الصحة

203 أعراض مرتبطة ب #كوفيد تؤثر في جميع #أجهزة_الجسم

203 أعراض مرتبطة ب #كوفيد تؤثر في جميع #أجهزة_الجسم

حصلت إيمي ديورانت على أول موعد لها في عيادة كوفيد طويل الأمد، التابعة لخدمة الصحة الوطنية في تموز (يوليو) – بعد 16 شهرا من إصابتها بالمرض. لكن الاستشارة التي استمرت عشر دقائق قدمت لها القليل من الطمأنينة.

فمنذ وعكة خفيفة سببها فيروس كورونا العام الماضي، لم تصل بها إلى المستشفى، أمضت محررة الكتب البالغة من العمر 32 عاما أسابيع في الفراش، وأخذت إجازة مرضية من العمل استمرت لأشهر، وأصبحت تشك بشكل متزايد في أنها لن تتعافى تماما.

ديورانت من بين أكثر من 380 ألف شخص يعانون كوفيد طويل الأمد في المملكة المتحدة ـ تصارعوا مع المرض لأكثر من عام، وفقا لمكتب الإحصاء الوطني. وتشير دراسات رسمية مختلفة إلى أن ما بين 3 و37 في المائة من الأشخاص المصابين بكوفيد – 19 يعانون أعراضا تدوم 12 أسبوعا على الأقل.

تقول ديورانت وهي تعاني الأعراض المميزة لضيق التنفس، وتشويش التفكير، والإرهاق، “أشعر بأنني عالقة. جسدي دائما في وضع قتالي واحتاج إلى طريقة ما لإيقاف ذلك، لكن من الواضح أن (العلماء) لم يكتشفوا ذلك”.

بالنسبة للأطباء الذين تم تكليفهم بمهمة تشخيص وعلاج مرض كوفيد طويل الأمد، في الأغلب ما تركتهم هذه الحالة مع عديد من الأسئلة التي لم يجدوا لها حلا، مثل مرضاهم. حددت دراسة نشرتها مجلة “لانسيت”، 203 أعراض مرتبطة بالمرض تؤثر تقريبا في جميع أجهزة الجسم الـ11.

تقول ميليسا هايتمان، مستشارة أمراض الجهاز التنفسي التي ترأس أقدم عيادات ما بعد كوفيد في المملكة المتحدة، مقرها في مستشفى لندن يونيفيرستي كوليج، “الأمر بالتأكيد ليس محيرا كما كان في البداية، لكنه لا يزال محيرا إلى حد كبير”.

إن السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم تضخ مبالغ طائلة لتمويل الأبحاث في هذا المرض، ما يمنح الأمل في أن يتم الكشف عن بعض أسرار كوفيد طويل الأمد قريبا.

أنفق المعهد الوطني للبحوث الصحية في المملكة المتحدة 50 مليون جنيه استرليني على دراسات حول فيروس كوفيد طويل الأمد، في حين تعهدت المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة بما مجموعه 1.15 مليار دولار لتمويل الأبحاث على مدى الأعوام الأربعة المقبلة.

ويجري فريق بقيادة هيتمان أكبر دراسة من نوعها على أكثر من 4500 شخص يعانون أعراض كوفيد طويل الأمد ولم يتم إدخالهم إلى المستشفى مطلقا. وستحلل هذه الدراسة الاختبارات التشخيصية، مثل فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي، وستلقي نظرة على فاعلية ما لا يقل عن ثلاثة علاجات دوائية موجودة، وسترصد إعادة تأهيل المرضى من خلال تطبيق لتتبع الأعراض.

تقول هيتمان، “ما كان مقلقا حقا هو العدد الهائل من المرضى الشباب في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر ممن كانوا في السابق يتمتعون بلياقة جيدة وبصحة جيدة، وعلى الرغم من خفة حدة المرض في البداية، خرجت حياتهم عن مسارها بسبب هذه الحالة”.

يعتقد ستيفن ديكس، أستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، الذي يدرس مرض كوفيد طويل الأمد، أن هذه المجموعة المعينة من المرضى “من المرجح أن يكون لديها إجابة للغز الأساسي” لهذه الحالة.

هناك مجموعات مختلفة من الأعراض يحاول الباحثون تحديدها، كما يقول ديكس، بالنظر إلى المرضى الموجودين في المستشفى وغير الموجودين فيه. الخطوة التالية هي تحليل مجموعات الأعراض المختلفة، التي تمتد من مشكلات القلب والرئة إلى المشكلات العصبية والمضاعفات الهرمونية. يقول ديكس، “كوفيد طويل الأمد هو مصطلح شامل لآليات متعددة”.

يضيف، “سنبدأ في رؤية ماهية البيولوجيا التي تتأثر من هذه الدراسات، بعض المرضى يعانون تلفا عاديا في الأنسجة، وبعض آخر يعاني مرضا التهابيا وقد يكون لدى بعضهم رد فعل مناعي ذاتي”.

يتم أيضا استكشاف ما إذا كانت اللقاحات تحمي من مرض كوفيد طويل الأمد، نظرا لـ”العدوى الاختراقية” التي لوحظت بين أولئك الذين أخذوا جرعتي اللقاح. “عندما يصبح كوفيد مزمنا، يصبح هذا السؤال الأكثر أهمية على الإطلاق”، كما يقول ديكس.

في تطور إيجابي حديث وجد الفريق الذي يقف وراء تطبيق زوي Zoe، متعقب كوفيد في المملكة المتحدة، أن احتمالات إصابة شخص تم تطعيمه بالكامل بمرض كوفيد مع أعراض مستمرة لمدة تزيد على أربعة أسابيع، تقلصت إلى النصف. ففيما بين كانون الأول (ديسمبر) 2020 وتموز (يوليو) 2021، ظهرت أعراض على 5 في المائة فقط من 592 شخصا مصابين بكوفيد بعد أربعة أسابيع، مقارنة بـ11 في المائة بين 2762 شخص من غير المطعمين الذين أثبتت الفحوص إصابتهم بالفيروس.

يدرس الباحثون أيضا ما إذا كان التطعيم قد يوفر علاجا لفيروس كوفيد الطويل. الروايات القصصية تشير إلى أن نحو 30 في المائة من المصابين يشعرون بتحسن في الأعراض بعد التطعيم، بينما يرى نحو 15 في المائة أن أعراضهم تزداد سوءا، وفقا لما ذكرته أكيكو إيواساكي، أستاذة علم الأحياء المناعي في كلية الطب في جامعة ييل.

تشرح إيواساكي قائلة، “يولد اللقاح أجساما مضادة قوية ومناعة خلايا الذاكرة التائية ضد البروتين الناتئ، لذلك إذا كان هذا يغير أعراض كوفيد طويل الأمد، فيمكننا الحصول على فكرة أفضل عن كيفية مساعدة الناس”، مضيفة أن فريقها وآخرين “يعملون على مدار الساعة” لفهم مرض كوفيد طويل الأمد.

بالنسبة إلى ديورانت وملايين الأشخاص الذين يعانون مرض كوفيد طويل الأمد على مستوى العالم، الذين لم تختف أعراضهم، لا يمكن أن يأتي الحل قريبا بما فيه الكفاية.

“يبدو أن هناك بعض الاختراقات، لكن من الواضح أن هذه الأشياء تستغرق وقتا”، كما تقول ديورانت.

الاقتصادية

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى