الدولية

عباس: لن نقبل برعاية أميركية منفردة للسلام

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن السلطة الوطنية الفلسطينية لن تقبل بعد اليوم رعاية أميركية منفردة لعملية السلام، داعياً واشنطن إلى إلغاء قراراتها بخصوص القدس المحتلة واللاجئين ودعم الاستيطان من أجل إنقاذ عملية السلام، في وقت أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن غياب الاعتراف بحقوق الإنسان في العالم سبب جذري للصراعات.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في خطابه أمام الدورة الثالثة والسبعين في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، إن القدس ليست للبيع، وإن «عاصمتنا هي القدس الشرقية.. وحقوق شعبنا ليست للمساومة».

وأكد عباس، الذي استقبل بتصفيق حار لدى دخوله إلى قاعة الأمم المتحدة لإلقاء خطابه، أن هناك اتفاقات مع إسرائيل وقد نقضتها جميعاً، فإما أن تلتزم بها، أو نخلي طرفنا منها جميعاً، وعليها أن تتحمل مسؤولية ونتائج ذلك.

وقال إن إسرائيل لم تنفذ قراراً واحداً من مئات القرارات التي أصدرها مجلس الأمن، وآخرها القرار 2334، والجمعية العامة للأمم المتحدة والمتعلقة بالقضية الفلسطينية، (86 قراراً لمجلس الأمن و705 قرارات للجمعية العامة).

نقض الاتفاقيات

وشدد: «لن نقبل بعد اليوم رعاية أميركية منفردة لعملية السلام، لأن الإدارة الأميركية فقدت بقراراتها الأخيرة أهليتها لذلك، كما نقضت كل الاتفاقات بيننا.

فإما أن تلتزم بما عليها، وإلا فإننا لن نلتزم بأي اتفاق». وأردف: «رغم كل ذلك أجدد الدعوة للرئيس ترامب لإلغاء قراراته وإملاءاته بشأن القدس واللاجئين والاستيطان التي تتعارض مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وما جرى بيننا من تفاهمات، حتى نتمكن من إنقاذ عملية السلام وتحقيق الأمن والاستقرار للأجيال المقبلة في منطقتنا».

وأكد عباس أن المجلس الوطني «برلمان دولة فلسطين»، «اتخذ قرارات مهمة تُلزمني بإعادة النظر في الاتفاقات الموقعة مع الحكومة الإسرائيلية، السياسية والاقتصادية والأمنية على حد سواء، وفي مستقبل السلطة الوطنية الفلسطينية التي أصبحت دون سلطة، وتعليق الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل، إلى حين اعتراف إسرائيل بدولة فلسطين، على حدود الرابع من يونيو عام 1967.

والتوجه للمحاكم الدولية (بما فيها المحكمة الجنائية الدولية)، للنظر في انتهاكات الحكومة الإسرائيلية للاتفاقات الموقعة، وانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا».

وأوضح الرئيس الفلسطيني أن الشعب الفلسطيني «غير زائد على وجه الكرة الأرضية، بل متجذر فيها منذ 5 آلاف سنة».

وجدد الرئيس الفلسطيني رفضه أن يكون الدعم الاقتصادي والإنساني المقدم لشعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، بديلاً للحل السياسي القائم على إنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين على الأرض، وبديلاً عن رفع الحصار الإسرائيلي وإنهاء الانقسام القائم في قطاع غزة.

حقوق الإنسان

إلى ذلك، كرّست الجمعية العامة للأمم المتحدة حدثاً رفيع المستوى لتسليط الضوء على أهمية حقوق الإنسان كأداة وقائية لتحقيق السلام والتنمية المستدامة تزامناً مع احتفال العالم هذا العام بالذكرى السنوية السبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

واعتمد الإعلان، الذي تمت صياغته أعقاب الحرب العالمية الثانية، في باريس عام 1948م، وينص في 30 مادة مكتوبة بعناية على حقوق كل فرد غير قابلة للتصرف.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تأثير الإعلان الثوري على العالم، قائلاً: إنه قد تغلغل في السياسات والدساتير، من المستوى العالمي إلى الأطر الوطنية والإقليمية، وأطلق العنان لقوة المشاركة الكاملة للمرأة، وحفّز كذلك الكفاح ضد العنصرية وكراهية الأجانب والتعصب.

وأوضح الأمين العام أن الافتقار إلى الاعتراف بحقوق الإنسان المتساوية يعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ 17، ويبقى في الغالب السبب الجذري للصراعات المختلفة في جميع أنحاء العالم.

وقال: لدينا أدلة كثيرة على أن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترعاها الدولة هي علامة على الضعف وليس القوة، فهذه الانتهاكات هي في الغالب مؤشر على النزاع، بل حتى الانهيار.

ودعا الأمين العام الحكومات التي لم توقّع أو تصدّق على العهدين الخاصين بحقوق الإنسان، العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلى «فعل ذلك على وجه السرعة».

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى