المقالات

((هابيل ))

بقلم الشاعر القدير خالد واصلي

أَتى الغُفْرَانُ بالأَمرِ الوَجِيهِ
كما حَانَ الهبوطُ لوالديهِ

تَقدَّرَ أن يكونَ غريبَ دارٍ
ِِِِلِيَعمُرَها على الدَّرَك ِالنزيهِ

فما سيكونُ بَعدُ إذا براها
وَرِيثٌ واستبدَّ على ذويهِ

إذا انكسر الخليفةُ في مصابٍ
وأبدى حارت الخلفاءُ فيهِ

لهذا قرَّبا قُربانَ فَصلٍ
فَحُقَّ لفاضلٍ من يصطفيهِ

فبعد اللهِ في غرسٍ ذراهُ
يعودُ الفضلُ للشيخِ الفقيهِ

أبوه بذاك كان على امتيازٍ
َفَدَلَّهُما إلى الرأيِ النَّبيهِ

فَسُبحَانَ الذي بالغيبِ أَجلى
رؤى الأقدارِ حتى يبتليهِ

حَبَاهُ اللهُ منزلةً وعلماً
وحين العَرضِ أَثبتَ مالديهِ

كما جَهِلَ الملائكةُ المعاني
أتت أمجادُهُ تسعى إليهِ

فنبأهم بها حتى استبانوا
َوَقَبْلَ وجودهِ قالوا عليهِ

فمن قد علَّم َالأسماءَ أولى
بمن سجدوا جميعاً في يديه

تلألأ نَجمُهُ الثاني سخاءً
وغَادَرَ والحَصَادُ بناظريهِ

عُيُونُ الأَرضِ تذْرِفُ كُلَّ دَمْعٍ
وبالأَحضانِ تَلْثُمُ مُقْلَتَيهِ

دِمَاؤُكَ يابن آدم كيف جَفَّت
َوَثَوبُكَ غَائِبٌ من يَكتَسِيهِ

فيا أرضًا حَوَتْ جسداً بريئاً
على إغماضِ هَانِئَةٍ دَعِيهِ

وَرَبُّكِ في بني الإنسان يقضي
فإنْ كَثُرَتْ خُطَاهُم خَلِّدِيهِ

لهم في رحلةِ الأيام شأنٌ
ويومٌ وعده لاريبَ فيهِ

فإنْ أُثْقِلْتِ بالأحياءِ حملاً
فَدَيْنكِ في ترابكِ من يَفِيهِ

فكوني أمهم وامشي الهوينا
وللأجيال غَرسٌ فاحفظيهِ

هي الدنيا كم استعصت وضاقت
على شَهْمٍ وَتَضحَكُ للسفيهِ

لها قابيلُ أقبلَ مستبدا
وَيَحسُمُ عَجْزَهُ مَنْ يَزْدَرِيهِ

لَئِنْ فطن الغرابُ بمن تَلَاهُ
وفَاضَ الكَأَسُ عمَّا يحتويهِ
ً
سَيَصدحُ نَاعِقاً : كم من شَقيٍ
يواري ضَاحِكاً يبكي عليهِ

فما ابتسمت له إلا دروبٌ
بها الشيطانُ لاذَ إلى أبيهِ

فَتَاهَ مُجَرَّداً من كُلِ مجدٍ
بِلَيْلِ البؤسِ لاشَيءٌ لديهِ

تجوبُ الشَّمسُ مِصرَاعَيه قهراً
َوَيَقذِفُهُ المدى من ساعديهِ

تَمُرُّ بِنَاظِرَيْهِ على عُجَالٍ
ولم تأبه وما التفتت إِليهِ

وغَابَ هلالها عن كل عينٍ
كَأَنَّ الشَّمسَ تَبحَثُ عن أَخيهِ

خالد واصلي … 1440/

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى