نبضة قلم

تعسر ولادة الحرف بقلم الكاتبة : عبير محمد

بقلم : عبير محمد
بَعدمَا أعلَنتِ الدُنيَا نبَأ وفَاتِه، وزَمَّل الوَردُ بتلَاتهُ برِدَاءِ الحدَادِ الأسوَد..
تهَنَّفتِ السمَاءُ بِذَلِكَ الودَقِ الحَارِق..
الذِي وكَأنّمَا أُستُخرِجَ مِن طَّيِّ جهَنَّم..
وطَارَتِ الحمَامَاتُ المُسَالِمَة ملَوّحةً بِالودَاعِ لِتِلكَ الأرضِ الوَاصِبَة..
والملَامِحُ مَا عَادَت بِتِلكَ الملَامِحِ النَقِيَّة..
أصبَحت تَحمِلُ الكثِيرَ مِنَ العَتَبِ وتَأنِيبِ الذَات..
بَل أصبَحَت تَمتَلِكُ نظرَةَ اللَامُبَالَاة عَما يدُورُ حَولهَا..
حتَى القلَمَ بَاتَ يُنَازِعُ خرُوجَ الرُوحِ مِن تُرقُوتِه..
إنَّهُ علَى مشَارفِ وِلَادَةٍ مُتعَسِرَةٍ لِلحَرف..
آهٍ مِن هذَا الحنِينِ الذِي يُمَزِّقُ رَحمَ السخَاءِ الهَجِينِ بِالغِيابِ اللَامُنقَضِي..
آهٍ مِن هذَا الجوَى الذِي حُكِمَ علَيهِ بِالإعدَامِ بِمِقصَلةٍ يتدَلَّى وتَرُهَا فَوقَ أضرِحَةِ الأحِبَّة..
عِندمَا أغلَقتَ عَينَيكَ مُستَسلِمًا لِلقُوةِ الأكبَرِ مِن خيَالَاتِ البشَرِيةِ المَحدُودَة ومُستَعِدًا لِلسَفرِ الأخِيرِ إلَى ذَلِكَ البَرزَخِ العظِيم..
أدرَكتُ أنَّ ألَمَ مخَاضِ حُزنِي لَن يَنتَهِي..
وأنَّ وَجهِيّ سَيَنزِعُ عَنهُ دِيبَاجَةَ الشبَابِ لِيستَبدِلهَا بِتجَاعِيدِ الشَيخُوخَة..
بَعدَكَ قَد شَاخَت ملَامحِي فِرَاقَا..
حتَى مَا عُدتُ أعرِفُنِي ولَا أذكرُ قِصَتِي وتَارِيخِي..
أنتَ لَن تَعُود..
وأنَا قَدِ امتَلأتُ مِن هذَا الغِيَابِ غِيَابَا..
‏@scar2100
عضو رابطة إنجاز @enjaz_g
#رابطة_إنجاز
مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى