نبضة قلم

الجار قبل الدار/ بقلم الكاتبة :سـهام الخليفة

 الكاتبة :سـهام الخليفة
اهتم الدين الإسلامي كتابًا وسنةً
بالجار، وأعطاه أهمية كبيرة وأمر بالإحسان إليه .
قال تعالى:(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾. النساء (36).
وقال الرسول موصيًا بالجار:( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره”. وعند مسلم: “فليحسن إلى جاره”.
وهناك مقولات شائعة ببن الناس تشير لأهمية الجار :
وعلى قدر الجار يكون ثمن الدار، والجار الصالح من السعادة.
فمن هو الجار الذي حظيَ بهذه الأهمية القصوى واقترن  وجوده بكل هذه الرعاية الجليلة بما لها من أثار دنيوية وأخروية.؟
الجار ، الجيرة ، الجيران ، كلمات تحتوي معانٍ عديدة ، وهو وجود أفراد محيطون بك سواء في الحل والترحال، أو في مؤسسات الحياة الاجتماعية المختلفة، علميًا أو عمليًا ، وتكون هناك علاقات وتعاملات أثناء التجاور سواءً لمدة قصيرة أو طويلة.
وهذه الحالة لها حقوق و تستوجب الانتباه للآداب التي لا بد من الالتزام بها ليعيش الجميع في سلام وسرور. ويتمتعون بحياة بلا مشاكل أو ضرر.
من تلك الحقوق و الآداب الإحسان للجار ومتابعة شؤونه ومساعدته وحمايته واسداء النصح وبذل الخير له قولًا وفعلًا .
قديمًا كان الجار بمثابة ولي الامر والمسؤول عن جيرانه في غياب ولي امرهم، وكان الاحترام والتقدير  من موجبات التعامل معه من الصغير والكبير، وله اتخاذ كل ما يستوجب الرعاية من شؤونه .
 وممّا يحدث واقعًا نتساءل بجدية
 هل بقي للجار وجود في قاموس العلاقات ،، أم اختفى ولم يعد له أثر ؟!
للأسف وفي ظلال التطور الاجتماعي،والتوسع العمراني و الذوبان مع شعوب الدول الأخرى وتداخل جنسيات بعيدة أجنبية في كيان مجتمعاتنا المعروفة محليًا، انقرض مسمى الجار وتعرّض دوره الفعال للانكماش والتقلص بشكل مأساوي
ووصية النبي به لم تعد مُتّبعة.
وبات الإنسان يعيش عزلة بلا اعتراض ، إلا والغالبية تتهرّب من التواصل مع الآخرين بأبشع صورة. ومهانة واحتقار.
الغالبية  بحجة  الحرية الشخصية، والبحث عن راحة البال يلغي كينونة الجار والتلاحم معه ، و يسعى لاسقاط أي تواصل بسبب الشك والارتياب ،يسيطر عليه هاجس الأذى فيما لو تم التواصل بالجيران؛ متخذًا من تلك الحوادث الاستثنائية التي يسمع ويقرأ عنها أو حتى شهدها شخصيًا سببًا للعزوف .
وهناك صور أخرى ممّن يتبناها البعض بقصد أو بدون قصد من الانتهاكات المخزية بحق جيرانه،
فنجد أيضًا البعض ممّن يكيل الأذى النفسي والمادي دون ورع ولا وجل ، ويعتدي على جيرانه بشتى الاعتداءات المفجعة والوحشية والغير إنسانية.
لا ننكر أن هذه الحالة أدت إلى مشاكل عويصة في النسيج الاجتماعي، ومحت الودية والانسجام بين معظم المجتمعات عامة،حينما آثروا الغربة الشخصية ، وتمكّن الجفاء فيهم.
لكن هناك ما ينبئ بالخير ويشيع السعادة أنه مازال بعضها نابضًا بالمعروف و يحافظ على كينونة الجيرة ويرعاها دينيًا وأخلاقيًا ابتغاء الأجر من الله دنيا وآخره .
‏@Whitesoul_1
عضو في #رابطة_انجاز
‏@Enjaz_g
مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى