المجتمع

قتل الأزواج.. الشيطان يختـــرق الرباط المقدس

قتل الأزواج.. الشيطان يختــــــــرق الرباط المقدس

قتل الأزواج.. الشيطان يختـــرق الرباط المقدس

بالتأكيد هي ليست ظاهرة مجتمعية، إنما حالات فردية لكن السكوت عنها، أوتجاهلها وعدم معرفة أسبابها، والبحث عن كيفية الحد من انتشارها أمر خطير للغاية..

الحديث هنا تحول بعض الخلاقات الزوجية إلى جرائم قتل بحق الشريك، كما حدث خلال الأسبوع الماضي لزوجتين إحداهما في الطائف، والأخرى بجدة.

«المدينة» وأمام تكرار وتعاقب حالات قتل «الأزواج» استطلعت رؤى خبراء في علم النفس والاجتماع والشريعة والقانون، لتفسير تلك الحالات بمنطقية شديدة دون تهوين أو تهويل، والوقوف على أسبابها الحقيقية، وكشف الدوافع وراء ارتكابها، ووضع روشتة لعلاجها وتفادي انتشارها في المجتمع السعودي، فمثل تلك الحوادث كانت تقع من حين إلى آخر على فترات متباعدة للغاية، ولظروف وأسباب كانت في الأغلب كبيرة، إلا أن الأمر اللافت للنظر تكرارها مؤخرًا ولأسباب غريبة أوعلى الأقل عادية.

قتل الأزواج.. الشيطان يختـــرق الرباط المقدس

الأسمري: منفذو تلك الجرائم شخصيات سيكوباتية وعدوانية

أشار المستشار النفسي عبده طالع الأسمري إلى أن ما حدث من جريمتي قتل خلال الأسبوع الماضي بالطائف وجدة، أمر مؤلم جدًا ويستدعي وضع حلول عاجلة وتنظيم يمنع حدوث مثل هذه الجرائم الدخيلة على مجتمعنا.

قتل الأزواج.. الشيطان يختـــرق الرباط المقدس

وأضاف: «من جانب نفسي فإن للجريمتين أبعادًا متعددة فمن يقوم بمثل هذه الجرائم شخصيات تعاني من اعتلال سلوكي وخلل نفسي كبير قد يكون بسبب تناول المخدرات، أو وجود مرض نفسي أو شخصية سيكوباتية أو عدوانية أو ميول مرضية لفرض السيطرة أو هوس للجريمة.

وأكمل: لو حللنا الجريمة التي راحت ضحيتها المغدورة «روان» رحمها الله فإنها حدثت في الأيام الأولى من الزواج وهذا يدل أن الزوج الذي ارتكب الجريمة لدية مشكلة عميقة، خصوصًا أن الجريمة تمت بطريقة بشعة جدًا وهرب الجاني من موقع الجريمة وتحتمل بُعدين أساسيين هما إدمانه على المخدرات التي تذهب العقل، ووجود مرض نفسي أو اعتلال في الشخصية أدى إلى تنفيذ جريمة مدوية هزت المجتمع السعودي مع وجود اكتمال لكل معاني البشاعة والفظاعة في الاعتداء على المجني عليها وتركها على قارعة الطريق، ووفق الأقوال فإن إمعانه في الإجهاز على حياتها وممارسة القتل بطريقة تعكس الشخصية المرضية والاعتلال السلوكي وغياب كل معاني الآدمية في ذلك.

قتل الأزواج.. الشيطان يختـــرق الرباط المقدس

وأردف: مثلها أيضًا جريمة جدة بمقتل المغدورة بسمة رحمها الله عندما قتلها زوجها بآلة حادة في منزلها، وأثناء نومها، وشوّه طفلها بالسلاح الأبيض وهذا يعكس أن الشخصية المرتكبة للجريمة معتلة سلوكيًا ومختلة فكريًا بسبب إدمان المخدرات، وكذلك أمراض نفسية قد تكون مزمنة ومن ثم تتشكل تداعياتها واتجاهاتها المرضية بعد الزواج ليفرغ هذا المختل سلوكيًا نتائج اعتلاله على أسرته بالقتل»،لافتًا إلى أن كلا الجريمتين حملتا جوانب مؤلمة جدًا وتفصيلاً أشد إيلاما، وهذا يجعل الموضوع في حالة حتمية من التحرك العاجل لأنه لا بد أن هنالك شخصيات مماثلة قد تقوم بجرائم قادمة لا قدر الله.

قتل الأزواج.. الشيطان يختـــرق الرباط المقدس

وشدد الأسمري على أهمية وجود ثقافة مجتمعية تركز على مراجعة الشباب الذين يعانون من مشكلات نفسية أو اختلال سلوكي للمراكز الاستشارية وأيضًا عيادات الطب النفسي حتى يتعافوا من الأمراض التي قد تؤدي بهم إلى ارتكاب جرائم مستقبلية».

السهلي: توسيع اختبارات الفحص قبل الزواج

قال أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة أم القرى، عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، الدكتور محمد بن مطر السهلي: لا شك أن هاتين القضيتين أدمتا قلوبنا جميعا، وهذا يعيدنا لما قد قلناه قبل سنوات كثيرة، بالنظر في حالات الاعتلالات النفسية التي هي قنابل موقوتة، متسائلاً: الله أعلم بهم، متى ينفجرون، وكيف ينفجرون، وبماذا ينفجرون؟

قتل الأزواج.. الشيطان يختـــرق الرباط المقدس

وأوضح: أناشد المختصين بالنظر إلى حال الأسرة، وبنائها بناء صحيحًا سليمًا، ومما يسجل الشكر والعرفان لوزارتي العدل والصحة، باشتراط الفحص الطبي لزواج صحي سليم من الأمراض الوراثية، فإننا نطالب وبشدة بتوسيع اختبارات الفحص، بضرورة أن يشمل أيضًا الحالة النفسية لهما، فمن الظلم للزوجين أن تبدأ حياتهما بهذه الصفة المعتلة»، لافتًا إلى أن هذا يدعونا إلى عدة أمور، أولها: ضرورة إرفاق هذين التقريرين، وإرفاق شهادة حضور دورة عن الحياة الأسرية فعلية وليست صورية، وإشاعة روح المحبة والمودة والإخاء بين الأسرة»

وأضاف: أدعو مرة أخرى لتكاتف الجهات المعنية بالنظر في وضع المعتلين نفسيًا ووضع البرامج المختصة الفعّالة، حتى يخرجوا من هذا الوحل، كما يدعونا ذلك أيضًا إلى تفعيل لجان الصلح وتوسيعها حتى تكون أكثر فعالية، بحيث تكون لجان صلح على مستوى الأحياء والمساجد، فمعظم النار من مستصغر الشرر، فمهما يكن بين الزوجين، فإنه قابل للاحتواء».

قتل الأزواج.. الشيطان يختـــرق الرباط المقدس

ومن الناحية الشرعية، أكد السهلي أنه لايجوز تزويج متعاطي أو متعاطية المخدرات، بنية أن يتوب ويعتدل، ويحرم السعي في ذلك سواء الأهل أو الوسطاء؛ لأن ذلك من غش المسلمين، ولأن السعي في مثل هذا الزواج إلقاء للآخر في التهلكة، والنهاية واضحة من الآن.

زواج فاشل، ضياع أطفال، وفي كثير من الأحيان سفك دماء».

استشاري: (زوجوه يعقل) مؤشر لزواج فاشل

أوضح الاستشاري الاجتماعي الدكتور عادل علي الغامدي أن من أسباب تطور الخلافات الزوجية،هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع بالخلافات الزوجية إلى ارتكاب سلوك خطير ويستم بالأجرام ومنها: ضعف الوازع الديني، وغياب استشعار مراقبة الله، وضياع حفظ الأمانة التي أوكل بها الزوجان للحفاظ على الآخر، وعدم إدراك الواقع الأسري والاجتماعي بشكل صحيح من طرفي الزواج، وكذلك غياب النضج الفكري والعقلي لدى أحد الطرفين، وعدم الاستعداد وأخذ الوقت الكافي لمعرفة الطرف الآخر من حيث المواقف والسلوك والانفعالات،إضافة إلى الاعتقاد الخاطئ السائد عند الوالدين بأن الزواج حل لجميع المشكلات المختلفة التي تواجه الابن أو الابنة في حياتهم السابقة.

وأكد الغامدي أن العبارة الشهيرة: زوجوه يعقل، فيها هدم للعلاقة الزوجية والبناء الأسري، ومؤشر للحياة الزوجية بالفشل قبل أن تبدأ، لأن الزوجة ليست مركزًا للتأهيل أو العلاج، وليس من واجباتها التأديب والإصلاح للزوج، وقد يكون لها أيضًا آثار عكسية حيث يمكن أن يزداد انحرافا بعد الزواج لأن الزواج كان فرصة سانحة للخروج من بعض القيود التي كانت تكبله قبل دخوله حياة الزوجية، إضافة إلى أن الثوب الأبيض للزوجة قد يكون كفنًا وليس فستانًا لحفلة زفاف، كما حدث لروان رحمها الله.

واقترح الغامدي عددًا من الحلول لمعالجة تلك الخلافات قبل تطورها منها إدراج كشف الإدمان على المخدرات ضمن فحص ما قبل الزواج الذي تم إقراره على أن يراعى فيه خصوصية هذا المرض وطبيعته والتحري الدقيق في إجراءات اكتشافه.

10 وصايا لزواج ناجح

1. إلزامية حضور دورات تأهيل المقبلين على الزواج.

2. عمل اختبار تحليل المواد المخدرة للشريكين.

3. إجراء اختبار للصحة النفسية للزوجين.

4. عدم التهاون والصمت عن العنف الأسري.

5. قيام الأسرة بدورها الطبيعي من خلال النصح والتوجيه والرقابة.

6. تقويم سلوك الطلاب وتوجيههم دينيًا وأخلاقيًا.

7. الاهتمام بالمحتوى الأسري في وسائل الإعلام.

8. تفعيل لجان الصلح في الأحياء.

9. تفعيل دور خطباء المساجد ومؤسسات المجتمع المدني.

10. تحرّي أهل الزوج والزوجة في السؤال عن الطرف الآخر.

آل رضي: فلتكن دورات تأهيل المقبلين على الزواج «إلزامية»

أكد مدير عام جمعية المودة للتنمية الأسرية، محمد آل رضي من أن أسباب حدوث تلك الجرائم في المجتمع ظن بعض الآباء والأمهات أنه بمجرد زواج الشاب أو حتى الشابة ستتغير عقليته وتنضج شخصيته دون جهد يذكر في توعيته وتوجيهه، وأيضًا من أهم الأسباب عدم الاستعداد الجيد لمعرفة شريك الحياة ومسؤولية الارتباط بشخص آخر في الحياة الزوجية وكذلك إهمال وجود الاضطرابات لأحد الزوجين أو كليهما وعدم الاهتمام بالصحة النفسية التي تلقي بظلالها على الحياة الأسرية.

وحول دور أهمية تأهيل المقبلين على الزواج، في استقرار الحياة الأسرية، قال آل رضي: دورات تأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج هي جدار حماية تساعد على استقرار الحياة الأسرية وجرعة وقاية لتجنب هدم الحياة الزوجية قبل أن تبدأ، وتساعد هذه الدورات في معرفة سيكولوجية المرأة والرجل وكيف يفكر كل منهما وكيفية التعامل مع شريك الحياة، وماهي واجبات وحقوق كل شريك بالإضافة لتطرق البرنامج لمحاور مهمة هي الشرعية والاجتماعية والصحية.

وحول الحلول المناسبة لدرء وقوع تلك الجرائم مجددًا، قال من أهم الحلول هو إقرار إلزامية حضور دورات تأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج وتعميمها لتصبح شرطًا في إتمام الزواج، وكذلك عمل اختبار تحليل المواد المخدرة للشريكين، لأنه إذا كان أحد الشريكين مدمنًا على المخدرات فهناك للأسف دافع كبير لتفكك هذه الأسرة وحدوث جريمة لا سمح الله، بالإضافة لذلك إجراء اختبار للصحة النفسية وضمان سلامتهم من أمراض نفسية مزمنة وتكون مهددة لاستقرار الأسرة.

الاستشارات الخاطئة

وأضاف: لأن نجاح الأسرة لا يجب أن يكون حقلاً للتجارب أو استشارات الأصدقاء ولا يترك في مهب الريح للنجاح أو الفشل، أوصى لقاء الخبراء الوطني حول العنف الأسري بالمملكة، بمنح المقبلين على الزواج برامج تثقفهم على إمكانية إيجاد حلول للإشكاليات بينهم عن طريق الحوار والتفاهم.

وهذا ما تهدف إليه دورات تأهيل المقبلين على الزواج، مؤكدًا أن تلك الدورات من أهم البرامج التدريبة التي تقدمها المودة في أكاديمية مهارة لتعزيز مهارات جودة الحياة الأسرية، لأنها تعمل على محور البناء والوقاية وليس العلاج وهي تُكسب المتدربين المعارف والمهارات اللازمة ليكونوا مستعدين لخوض رحلة الحياة الأسرية وكيف تجاوز تحدياتها ومواجهة مشكلاتها.

القاضي: إذا بُني الزواج على التضليل وجبت المحاسبة

بيَّن المحامي عبدالكريم القاضي ان استعمال طُرق الاحتيال في عقد الزواج لشخص غير مرغوب فيه مما ينتج عنه الضرر المادي أو المعنوي، أو كلاهما معًا، أو إزهاق الروح ولولا ماحصل من التضليل والتغرير لما أقدم المخدوع على هذا الزواج، والخداع قد يكون بالقول المصاحب للعقد أو السابق له، أو بالفعل، أو بالمعاملة وإخفاء العيوب المؤثرة، في أحد الزوجين، أو من ذويهما، والضرر يجب أن يجبر شرعًا وقضاءً لطلب درء المفسدة عن المكلف.

وأضاف: إذا بني الزواج على هذا الأساس ترتبت المسؤولية والمحاسبة على مصدر السبب، كُلٌ بحسب حاله وفعله، ويحل بذلك تأديبه وعقوبته وفق ما يراه القضاء في التقدير حسب مال ديه من الأحوال.

6 أسباب وراء جرائم القتل بين الأزواج:

1 – ظن بعض الآباء والأمهات نضج الشاب أو الشابة بعد الزواج.

2 – عدم الاستعداد الجيد لمعرفة شريك الحياة.

3 – إهمال وجود الاضطرابات لأحد الزوجين.

4 – انتشار عقلية السيطرة السلوكية.

5 – ضعف الوازع الديني.

6 – عدم إدراك الواقع الأسري والاجتماعي بشكل صحيح.

4 مزايا لدورات تأهيل المقبلين على الزواج:

– حماية لاستقرار الحياة الأسرية.

تساعد على معرفة سيكولوجية المرأة والرجل.

معرفة واجبات وحقوق كل شريك.

التطرق للمحاور الشرعية والاجتماعية والصحية.

قتل الأزواج.. الشيطان يختـــرق الرباط المقدس

مزيد من الاخبار

رابط المصدر

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى