المقالاتنبضة قلم

ماذا بعد تفشي النفاق …بقلم الكاتبة:ولاء منشي

بقلم: ولاء منشي

إن النفاق من بين المصطلحات الأكثر تداولا في زمننا الحالي بين الناس ، فالله عز وجل خصص سورة بكاملها يصف فيها المنافقين وأفعالهم وأقوالهم ، وهي سورة ” المنافقون” . فالنفاق بصفة عامة هو إظهار الفرد ما لا يبطن قولا وفعلا بغية تحقيق هدف معين.
أما النفاق الإداري وهذا ما أود أن أسلط الضوء عليه ليصبح جليا للعيان، مع العلم أنه من الصعب التعرف على محترفيه، وحتى لا يختلف حوله اثنان ، في وصفه وتعريفه.
فالنفاق لا يخص بيئة دون أخرى أو مجتمعا دون آخر ، فهذا السلوك متفش في عموم دول العالم سواء المتقدم منها أو المتخلف ، إلا أنه بنسب متفاوتة بطبيعة الحال ، وقد يتساءل البعض لم تم إحاطة هذا الموضوع بالاهتمام ؟ لأنه وبكل بساطة أصبحت مجموعة من الوظائف والمؤسسات حكومية كانت أو غير حكومية ، خاصة أو عمومية تنشط فيها مثل هذه السلوكيات كالرشوة واستغلال النفوذ وكذلك النفاق الإداري . فهناك من المسؤولين وأصحاب القرار يطربون ويهنأون بمثل هذا النفاق سواء اتضح لهم نوايا المنافقين أو لم يتضح لهم . فالموظف يبقى دائما هو من يتبنى مثل هذا السلوك – النفاق الإداري- وهناك من يصل إلى مرحلة الإبداع والنضج في تفعيله ، فبعض هؤلاء يحقق أهدافا خيالية من ورائه يعجز عن تحقيقها حتى أصحاب الكفاءات والقدرات العالية . ومن الصعوبات التي تحول دون إنزال العقوبات في حق من تقمص دور المنافق هو صعوبة إثبات هذا السلوك عكس السلوكيات الأخرى كالرشوة مثلا .. وأمام هذه الوضعية يكون معظم المسؤولين وكذلك الموظفون مجبرون على تحمل النتائج السلبية للعملية الإدارية ، ومن هذا المنطلق قد أجزم بأن النفاق الإداري قد يصير أيسر طريق لتحقيق أهداف شخصية ، والذي يساعد “المنافق” على إنجاح هذه العملية المكرة هو الاستعداد النفسي الذي يسبق كل إجراء يشوبه نفاق ، مما يجعل ذاك الصنف من الموظفين “المنافقين” لا يعيرون أي اهتمام لجودة العمل بقدر ما يهتمون بما سيجنونه من محاباة فلان وتعظيم علان، ومن النفاق الإداري كذلك هو أن يراهن أو يحبذ الموظف أن يتموقع في وضعيات قد تحقق له عدة مآرب كأن يمسي اليد الطولى أو اليمنى للموظف السامي ، أو البساط الذي يمشي عليه ، فلكل مآربه ولكل نفاقه .
وفي الختام أطمح أن أوضح وأفرق بين النفاق الإداري واحترام وتقدير رؤساء المصالح أو المديرين ، فالموظف حقيقة عليه أن يلتزم بقرارات رئيسه وأن يتعامل معه بلباقة مع حسن الإصغاء وذلك من باب الأدب والتقدير ، وهذا لا يعني أن ينسى الموظف في هذه الحالة ذاته أو يجب الإذعان للرئيس إلى درجة يفقد فيها كرامته وهويته ، ولكن من اللازم أن يفتح الرئيس قنوات التواصل مع ذاك الموظف ليستفيد منه قدر الإمكان وذلك بمنحه فرصة التعبير عن الرأي، أو يتبنى أفكاره أو حلوله المقترحة إن كانت صائبة، وفي هذه الحالة سنضمن سلامة إدارتنا وخدماتنا .
وقبل أن أسدل الستار نهائيا عن هذا الموضوع أقول للذين في قلوبهم مرض التصنع يبعد الإنسان عن الحق تعالى والخداع يبعد عن الحق تعالى وعن الخلق .أما الحقد والكره والنفاق فسبب لذكره باللعنات. “وللناس فيما يعشقون مذاهب”.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى