجهات النظر ومراجعة أوضاع سوق النفط العالمية وتقييم الاتجاهات الناشئة المتعلقة بالطاقة وآفاق التعافي للاقتصاد العالمي وقضايا الساعة الأخرى.
وأشار تقرير للمنظمة أمس، عن لقاء محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة أوبك، بالفيديو مع دارمندرا برادان، وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي ووزير الصلب، إلى أنه تم بحث تطورات سوق النفط، وعقد كجزء من برنامج الأمانة العامة للتشاور المنتظم وأنشطة التوعية مع الدول المستهلكة للنفط، فضلا عن المنتجين وأصحاب المصلحة الآخرين في الصناعة.
وأضاف التقرير، أن “المناقشات تأتي في إطار العلاقة البناءة بين أوبك والهند باعتبارها أحد أكبر مستهلكي النفط في العالم”، ناقلا عن الأمين العام تأكيده ضرورة أن يستمر الحوار والتعاون ليكونا فاعلين في عمل “أوبك” للوصول إلى مهمتها التأسيسية، وهي ضمان إمدادات آمنة ومستقرة من الطاقة لمصلحة المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي ككل.
ونوه بإشادة الأمين العام بالدور الريادي الذي لعبه برادان، الوزير الهندي، في تعزيز العلاقات الثنائية بين الهند والمنظمة، مشيرا إلى أن دعم المناقشات الشفافة والبناءة بين الهند و”أوبك” جلب بعدا جديدا مهما للتقليد الطويل لاجتماعات “أوبك” المنتظمة رفيعة المستوى والتعاون الفني مع الدول الرائدة المستهلكة للنفط.
وفيما يتعلق بتطورات سوق النفط، أشار التقرير إلى إلقاء الأمين العام الضوء على الآفاق المحسنة للاقتصاد العالمي وسوق النفط العالمية، حيث توقع تقرير “أوبك” الشهري عن سوق النفط لحزيران (يونيو) أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 5.5 في المائة، وأن الطلب على النفط سيرتفع بمقدار ستة ملايين برميل يوميا في 2021.
ونوه بتأكيد الأمين العام الدور الاستراتيجي لإعلان التعاون بين دول “أوبك+” في التغلب على الانكماش في دورة النفط العالمية في 2015 و2016 وفي 2020 بسبب جائحة كورونا، مشيرا إلى أن الدول المشاركة وضعت آليات متينة للمساهمة في عودة استقرار السوق النفطية بما في ذلك الاجتماع شهريا لمراجعة أوضاع السوق.
ولفت التقرير إلى إلقاء دارمندرا برادان وزير النفط الهندي الضوء على أهمية إمدادات الطاقة بأسعار معقولة ومنتظمة لدفع التقدم الاقتصادي والاجتماعي، خاصة أن بلاده مستهلك ومستورد رئيس للنفط، وأن جميع أشكال الطاقة ستكون ضرورية لتلبية احتياجات الهند المتزايدة من الطاقة.
وأفاد بأن الوزير الهندي ثمن التعاون المتنامي بين الهند و”أوبك” على مر الأعوام بقوله: “نحن نعد أوبك شريك طاقة حيويا”، متوقعا أن يستمر التعاون الجاري قدما، لافتا إلى أن التعاون الجاري يشمل حوارا وتعاونا رفيع المستوى على المستوى الفني.
وأبرز التقرير شكر الوزير الهندي الدول الأعضاء في “أوبك” بما في ذلك السعودية والإمارات على تقديم الدعم الطبي للهند خلال موجة الوباء الأخيرة، مشيرا إلى أن “أوبك” منذ تأسيسها سعت إلى تعزيز الحوار والتعددية والتعاون الدولي من خلال إنشاء منصات للمشاركة بنشاط مع مختلف أصحاب المصلحة في الصناعة بما في ذلك الهند وقد توجت هذه الجهود بحوار الطاقة الأول رفيع المستوى بين “أوبك” والهند، الذي عقد في نيودلهي في ديسمبر 2015.
وأشار التقرير إلى نمو العلاقات الثنائية منذ ذلك الحين حيث تم عقد آخر حوار للطاقة بين “أوبك” والهند وهو الرابع عبر الفيديو في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، كما من المتوقع أن يعقد اجتماع الحوار التالي في وقت لاحق من هذا العام.
وأوضح أن التعاون بين “أوبك” والهند يمتد إلى المستويين الفني والبحثي حيث ستسهم الهند في الإصدار الـ15 المقبل من تقرير “أوبك” لتوقعات النفط العالمية من خلال المشاركة في تأليف فصل كامل عن قطاع النفط الهندي والقضايا ذات الصلة، مشيرا إلى تفاعل منظمة أوبك بانتظام مع الدول والمنظمات المنتجة والمستهلكة بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي والصين من أجل دعم استقرار سوق النفط المستدامة.
وفي سياق متصل، ذكر تقرير “وورلد أويل” النفطي الدولي، أن سوق النفط العالمية وبعد المكاسب السعرية الواسعة الحالية تطالب بزيادة كبيرة في الإمدادات لتهدئة وتيرة صعود الأسعار، لكن من المتوقع أن تقدم “أوبك+” جزءا بسيطا مما يطلبه المستهلكون في الأسبوع المقبل بسبب الالتزام بسياسات الحذر.
وأشار التقرير إلى ارتفاع أسعار النفط الخام العالمية إلى أعلى مستوى في عامين فوق 75 دولارا للبرميل مع ارتداد الطلب من الركود الوبائي، لافتا إلى تزايد الحديث عن عودة النفط إلى 100 دولار وتنامي المخاوف من تصاعد التضخم، ولا سيما مع أن وكالة الطاقة الدولية تطالب “أوبك+” بسرعة سد النقص في الإمدادات.
وأضاف أنه “عندما يجتمع وزراء الطاقة في أوبك+ الأسبوع المقبل من المتوقع على نطاق واسع أن يعيد التحالف الذي تقوده السعودية وروسيا بعضا من إنتاجه المتوقف، لكن مع الالتزام بالسياسات النفطية الحذرة”.
وتوقع أن البراميل التي على الأرجح ستضيفها مجموعة “أوبك+” لن تحول دون بقاء الأسعار قوية، مشيرا إلى أن “أوبك+” التي تضم 23 دولة أعادت ما يقرب من 40 في المائة، من نحو عشرة ملايين برميل من الإنتاج اليومي التي تم تعطيلها عندما انهار الطلب في العام الماضي.
وأشار إلى أن حذر منتجي “أوبك+” من زيادة الإمدادات على نحو واسع يرجع إلى مراعاتها احتمال عودة الصادرات النفطية الإيرانية إذا تم التوصل إلى اتفاق في المفاوضات النووية الحالية في فيينا، منوها بقول الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي بأن حذر “أوبك+” لا يعني استبعاد اتخاذ إجراء، مشيرا إلى أن “أوبك+” لها دور في “ترويض واحتواء” التضخم، لافتا إلى أن مراقبي السوق يتوقعون على نطاق واسع أنه سيتم الاتفاق على ارتفاع من نوع ما الأسبوع المقبل.
ولفت التقرير إلى أن متوسط الزيادة المتوقعة لأغسطس يبلغ نحو 510 آلاف برميل يوميا، وهو بالكاد يمثل ربع عجز الإمدادات العالمية الذي تتوقعه “أوبك+” نفسها خلال ذلك الشهر، مشيرا إلى أن “أوبك+” اعتادت أن تفاجئ السوق بقرارات جديدة غير متوقعة، ناقلا عن محللين دوليين قولهم: “يمكن بسهولة امتصاص البراميل الإضافية من خلال التعطش المتواصل للنفط مع تعافي الاقتصاد العالمي”.
وأضاف أن “دعوة السعودية إلى النهج الحذر تؤتي ثمارها، وذلك من خلال إحياء الإمدادات المتوقفة بلطف حيث نجحت أوبك+ في تحقيق الاستقرار في تعافي السوق الذي شهد قبل عام انهيار الأسعار إلى ما دون الصفر”، موضحا أن الحذر ضرورة بسبب احتمالات تجدد الوباء وعدم انتهاء الأزمة بشكل كامل.
ونوه بتوقعات بنك أوف أمريكا وشركة الطاقة العملاقة “رويال داتش شل”، أن الأسعار قد تتجه نحو 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014، موضحا أنه بفضل موسم القيادة في الولايات المتحدة، فإن الاستهلاك العالمي للوقود يفوق الإمدادات بمقدار ثلاثة ملايين برميل يوميا، لافتا إلى تأكيد بنك “جولدمان ساكس” أن هذا العجز يعني أن مخزونات الوقود في جميع أنحاء العالم تتقلص بسرعة.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، صعدت أسعار النفط يوم الجمعة إلى أعلى مستوياتها منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2018، ما جعل الخامين القياسيين كليهما يسجلان الأسبوع الخامس على التوالي بدعم توقعات بأن يتفوق نمو الطلب على الإمدادات وأن منتجي “أوبك+” سيتوخون الحذر في إعادة مزيد من الإنتاج إلى السوق بدءا من آب (أغسطس).
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 62 سنتا أو ما يعادل 0.8 في المائة، إلى 76.18 دولار للبرميل عند التسوية. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 75 سنتا أو 1 في المائة، إلى 74.05 دولار للبرميل.
وهذه أعلى مستويات إغلاق للخامين القياسيين منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2018 وتجعلهما مرتفعين بأكثر من 3 في المائة، على أساس أسبوعي.
وقال إدوارد مويا، كبير محللي الأسواق في “أواندا”، “ارتفعت أسعار الخام مع تحسن توقعات الطلب والتوقعات بأن تظل السوق في حالة شح، إذ من المرجح أن تطبق أوبك+ زيادة ضئيلة فحسب للإنتاج في الاجتماع الوزاري في الأول من تموز (يوليو)”.
الأنظار مسلطة على منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وحلفائها، المجموعة المعروفة باسم “أوبك+”، المقرر أن يجتمعوا في أول تموز (يوليو) لبحث تخفيف أكبر لتخفيضات إنتاجهم بدءا من آب (أغسطس).
وعلى صعيد الطلب، يقول محللون: “إن العوامل الرئيسة التي سيكون على أوبك+ أخذها في الحسبان هي النمو القوي في الولايات المتحدة وأوروبا والصين بدعم طرح اللقاحات واستئناف أنشطة اقتصادية”، مضيفين أن “هذا قد يواجهه ارتفاع وتيرة الإصابات بكوفيد – 19 وموجات انتشار في أماكن أخرى”.
في غضون ذلك، أفادت شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز بأن عدد الحفارات النفطية الأمريكية، وهو مؤشر مبكر للإنتاج المستقبلي، انخفض واحدا إلى 372 هذا الأسبوع.
وعلى الرغم من هذا الانخفاض الطفيف، ارتفع عدد الحفارات 13 في حزيران (يونيو)، وهي الزيادة الشهرية العاشرة لها، ونما 48 في الربع الثاني من العام، وهو ثالث ارتفاع فصلي على التوالي.
مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى