الاقتصادشريط الاخبار

#سنغافورة ليست ودية مع الأجانب

#سنغافورة ليست ودية مع الأجانب

الحدث – متابعات

كان توم ميريديث قد وصل لتوه إلى لندن بعد أكثر من عام على غيابه عندما ألغت سنغافورة تصريح الدخول الذي كان يحتاج إليه للعودة إلى وطنه وزوجته وابنتيه التوأمين البالغتين من العمر ستة أعوام.
ما كان ينبغي أن تكون رحلة عمل قصيرة في أيار (مايو) فجأة كان لها تاريخ عودة غير معلوم، ما أجبر ميريديث على التنقل بين منازل العائلة والأصدقاء في المملكة المتحدة لأسابيع. قال مستشار الضرائب، “لقد شعرت بالحزن الشديد. تدخل تلك الصدمة بعيدا عن العائلة (…) قد يستغرق الأمر أسبوعين أو شهرين أو أربعة أشهر إضافية. تشعر بالعجز التام”.
كان ميريديث واحدا من عديد من المغتربين الذين تم حبسهم عن سنغافورة عندما فرضت الدولة قيودا صارمة على السفر مع ظهور مجموعة خطرة جديدة من سلالات كوفيد -19 المتحورة. بالنسبة لبعض المهنيين الأجانب، ثبت أن القيود كانت بمنزلة نقطة الانهيار. أدى الإحباط من قيود السفر واللقاحات والمخاوف بشأن فقدان الوظائف المغتربين إلى التخلي عن سنغافورة إما إلى دولهم الأصلية وإما إلى مراكز مالية أخرى مثل دبي.
أسهم عدم اليقين بشأن متى “ستفرض القيود ومتى ترفع، ولا تعرف كيف ستكون حياتك في الأشهر القليلة المقبلة” في قرار مستشار إداري يبلغ من العمر 31 عاما بالعودة إلى البرتغال. كان الوافدون الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما في نهاية طابور تلقي اللقاح، مع إعطاء الأولوية للسنغافوريين الذين تراوح أعمارهم بين 12 و39 عاما لحجز اللقاح لمدة ثلاثة أسابيع تقريبا. تم فتح الحجوزات لغير السنغافوريين الأسبوع الماضي.
قال المستشار، الذي رغب في عدم الكشف عن هويته، إنها “مجرد طريقة واحدة من بين عديد من الطرق التي أظهرت من خلالها سنغافورة أنها ليست ودية للغاية للمغتربين، وأنهم سيعطون دائما الأولوية لمواطنيهم قبل الأجانب”.
كما أدى النضال من أجل العثور على عمل إلى إثارة قلق المغتربين. قال ريتشارد الدريدج، مسؤول التوظيف للخدمات المالية في شركة “بلاك سوان”، “إذا تم الاستغناء عنك وكنت مديرا كبيرا، فمن الصعب جدا العثور على عمل لحامل تصريح العمل، الذي يكسب ما لا يقل عن 4500 دولار سنغافوري (3340 دولارا أمريكيا) في الشهر”. يضيف، “عليك أن تكون مرنا للغاية بشأن ما تريد لتبقى هنا”.
تتزامن صعوبات التوظيف التي يواجهها المهنيون الأجانب مع دفع من سنغافورة لتقليل اعتمادها على العمالة الأجنبية بعد تفشي فيروس كوفيد -19 العام الماضي في مهاجع مزدحمة تضم عمالا مهاجرين. يمثل العمال، الذين لا غنى عنهم في قطاعات مثل البناء، ما يقرب من 90 في المائة من القوى العاملة في الدولة.
جوزفين تيو، وزيرة القوى العاملة آنذاك، دعت في آذار (مارس) الشركات إلى “تعزيز جوهرها السنغافوري”. في العام الماضي، رفعت سنغافورة الراتب المؤهل لتصاريح العمل مرتين.
في حين استحوذ حاملو تصريح العمل على ربع التوظيف في “بلاك سوان” في سنغافورة خلال 2019، انخفض الرقم في عام 2021 إلى الصفر.
قال الدريدج، “تصريح العمل شبه سام. لا يتم النظر إلى حاملي تصريح العمل (…). إنهم يتركون في الخلف لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر”.
قالت السلطات إنها أعادت فرض القيود في أيار (مايو) لتجنب تفشي الوباء بشكل كبير. وقالت وزارة التجارة والصناعة إنها تدرك “تأثير الإجراءات الحدودية في الجميع، ولاسيما أولئك الذين يحتاجون إلى السفر للعمل أو لم شمل الأسرة”، مشيرة إلى أنها ستعمل مع المتضررين.
يتم تخفيف القيود بعد انحسار الوباء. ولكن حتى الأسبوع المقبل، ستظل التجمعات الاجتماعية مقتصرة على خمسة أشخاص ولن يسمح إلا لشخصين بتناول العشاء معا. لا يسمح بالموسيقى في المطاعم لتجنب حديث الناس بصوت عال، وهو ما تقول السلطات إنه يمكن أن يسهم في انتشار كوفيد.
من الصعب الحصول على إحصاءات رسمية عن الوافدين الذين لا يجددون تأشيراتهم، لكن آدم سلون العضو المنتدب في شركة النقل “سانتا في ريلوكيشن” قال إن عدد الأشخاص الذين يغادرون سنغافورة يفوق عدد الوافدين.
قال سلون، “نحن نعمل بكامل طاقتنا. نحن نبذل قصارى جهدنا للعثور على فتحات ومساحات إضافية لحزم أمتعتهم”. وأوضح أن العدد اليومي للعائلات التي خرجت من سانتا قفز من 20 عائلة في العام الماضي إلى ما بين 30 و35 بحلول حزيران (يونيو) الماضي.
مع ذلك، لا يزال بعض المغتربين ينتقلون إلى الدولة، بما في ذلك من هونج كونج، التي هزتها الاحتجاجات وإغلاق المدارس وفرض الصين قانونا صارما للأمن القومي.
قال أحد المديرين التنفيذيين في هونج كونج الذي قام بهذه الخطوة “من منظور وظيفي، تعد سنغافورة أكثر جاذبية من هونج كونج. ومن الواضح أنها آمنة ومريحة وبأسعار معقولة ومدينة عالمية بدرجة أكبر”.
عامل جذب آخر هو جهود سنغافورة لصياغة استراتيجية للتخلص من فيروس كورونا.
بمجرد تلقيح ما لا يقل عن نصف سكانها البالغ عددهم 5.7 مليون نسمة بشكل كامل – وهو هدف تم تحديده بحلول نهاية الشهر – قد تسمح سنغافورة للتجمعات الاجتماعية بالتوسع إلى ثمانية أشخاص وتلقيح السكان لحضور العروض الحية والمسابقات الرياضية مع جمهور أكبر. مع أكثر من 3.7 مليون شخص تلقوا الجرعة الأولى و2.2 مليون للجرعة الثانية، فإنه يخطط لاتخاذ “خطوات تدريجية” لتخفيف قيود السفر.
عاد ميريديث أخيرا إلى سنغافورة الأسبوع الماضي. لكن عائلته فكرت فيما إذا كان ينبغي لهم “الاستمرار” في الدولة. في الأشهر القليلة الماضية، غادر خمسة من الأصدقاء وعائلاتهم. في الوقت الحالي، على الرغم من ذلك، فهو “سعيد جدا جدا لوجوده في المنزل”.

المصدر – الاقتصادية

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى