أخبار منوعة

اللهجات الحلية والسعي لتوثيقها .

اللهجات الحلية والسعي لتوثيقها .

اتسمت اللغة العربية بشمولها الموسوعي في ألفاظها ومعانيها مما جعلها من أكثر اللغات في العالم بتميزها بخصائص نادرة.

وتحولت كلماتها ومفرداتها بمرور الزمن إلى تغير في اللفظ المنطوق مع محافظته على كلمات اللغة ومرجعيتها إلى لغة الأم.

وبدخول القرن السابع وبأفول الدولة العباسية عام 656ه بدأ التعدد في اللهجات في بلاد العالم العربي ودخول المفردة الشعبية معها بخلاف ما ورثته اللغة من دخول ألفاظ غير عربية كاللغة الفارسية وفيما بعد التركية في بعض مفرداتها.

وقد أورد ابن خلدون (ت 808ه) بعض القصائد التي تدل على وجود اللهجة الشعبية « النبطية » في القصائد المتداولة في تلكم الفترة التاريخية.

كما يجد المطلع على وثائق المناطق في الجزيرة العربية شيئا مهما يستدل به على الألفاظ الدارجة والمصطلحات المتداولة في الفترات التاريخية السابقة.

فمن يقرأ الوثائق الحجازية والعسيرية والنجدية والاحسائية وغيرهما يجد كماً كبيراً من الأسماء والألفاظ واللهجات التي درجت.

وقد خرجت بعض المؤلفات ذات الجهد البشري الواحد بمحاولة تدوين هذه الألفاظ والكلمات للحفاظ عليها من الاندثار والطمس إلا أنها تبقى جهوداً فردية لم تكتمل!

ويقدم لهم الشكر والعرفان على ما قاموا به.

والسؤال هل تقوم كليات الأدب واللغة العربية والنوادي الأدبية بالتعاون مع المحافظات في بلادنا المختلفة بالقيام بمشروع كبير يعنى بمسح الكلمات والمفردات والألفاظ الدارجة الشعبية في هذه المناطق للحفاظ عليها ولتدوينها قبل ضياعها؟

** البسام وأكاليل الورود!!

توجد فئة عاملة هادفة همها التوثيق والعمل المضني وتغطية فجوات تاريخية لبلادنا العزيزة.

لا تنظر للإعلام كهدف أو غاية أو لكسب الشهرة بل أن متعتها ما تضعه الأنامل وتكتبه الأصابع بصبر وأناة وتأن. فهي المعين المستمر والباقي.

دلالة المرء فيما يقدم وينتج لا فيما يقول أو يطلب! فالعمل أبلغ من الخطاب.

الهواية ميزة وتعد من أنبل المقاصد وأعلاها فإذا اقترنت بعطاء فهو الفضاء اللامنتهي في تشكيلات التاريخ.

يمثل الدكتور أحمد بن عبدالعزيز البسام احد أولئك المميزين بهذا العطاء والجهد الهادف فأكسبه التقدير والاحترام من شريحة واسعة من مهتمي التاريخ في بلادنا.

إن بحوثه ومؤلفاته أوجدت منطلقاً مضيئاً لباحثي تاريخنا المحلي.

ورغم استفادته من المكتبات وتذليله للصعوبات التي تواجه بخلاف العناء في البحث.

فإن ذلك لم يثنه في تقديم المساعدة لكثير من طالبي التاريخ ورواد البحث فلا حسب كحسن الخلق كما يقال.

إذا كانت الورود الحمراء تمثل رمزاً للصفاء والسعادة والحب فإن ما يقدمه البسام وأمثاله هو مما يمثل أكاليل ورودنا وسعادة باحثينا فيما يقدم وينتج فعند ذلك يتطلب منا جميعاً تكريمه وتقديره!!

رابط المصدر

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى