نبضة قلم

حنين الذاكرة بقلم الكاتبة : مريم محمود ?

بقلم : مريم محمود ?
نقشتُ بذاكرتي شمسَ منزلنا القديم عند الحادية عشرة صباحًا وانحنآتِها في أطرافِ المكان، وطعمِ كوبِ الشاي مع أمي والقهوة ومكان الأرائك وشكلي في المرآة فبدوت غريبةً أبحثُ عن وجهي الذي حفظتهُ أراهُ مِرآتي وانعكاسي، حتى بتُّ أواقتُ الوقت وأنا أنظرُ إلى النافذة !
مُعتمٌ تمامًا في الفجرِ لا ينتشرُ الضوءُ في الأقاصي كما هنا، حفظتُ كلَّ شيء وحتى الأشياء التي لا قيمة لها !
حفظتها كاسمي وقد يبدو اسمي غريبًا
حين أنادي به نفسي !
حفظتُ كلَّ الزوايا
حتى وإن بدت فارغه أراها مُمتلئةً بنا
تضْجُّ بأصواتنا، تتجلى بهمساتِنا،
في كُلِّ رُكنٍ منها منا
هنا كنت أسير وأنا أثرثر
هنا ضحكتُ، هنا بحثتُ عن والدتي ووجدتُها حين عودتي من الخارج.
هنا غنيتُ مُطولًا وضجرَ مني إخوتي .
وهنا في هذا المنزل الجديد بحجمِ سعادتي شعرتُ بغربتي لم يعد لي موطنٌ !
هل كان بيتي موطني ؟
يا غربتي من يواسي قلبي بعد
إنهاكِ أحلامهِ
بعد خلع أبوابهِ
من يوصدُ النوافذ !
“كالغريبِ أنا والدارُ داري”
جذوري لا تذهبي وإن تحركتْ أغصاني
وإن هشَّم الليلُ بعضًا منها لا تتلاشي.
يا رياح لا تُراقصي روحي لا تُهدهديها
لئلا تطرب فتطير مع الهواء فأغدو كالخواء .
ياروحي لا تكوني كالدُّخانِ خفيفةً تنسلُّ، تنفدُ مع الرِّياح .
لأراني أصعدُ الأدراج قفزًا علَّي ألملمُ
بعضًا مني، شتاتي، تفاصيلي ولئلا أضيع مع الأيام وأُمحى وأُصبحُ ذكرى .
إني أتيةٌ بكلِّ جُزءٍ مني .
#رابطة_إنجاز
‏@enjaz_g
‏@maryoom_325
مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى