المجتمع

تعاطف مع نفسك.. سلوكيات تساعدك على تخطي جلد الذات بعد الأزمات

تعاطف مع نفسك.. سلوكيات تساعدك على تخطي جلد الذات بعد الأزمات

بعدما يتعرض الشخص لموقف يهدد حياته أو حياة محبيه، كفقدان شخص عزيز، أو العيش ضمن حالة حرب أو اعتداء أو كوارث بيئية أو غيرها، يُصاب باضطرابات نفسية نظرًا لهذا الموقف، وبينها القلق المرضي والاكتئاب أو جلد الذات النابع من الإحساس بالذنب.

تعريف جلد الذات

يمكن تعريف جلد الذات بأنه ذلك الشعور السلبي في الأوقات الشخصية العصيبة، وخلاله يلوم الفرد نفسه على أخطاء أو قرارات يراها في هذا الوقت غير صحيحة، بشكل مستمر، فيما يعجز عن مسامحة نفسه أو التسامح معها.

ويبدأ هذا الشعور المدمر للنفس بالنمو، عندما ينشأ الطفل وسط ضغط شديد مارسته العائلة لدفعه نحو التفوق، عن طريق الإساءة العاطفية أو الجسدية.

هل جلد الذات مرض؟

يعتبر جلد الذات اضطرابًا نفسيًا يجب علاجه، فعندما يُصاب المريض به يضعف تواصله الاجتماعي، كما تضعف قدرته على مواجهة الأزمات، إضافة إلى أن جلد الذات لا يأتي منفردًا، بل يصاحبه عدد من الاضطرابات النفسية الأخرى كالقلق والتوتر والخوف المرضي.

ما أعراض جلد الذات؟

يمكن أن تعرف أنك مصاب بجلد الذات، عندما تخجل من جراحك أو آلامك، أو أن تلقي اللوم على نفسك بسبب الحساسية الزائدة، أو تعاقب نفسك طبقًا لقاعدة “لو”، بمعنى لو كنت أكثر عقلانية، لما وصلت الأمور لهذا الحد.. وهكذا.

إضافة لذلك، أنك تعتمد استراتيجية كتمان الألم داخليًا والابتعاد عن الاحتكاك، والبحث عن الكمال في كل ما تفعل، والمغالاة في انتقاد تصرفاتك، وقد تلاحظ على نفسك أو الآخرين الشراهة أو الإفراط في تناول الطعام، أو شراهة لأي من الأساليب الإدمانية العقابية.

قد يصل الأمر أيضًا إلى الإيذاء النفسي والبدني، أو نعت نفسك بوصوف وأسماء غير محببة، وقد تتمنى أن تنتهي حياتك الآن أو أنك لم تولد من الأساس.

كيف يمكننا تجنب جلد الذات؟

يجب أن نتعامل مع أنفسنا بالقدر نفسه من اللطف والتفهم اللذين نعامل به الآخرين، وهو ما يمكن أن نطلق عليه التعاطف مع الذات، إضافة إلى النظر للحوادث السيئة باعتبارها أمرًا طبيعيًا، ولا يمكن تغييرها، كما أن جلد الذات لن يغير شيئًا.

التعافي من جلد الذات

هناك عدة خطوات يمكن من خلالها التعافي من جلد الذات، أولها مسامحة النفس والآخرين، وهي تعتبر الخطوة الأصعب، لكنها محاولة تستحق العناء.

كانت مجرد تجربة

عليك إدراك أن ما مضى كان مجرد تجربة، لا ينبغي التوقف عندها أبد الدهر، بل ينبغي النظر إليها والتعلم منها، والاستمرار في رحلة الحياة، بالخبرات التي اكتسبتها من التجارب.

تحمل المسؤولية

لا يعني التسامح تجاهل الماضي بشكل كامل، أو تبرير الخطأ، لكن الغرض هو تقييم الماضي بشكل غير مبالغ فيه، بلا تفريط أو إفراط، ويساعدنا تحمل المسؤولية على عدم المبالغة في المشاعر السلبية.

لا تكتم مشاعرك

بعد تحمل المسؤولية، إذا شعرت بالندم أو الأسى، وهي أحاسيس طبيعية، عليك أن تعلن هذه المشاعر كي لا ترى نفسك شخصًا سيئًا أو عديم القيمة، أو تُصاب بالاكتئاب، ولذلك يجب عليك محاولة تصحيح الخطأ، ولا يعني تصحيح الخطأ أن تصلح ما أفسدته فحسب، بل أن تُساعد نفسك على التخفيف من معاناتك وندمك.

المصدر أخبار 24

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى