الدوليةشريط الاخبار

77 مليار دولار خسائر الكوارث الطبيعية خلال النصف الأول

77 مليار دولار خسائر الكوارث الطبيعية خلال النصف الأول

بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية نحو 77 مليار دولار في جميع أنحاء العالم في النصف الأول من العام، لكنها انخفضت 33 في المائة خلال عام واحد، بحسب ما ذكرته شركة إعادة التأمين السويسرية “سويس ري” أمس.
وقالت الشركة في بيان إن المبلغ أقل أيضا من المتوسط خلال عشرة أعوام، الذي يتجاوز 108 مليارات دولار، لكن الحصة، التي سيتعين على شركات التأمين تغطيتها للكوارث الطبيعية أعلى من المستويات المعتادة، موضحة أنها الفترة الأكثر كلفة منذ 2011 في هذا القطاع.
وسترتفع التكاليف، التي يجب أن تغطيها شركات التأمين 4 في المائة لتصل إلى 42 مليار دولار (58 في المائة من قيمة الخسائر) بما في ذلك 40 مليار دولار للكوارث الطبيعية، حسب المجموعة السويسرية، التي تذكر أن التكاليف تكون عادة في النصف الأول من العام أقل من النصف الثاني، الذي ترتفع فيه الكلفة بشكل عام مع موسم الأعاصير في شمال المحيط الأطلسي.
ووفقا لـ”الفرنسية”، يعد هذا النصف الأول الأعلى كلفة بالنسبة لشركات التأمين، منذ 2011 عندما ارتفعت الفاتورة بسبب الزلازل في اليابان ونيوزيلندا. وقالت المجموعة السويسرية، التي تعمل كمؤمن لشركات التأمين إن متوسط فاتورة شركات التأمين على مدى الأعوام العشرة الماضية بلغ نحو 33 مليار دولار.
وقال مارتن بيرتوج، مدير أنشطة الكوارث في “سويس ري” في بيان إن “آثار تغير المناخ تتجلى من خلال درجات الحرارة أعلى وارتفاع منسوب المياه ومزيد من عدم انتظام في هطول الأمطار والظروف الجوية القصوى”.
وأكد بيرتوج أن ما يسمى بالحوادث المناخية الثانوية، خلافا للكوارث الطبيعية الكبيرة جدا، تميل إلى الزيادة، ما يمثل “خطرا متزايدا”. وأضاف أن العاصفة الشتوية “أوري”، التي ضربت الولايات المتحدة في شباط (فبراير) مع موجات برد مفاجئة وصلت إلى تكساس تسببت وحدها في خسائر مؤمنة بقيمة 15 مليار دولار.
وبالنسبة لشركات التأمين، تقدر تكاليف العواصف الرعدية وتساقط البرد في حزيران (يونيو)، التي ألحقت أضرارا بسيارات ومنازل، خصوصا في ألمانيا وبلجيكا وهولندا وجمهورية تشيكيا وسويسرا، بـ4.5 مليار دولار.
وبعد درجات الحرارة المرتفعة جدا أواخر حزيران (يونيو) في كندا، بدأ النصف الثاني من العام مع تزايد الأضرار المناخية بين حرائق في كاليفورنيا وفيضانات في ألمانيا والصين، وكذلك حرائق في تركيا واليونان وإيطاليا.
بدوره، قال كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس الوزراء اليوناني أمس، في مؤتمر بشأن حرائق الغابات، التي ضربت البلاد في الأيام الأخيرة إن “أزمة المناخ هنا وتظهر لنا أن كل شيء يجب أن يتغير وأن الحقائق تدعو إلى القيام بحلول جريئة أنا مستعد لها”.
وذكرت وكالة أنباء أثينا مقدونيا نقلا عن رئيس الوزراء القول إن أولوياتنا خلال الكوارث الطبيعية هي حماية حياة الإنسان والحيوان، وستظل كذلك، وأضاف “أننا حققنا حماية الآلاف من الأشخاص ولكننا خسرنا غابات وممتلكات، والمهم أننا لم نخسر أرواحا في حرائق الغابات الأكبر، التي واجهناها في الأعوام الأخيرة”، وأوضح أن ممارسة الإخلاء المنظمة أتت بثمارها.
وأكد ميتسوتاكيس أنه “سيبدأ توزيع التعويضات في الأيام المقبلة، وستصبح التجربة السلبية للكارثة قوة إيجابية للتغيير”.
وساهمت الأمطار، التي هطلت ليلا على مناطق أتت عليها الحرائق في اليونان في “تحسين الوضع”، وفقا لرئيس بلدية بيلوبونيز، حيث لا يزال المئات من عناصر الإطفاء والسكان يحاولون دون هوادة إخماد النيران.
وبعد أكثر من أسبوعين على اندلاع الحرائق العنيفة، التي دمرت نحو 100 ألف هكتار في عدة أجزاء من اليونان وتسببت في مقتل ثلاثة أشخاص، أعرب ميتسوتاكيس مجددا عن أسفه “لكارثة بيئية هائلة”.
وقالت مسؤولة في إدارة الإطفاء الرسمية إن “جبهات الحرائق ما زالت نشطة” في جزيرة إيفيا وأركاديا وميسينيا وماني في شبه جزيرة بيلوبونيز، حيث “تشتعل حرائق مجددا”.
كما عاد القلق في الضواحي الكبرى للعاصمة اليونانية، حيث اندلع حريق أمس، في منطقة أسبروبيرجوس الصناعية على بعد نحو 30 كيلو مترا غرب أثينا.
وفي ذروة الحرائق المدمرة، التي سببتها درجات الحرارة الحارقة مطلع آب (أغسطس)، وصلت ألسنة اللهب إلى أبواب أثينا وغطت سماء المدينة، التي يبلغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة بدخان رمادي.
وتشهد اليونان أسوأ موجة حر منذ ثلاثة عقود مع أنها تسجل باستمرار موجات حر وحرائق غابات في الصيف.
ويتركز الاهتمام على أحوال الطقس مع انخفاض متوقع في درجات الحرارة في بلد ارتفعت فيه درجات الحرارة فوق 40 درجة مطلع الشهر الحالي مع ذروة عند 45 درجة مئوية.
وفي سياق متصل، تعمل تركيا جاهدة حاليا على احتواء تداعيات الفيضانات على سواحلها على البحر الأسود، بعدما تمكنت إلى حد كبير من السيطرة على حرائق الغابات، التي شهدتها على مدار الأسبوعين الماضيين.
وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) أمس، مقتل خمسة أشخاص جراء الفيضانات، التي سببتها الأمطار الغزيرة في مدن على البحر الأسود.
وأضافت الإدارة أنه جرى إجلاء أكثر من 600 شخص بعدما تسبب هطول الأمطار الغزيرة خلال الفترة من 7 إلى 11 آب (أغسطس) الجاري في حدوث فيضانات في ولايات قسطمونو وبارطن وسينوب.
وفيما يتعلق بمكافحة الحرائق، بدت الأمور في طريقها للهدوء، وأعلن وزير الزراعة والغابات التركي بكر باكدميرلي أن حريقا واحدا في منطقة ريفية في ولاية بوردور هو الذي لا يزال مشتعلا.
وقال إن ست طائرات و11 مروحية وأكثر من 100 عربة إطفاء تشارك في جهود إطفاء الحريق، الذي يمتد على مساحة 300 هكتار. ومنذ 28 تموز (يوليو)، تعاملت تركيا مع ما لا يقل عن 275 حريقا في 53 ولاية.
وفيما أسفرت الحرائق عن مقتل ثمانية أشخاص، حذر الخبراء من احتمال اندلاع حرائق جديدة خلال الأشهر المقبلة بسبب الجفاف والرياح.

المصدر:الاقتصادية

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى