التقنيه والتكنولوجيا

“المفاعلات البحثية” .. انطلاق لنشاط مراكز العلوم والتكنولوجيا

“المفاعلات البحثية” .. انطلاق لنشاط مراكز العلوم والتكنولوجيا
"المفاعلات البحثية" .. انطلاق لنشاط مراكز العلوم والتكنولوجيا

قال دميتري فيسوتسكي نائب رئيس شركة “روس آتوم أوفرسيز” التابعة لمؤسسة “روساتوم” والمسؤولة عن تنفيذ مشاريع مراكز العلوم والتكنولوجيا النووية في الأسواق الخارجية، إنه “يُنظر في الغالب إلى الاستخدام السلمي للطاقة النووية على أنه عملية إنتاج الكهرباء لا غيرها لكن الواقع يختلف عن هذا الاعتقاد الشائع. وقد جاء ظهور المفاعلات النووية التجارية لإنتاج الكهرباء بالتزامن تقريبا مع إبراز ما يسمى بـ”المفاعلات البحثية”. وهذه المنشآت من شأنها تمكين العلماء والمهندسين من إجراء الدراسات العلمية المتخصصة وتطوير الصناعات ذات الأهمية الاقتصادية”.

وأضاف في تصريحات لصحيفة المدينة إن “المفاعلات البحثية تشكل اليوم نقطة انطلاق لنشاط مراكز العلوم والتكنولوجيا النووية المدرجة ضمن حقيبة العروض والحلول المتكاملة التي تطرحها “روساتوم” التي تمتلك خبرات هائلة في هذا المجال خاصة أن العدد الإجمالي للمفاعلات البحثية التي بُنيت بدعم من العلماء النوويين الروس خلال السنوات الـ70 الماضية، تجاوز 120 مفاعلا تعمل 22 منها خارج أراضي روسيا”.

وحول كيفية استفادة العميل الحديث من مراكز “روساتوم” للعلوم والتكنولوجيا النووية، قال فيسوتسكي:”قبل كل شيء، تتيح المراكز المعتمدة على تشغيل المفاعلات البحثية ومجموعة من المعامل المرفقة لها، تطوير مختلف الصناعات القائمة على المعرفة والتكنولوجيا بما في ذلك إنتاج النظائر المشعة للأغراض الطبية والصناعية وإنتاج سبائك السيليكون (تطعيم السيليكون) واختبار المواد الجديدة وإجراء الأبحاث والدراسات باستخدام أساليب مثل حيود النيوترونات والتحليل بالتنشيط النيوتروني وغيرها من الأبحاث”.

وفي الطب، أوضح فيسوتسكي أن “النظائر المشعة تُستخدم لإنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية وعلاج الأمراض السرطانية وأمراض القلب وغيرها من الأمراض الخطيرة. ولهذه الأغراض، يمكن تكميل مركز للعلوم والتكنولوجيا النووية بمركز للطب النووي مجهّز بـ “مُسرع الجسيمات” الذي يمكن الاستفادة منه بالموازاة مع المفاعل البحثي لإنتاج النظائر المشعة”.

ومن ناحية أخرى، أشار إلى أنه يمكن توظيف مركز العلوم والتكنولوجيا النووية لتعقيم المنتجات والأدوات الطبية ومن بينها الكمامات الوقائية العادية، ويمثل ذلك تطبيقا آخر للمركز بات يحظى بأهمية خاصة على خلفية استمرار جائحة كورونا. ويقوم المركز بهذه الوظيفة بواسطة مرفق خاص يدخل في هيكله وهو مركز تشعيع متعدد الأغراض يستند عمله إلى جهاز جاما أو مسرع إلكتروني يستخدم الإشعاع المؤين لمعالجة المنتجات الطبية وتطهير الطعام.

وعلى صعيد الاقتصاد، اعتبر فيسوتسكي أن إنشاء مركز للعلوم والتكنولوجيا في بلد ما يساعد في تطوير الصناعة الوطنية وتحسين مناخ الاستثمار في المنطقة وخلق فرص العمل. مشيراً إلى أن الفائدة الأكثر أهمية لمركز العلوم والتكنولوجيا النووية على المدى الطويل التي يحصل عليها البلد الراغب في افتتاحه تكمن في أنه يعمل على الارتقاء بجودة حياة المواطن عن طريق دفع عجلة التطور العلمي واستخدام التقنيات المبتكرة في مجالات مثل الرعاية الصحية والصناعة والزراعة.

في الوقت الحالي تعمل “روساتوم” على إنشاء مركز للأبحاث والتكنولوجيا النووية في أمريكا اللاتينية (بوليفيا) وتتفاوض حول إنشاء مراكز للعلوم والتكنولوجيا النووية مع عدة دول في أوروبا وآسيا وأفريقيا. وقد وقعت الشركة عقدا مع زامبيا لبناء مركز للعلوم والتكنولوجيا النووية.

وأفاد فيسوتسكي بأن مشاريع مراكز العلوم والتكنولوجيا النووية التي تدمج بين التقنيات العالية والخبرات التي اكتسبتها “روساتوم” على مدى سنوات طويلة في مجال تشغيل المفاعلات البحثية، تستجيب لاحتياجات عصرنا وتساعد البلدان على تحقيق أهداف التنمية المستدامة. مضيفاً:”على سبيل المثال، تتيح تقنية التشعيع تدمير الكائنات المسببة للأمراض الموجودة في المواد الغذائية وتحسين أداء القطاع الزراعي عموما وهوأمر يسهم في تعزيز الأمن الغذائي في العالم ومكافحة الجوع”.

ولدى تطرقه إلى موضوع الرعاية الصحية أشار ديمتري فيسوتسكي إلى أن الدولة التي لديها مركز للعلوم والتكنولوجيا النووية مجهز بالمعدات الطبية بإمكانه ليست تغطية الاحتياجات الخاصة بها من المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية فحسب، بل أيضا تصديرها إلى دول المنطقة. وبالتالي تُتاح للكثير من المواطنين الفرصة للاستفادة من أحدث تقنيات الطب النووي لتشخيص مختلف الأمراض وعلاجها في مرحلة مبكرة عندما تكون فرص الشفاء أعلى بكثير. ومن هذا المنظور، يخدم مركز العلوم والتكنولوجيا النووية هدفا آخر من أهداف التنمية المستدامة وهو السعي إلى الصحة الجيدة والرفاهية. بالإضافة إلى ذلك يقدّم المركز حلولا مبتكرة مصممة لحل المشاكل البيئية المتعلقة بتلوث الموارد الطبيعية، وهو أمر ضروري للحفاظ على النظم البيئية الأرضية.

وختم ديمتري فيسوتسكي قائلا “إن نطاق أنشطة المركز والتقنيات التي يستخدمها واسعة جدا ويعود اختيار شكله ومكوناته إلى العميل واحتياجاته الحالية”.

رابط المصدر

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى