الصحة

#العلماء يعكفون على صنع سلاح جديد .. #أقراص مضادة ل #الفيروسات

#العلماء يعكفون على صنع سلاح جديد .. #أقراص مضادة ل #الفيروسات

مع إعطاء اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، يعد العلماء بصنع سلاح جديد ضد المرض الذي أودى بحياة أكثر من 4.5 مليون شخص، وهو دواء فعال مضاد للفيروسات يعالج أسوأ الأعراض المصاحبة.

بينما تهدف اللقاحات إلى الوقاية من العدوى، فإن الأقراص التي تعجل وقت التعافي ويمكن أخذها في المنزل ستشكل تطورا مهما، كونها ستوفر العلاج للمصابين بالمرض ويحتمل أن تخفف العبء الواقع على المستشفيات.

مع بدء فصل الخريف في نصف الكرة الشمالي وازدياد المخاوف من ارتفاع الحالات في الأشهر الباردة، فإن شركات الأدوية تخوض سباقا من أجل تحقيق سبق علمي.

لكن هناك تساؤلات تدور حول مدى الفارق الذي يمكن أن تحدثه العلاجات المضادة للفيروسات، ومدى سرعتها، في علاج المرضى المصابين بكوفيد – 19، مع العلم أنه مرض يحتمل أن يكون قاتلا حيث تشمل أعراضه السعال المستمر، وضيق التنفس، وارتفاع درجة الحرارة.

كيف تعمل الأدوية المضادة للفيروسات؟

يركز الجيل الحالي من لقاحات كوفيد -19على إنتاج أجسام مضادة لتحييد البروتين الناتئ الذي يستخدمه الفيروس وسيلة للدخول في الخلايا البشرية. ومن أجل استخدام العلاجات المضادة للفيروسات يتعين على العلماء تحديد كيفية منع الفيروس من التكاثر.

أحد التحديات التي يواجهها الباحثون هي أن الأدوية المضادة للفيروسات يجب أن تكون قادرة على مواكبة مراحل التطور التي يمر بها الفيروس.

قال نيكولاس كارتسونيس، نائب الرئيس الأول للبحوث السريرية في قسم الأمراض المعدية في شركة الأدوية الأمريكية، ميرك، “الفيروسات ليست عرضة لكثير من التغييرات المتحورة التي قد تراها في البروتين الناتئ”. هذا يعني أن الفيروس لا يمكنه تجنب الأدوية المضادة للفيروسات بالطريقة التي يمكنه بها تجنب اللقاح.

أضاف، “هذا النوع من الأدوية المضادة للفيروسات يستهدف في واقع الأمر عملية التكاثر للفيروس نفسه”.

من الذي يعمل على تطويرها؟

يتم تناول قرص ميرك، المسمى مولنوبيرافير، في غضون خمسة أيام من ظهور أعراض كوفيد – 19، وهو يؤخذ مرتين في اليوم لمدة خمسة أيام متتالية. ولا يزال الدواء في المرحلة الثالثة من التجارب وتتوقع الشركة أن تجمع بيانات هذه المرحلة بحلول نهاية العام. بدأت شركة ميرك أيضا في إجراء تجارب منزلية باستخدام مولنوبيرافير على أشخاص لا يعانون فيروس كورونا لكنهم يعيشون مع شخص مصاب.

من جانبها، تعكف مجموعة فايزر أيضا على إجراء تجارب على حبوب مضادة للفيروسات وصلت إلى مراحل متقدمة. الشركة الأمريكية تدرس نوعين من مضادات الفيروسات – أحدهما قرص يمكن تناوله في المنزل والآخر حقنة في الوريد تعطى للمرضى الذين يعانون الأعراض الخطرة للمرض. وتعمل الأدوية عن طريق منع نشاط إنزيم كوفيد بروتياز، وهو إنزيم يحتاج إليه الفيروس من أجل التكاثر في الجسم.

ظهر علاج آخر مضاد للفيروسات يتم أخذه عن طريق الاستنشاق، تنتجه شركة بريطانية تحمل اسم سينيرجين. يحمل هذا الدواء وعدا بعلاج المرض.

قال ريتشارد مارسدن، الرئيس التنفيذي للشركة، إن إحدى الطرق الرئيسة التي تتملص من خلالها الفيروسات من جهاز المناعة هي “قمع إنتاج بروتين إنترفيرون بيتا”، الذي يلعب دورا مهما في تنشيط الاستجابة المناعية الأوسع ومنع الفيروس من التكاثر. أضاف، “كل ما نقوم به هو وضع (…) هذا البروتين، الذي يقوم الجميع بصناعته، ليعود إلى ساحة المعركة، وساحة المعركة التي تهمنا هي الرئتان”.

من الذي يتلقى الأدوية المضادة للفيروسات؟

قد يشمل المتلقون للدواء أولئك الذين يعانون تثبيط المناعة ممن لا تؤثر فيهم لقاحات كوفيد -19، أو قد تتلقى الدواء مجموعات محددة – مثل المدارس، أو دور للرعاية، أو فرق كرة القدم – حيث يمكن استخدام هؤلاء الأشخاص وسيلة وقائية لمنع تفشي المرض على نطاق أوسع.

أوضح ستيف بيتس، الرئيس التنفيذي لجمعية الصناعة الأحيائية “بيو إنداستري أسوسياشن” في المملكة المتحدة، أن الأمر المهم يتمثل في التوقيت حيث يجب إعطاء منتجات الأدوية تلك عند ظهور أول أعراض المرض.

قال بيتس إنه سيكون “غير متفاجئ” لرؤية عقار واحد على الأقل من الأدوية المضادة للفيروسات جاهزا للتداول خلال الأسابيع المقبلة، حيث يحتمل أن يحدث ذلك بموجب “تصريح الاستخدام الطارئ”، الذي يمكن من خلاله إتاحة استخدام المنتجات التي لم تحصل بعد على الموافقة التنظيمية الكاملة خلال أزمة صحية عامة.

لكن بيتس، العضو السابق في وحدة اللقاحات البريطانية، أشار إلى أن توزيع الدواء بشكل واسع لسكان المملكة المتحدة هو أمر غير مرجح حدوثه.

أضاف، “أرى أنها أدوات أكثر اختصاصا، ربما كي تستخدم مع مجموعات معينة من السكان أو في مرحلة معينة من تفشي المرض”.

قد يتعين على الناس تعديل توقعاتهم حول مدى التحول المرجو من هذه الفئة من الأدوية. حذر بيتس من أن مستويات الفاعلية قد تكون أقل كثيرا مما يتوقعه الجمهور من هذه اللقاحات. قال، “بسبب هذه المشكلة التي تبرز عند إعطاء اللقاحات، فإنه يكاد أن يكون من المستحيل الحصول على نتيجة جيدة حقا من الناحية الإحصائية. فإذا حصلت على مضاد للفيروسات تصل كفاءته إلى 40 في المائة، فإني أعتقد أنه أمر رائع”.

مع ذلك، قال إريك توبول، مدير معهد سكريبس ريسيرتش ترانسليشونال في كاليفورنيا، إن الأدوية المضادة للفيروسات التي سيتم توفيرها ستكون “فاعلة للغاية وآمنة وغير مكلفة أو سيتم توفيرها مجانا، وأعتقد أنها ستستخدم على نطاق واسع”. أضاف أن هذا سينطبق بشكل خاص إذا كان العلاج متاحا على شكل “حبوب، أو دواء عن طريق الفم أو الاستنشاق، بدلا من الحقن تحت الجلد”.

ما الذي أظهرته النتائج؟

على الرغم من الموافقة على عديد من لقاحات كوفيد، فإن حقنة ريمديسفير من مجموعة جلعاد الأمريكية، التي يتم إعطاؤها عن طريق الوريد، هي العلاج الوحيد المضاد للفيروسات الذي تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، على الرغم من أن فائدته غير مؤكدة للمرضى. يقول العلماء في منظمة الصحة العالمية إن هذا العقار “ليس له تأثير ملموس” على خفض نسبة الوفيات أو الحاجة إلى توفير التهوية للمرضى.

كارتسونيس، من ميرك، أشار إلى أهمية دراسة الأدوية المضادة للفيروسات أولا، وحساب الجرعة الصحيحة على الأفراد الأصحاء قبل تجربتها على مرضى كوفيد – 19. عد أن هذا يفسر بشكل جزئي سبب الموافقة على علاج واحد فقط مضاد للفيروسات.

أشار أيضا إلى ضرورة امتصاص الأدوية المضادة للفيروسات واستقلابها وإخراجها بشكل صحيح، لكن صانعي اللقاحات “ليس عليهم أن يقلقوا بشأن تلك الخصائص الأخرى لأنها لا تنطبق حقا”.

في أوروبا، تعمل شركة الأدوية السويسرية، روش، مع آتيا فارماسوتيكالز على مضاد للفيروسات عن طريق الفم تعتقد أن له إمكانية مزدوجة تتمثل في، علاج الأشخاص المصابين بكوفيد – 19 وفي الوقاية من المرض عند الأشخاص الذين تعرضوا إلى الفيروس.

قالت الشركة إن النتائج الأولية للمرضى في المستشفى الذين يعانون أعراضا معتدلة من كوفيد -19 والمعرضين لخطر كبير من النتائج السيئة “قد أشارت إلى نشاط سريع ومستمر مضاد للفيروسات ضد سارس-كوف-2، مع عدم وجود نتائج جديدة أو غير متوقعة حول الأمان”.

ما الدور الذي تلعبه الحكومات؟

في حزيران (يونيو)، كشفت الولايات المتحدة عن خطط لاستثمار ثلاثة مليارات دولار من أجل تطوير الأدوية المضادة للفيروسات، قائلة إن ذلك سيساعد على إنشاء الجيل التالي من علاجات فيروس كورونا.

سيتم إنفاق التمويل على تسريع التجارب السريرية للأدوية المضادة للفيروسات وإنشاء مركز جديد لاكتشاف الأدوية المضادة للفيروسات، لتطوير علاجات لسلالات فيروس كورونا غير المعروفة حتى الآن من أجل “إعداد الأمة بشكل أفضل لمواجهة التهديدات الفيروسية المستقبلية”.

وقعت إدارة جو بايدن أيضا صفقة بقيمة 1.2 مليار دولار مع شركة ميرك في حزيران (يونيو) مقابل 1.7 مليون جرعة من مولنوبيرافير، إذا حصل الدواء على موافقة من إدارة الغذاء والدواء.

على صعيد المملكة المتحدة، شكل بوريس جونسون، رئيس الوزراء، في نيسان (أبريل) الماضي فرقة للتصدي للفيروسات، على غرار فرقة اللقاحات الناجحة في البلاد.

وتعهد جونسون “بالحصول على علاجين فاعلين على الأقل هذا العام، إما على شكل أقراص وإما كبسولات” يمكن تناولها في المنزل بعد ظهور نتيجة إيجابية للفحص أو التعرض لشخص مصاب بالفيروس. لكن حتى الآن لم ترد أي كلمة من فريق العمل وقائده المتمرس في صناعة الأدوية، إيدي جراي، حول ما إذا كان سيتم تحقيق هذا الهدف.

قالت وزارة الصحة البريطانية إن هناك “عددا من الفرص المثيرة التي لا تزال في طور الإعداد” ووعدت بتقديم “مزيد من التفاصيل في الوقت المناسب”.

الاقتصادية

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى