المقالات

كبرنا وليتنا لم نكبر

نقول:كبرناوكبرت أحلامناهي الاخرى
ونكتشف أن هنالك أموراٌ تخيفُنا أكثر من الظلام..
كبرنا لدرجةأننا صرنا نشعر بأن وراء ضحكة أمنا ألف دمعة ودمعة .. ووراء قوة أبينا ألفُ مرض ومرض يخفونه عنا..
كبرنا… لنجد أن مشاكلنا، لم تعد تحل بقطعة حلوى أو لعبة مسلية أو ملابس جديدة او هدية ثمينة ..
وأنهما لم يعدا ليمسكا بأيدينا دائماً كي نعبر الشارع خوفا علينا من الخطر،
أو حفاظا علينا من منعطفات الحياة…
بل تركوا الأمر لنا لكي نعتمد على أنفسنا ..
كبرنا واكتشفنا أننا لم نكبر وحدنا فقط
بل كبر أبوينا معنا ، وأوشكوا على الرحيل ..
أو رحلوا فعلا ويا ليتنا لم نكبر كبرنا جداً ..
لقد عرفنا أن قسوة أمنا كانت حبا..
وغضبها حبا .. وعقابها ايضاحبا ..
ووالدي هو الأخر..عصبيته الزائدة كانت خوفا علينا..لم يشعرنا وهو يتجرع مرارة الألم سرا..دون أن يخبرنا بما فيه من الآم .. أخفى كل شيء حتى الدمعة تحجرت في مقلتيه..
يا لها من حياة هي الاخرى، وما أغربها من دنيا وما أقسى شعورنا وتبلد.. احاسيسنا لم نفكر سوى في انفسنا..
وما أقصر العمر فيها ..فعذرا يأمي ويا أبي فأنتما المعادلة الصعبة بل الأصعب في الحياة ..
وانتما سر الجاذبية و مصباح الحياة الذي أضاء الكون نورا وافسح الطريق امامنا ..أبي كان بمثابة الوقود الذي يشعل كل الأجهزة من حولنا..ليمدنا بالطاقة والحيوية.. وهو الجسد الذي تعيش فيه أرواحنا..
وأمناهي البقعة الباقية في قَلّوبنا
وهي كل الأوردة والشرايين تؤدي إلى قلوبنا وتتدفق بحبها..تنبض دوما لتشعرنا بالحياة.. تمرض تجوع تتألم فلا تبوح ولا تنوح ..
فأمي هي حبيبتي الأخيرة والأولى
فهي إمرأة لن تتكرر في هذه الحياة …
شكرًا لك يأمي لأنك أمي..
بكى رجل في جنازة أمه ،
فقيل له:وما يبكيك؟
قال : ولم لا أبكي
وقد أغلق باب من أبواب الجنة !
كذلك تقول الملائكة لابن المتوفاة : ماتت التي كنا نكرمك من اجلها
( اللهم اجعل أمـَي ممن تقول لها النار : { أعبري فإن نورك أطفا نــاري } وتقول لها الجنه… { أقبلي فقد اشتقت إليك قبل ان أراك..
رحمك الله ياأمي ..
ورحم جميع الامهات ألاحياء منهن والاموات ..شكرا لك يا أبي..حفظك الله ورعاك دوما وأبدا ولا يريك مكروه ..

بقلم/ محمد باجعفر

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى