المحلية

«الفلسفة» من التغييب والتــهميش إلى مرحلة الشروق

«الفلسفة» من التغييب والتــهميش إلى مرحلة الشروق

خيرالله زربان – علي السعلي – جدة

تاريخ النشر: 02 ديسمبر 2021 21:24 KSA

إقامة مؤتمر الفلسفة كل عام تحت شعار يتماشى والتطوّر المعرفي والتقني تعليم الفلسفة في المناهج الدراسية ليضيف أبعاداً إيجابية للطلاب والمجتمع كسر الحواجز وإزالة الريبة والاستفادة من العقول الفلسفية الحديثة تكثيف الجهود مع المجتمع لتبسيط التعاطي مع التفكير الفلسفي مشاركة كافة المتعلمين والمثقفين في وضع أسس الجهود الفلسفية دعم الكفاءات الوطنية في البحث العلمي بهذا المجال عدم تجاهل الإرث الفلسفي في جميع الحضارات توصيات ومطالب: أكد القاص والروائي والمترجم عبدالله محمد الطيب، أن الفلسفة ليست مجرّد نظرية، بل معرفة تمكّن من فهم المعارف الأخرى بشكل ناقد وفاحص، مشيرًا أن الفيلسوف هو الشخص الذي يمكنه أن يتعلّم كيف يتعلّم، لذلك دخل الكثير من الفلاسفة مجال التدريب كمدربين في قطاع التعليم، وفي الآونة الأخيرة أصبحت شريكًا مهمًا في نمو وإنتاج المعرفة، وأصبح الفلاسفة اليوم يعملون في الشركات الكبيرة، كما أصبحت الفلسفة تلعب دورًا حاسمًا في المجتمع، لافتًا إلى أن القضايا الراهنة مثل التنمية المستدامة، الصحة العامة، والمواطنة كلها تتطلب تدخّل علم الفلسفة الذي يلامس التساؤل حول معنى الحياة والصالح العام، ويمكن للفيلسوف أن يكون مستشارًا للمسؤولين عن اتخاذ القرارات، مضيفًا: إنّ تعلّم الفلسفة له العديد من التأثيرات الإيجابية المختلفة، منها تحسّين التفكير المستقل ومهارات الاتصال والتحليل، واحترام حرية تفكير الآخرين، وفهم المعتقدات الأخرى، وبحسب الطيب فإن الفرد الذي يدرس الفلسفة ويتعلمها، ستساعده على فهم ذاته، والتغلّب على مخاوف الدخول في حوارات ونقاشات فاعلة والاستماع إلى أفكار الآخرين، وتتأكد أهمية الفلسفة في المجتمعات المتنوّعة ثقافيًا، حيث تحض على احترام ذلك التنوّع، وتحثّ على تبادل الآراء والحوارات البنّاءة، كما دلّت بعض الدراسات على أنّ تضمين منهج الفلسفة لطلبة المدارس يساعدهم على تحقيق تقدّم إضافي في القراءة والرياضيات، لأنها والتعليم يسيران جنبًا إلى جنب، وخلص إلى أن تدريس الفلسفة منذ سن مبكرة من شأنه التشجيع على التفكير قبل العمل، مما يؤدي لتطوير عقل ناقد، وتكوين عقل سليم في جسم سليم، ويمكن لمؤتمرات الفلسفة تسهيل فهم القضايا الاجتماعية للمشاركين ومساعدتهم على تعزيز المواطنة. الطيب: ضرورة لقضايا التنمية والمواطنة وفهم الآخر يقول المستشار في وزارة الإعلام الشاعر محمد عابس: إن الفلسفة التي دخلت في المناهج الدراسية مؤخراً، تمثل روح العلوم وماهيتها والمجال الأهم في تطوّرها، حتى إن الشهادات الجامعية كانت تسمى «بكالوريوس الفلسفة في الأدب أو التاريخ أو اللغة أو الاجتماع».. إلخ، ولاشك أن اعتماد هذا المؤتمر الأول كباكورة النشاط في هذا المجال وإعلان تنظيمه سنوياً سيكون له الأثر الكبير حاضرًا ومستقبلاً في إثراء البحث والإنتاج الفكري، كما سيكون مجالاً مهماً للقاء المهتمين والباحثين لرصد المجالات والتطوّرات الحديثة في الفلسفة، ودعم الشباب للتوسّع علمياً في هذا التخصّص، ومعرفة جهود المؤسسات البحثية، ودعم الجامعات في توجهها لافتتاح أقسام أو شعب في كليات الآداب والتربية، مما سينعكس بدوره على تطور البحث الفلسفي في المملكة، ويتيح الفرصة للتوسع في التعاطي معها والاستفادة من آلياتها ومخرجاتها الفردية والجمعية لدعم الحراك الثقافي والفكري في بلادنا. عابس: إثراء البحث والإنتاج الفكري أعربت الدكتورة شيمة الشمري عن سعادتها للاهتمام بالفلسفة في هذا العصر الذهبي للثقافة في المملكة بعد سنوات من التغييب والتعطل، مشيرة أن النشاط العقلي والفكري مطلب حضاري للإنسانية ولطالما كانت الفلسفة موجودة في الأمم السابقة سواء ظاهرة أم خفية، وهي انطلاق العقل وتحليقة في مجالات شتى، لأنها أم العلوم، وأعربت عن سعادتها بالمؤتمر الفلسفي الأول الذي نتمنى أن يكون نواة لمؤتمرات وملتقيات مستمرة تهتم بالتفكير العقلي والتفسير المنطقي للأحداث والوقائع والكون والوجود. الأولوية يجب أن تكون لتهيئة المجتمع أولا وإزالة المخاوف نحتاج إلى مصالحة أيدلوجية وتبسيط الأفكار والمصطلحات يقول جمعان الغامدي الحاصل على دكتوراه الفلسفة في التربية: بتتبع تاريخ الفلسفة؛ يتضح أن تاريخ ولادتها يرجع إلى ما قبل الميلاد، لكنها لم تُمنهج ولم تُقنن آنذاك بما يشبع نهم المُتلقي، وبقيت في حراك مستمر، وتوالت عليها العصور بين تجديد المفاهيم وتأكيد المعاني حتى وقتنا الحاضر الذي أضحت فيه أحد الركائز الأساسية في ميادين العلم والمعرفة؛ كما صُنّفت من قبل الكثيرين بأنها أم العلوم، وما مؤتمر هيئة الأداب والنشر والترجمة المعني بالفلسفة في أوسع معانيها إلا دلالة واضحة على أهميتها في حياتنا المعرفية والعلمية، ولما نلحظه من استقلال العلوم عن الفلسفة فقد برزت الحاجة الماسة إلى الفلسفة في عصرنا المتوهج حضارياً وتقنياً ومعرفياً؛ الأمر الذي أعادها ؛ لدورها الفاعل في تحفيز العقل وجعله قادراً على التمحيص والبحث العلمي وكشف الأوهام وإزالة الخرافات التي تُعيق العقل وتُضلِّل البحث العلمي، وإذا كان هذا المؤتمر سيستضيف العلماء والمتخصّصين في علوم الفلسفة ومفاهيمها وتطبيقاتها ونظرياتها تحت شعار»مهرجان الأفكار»؛ فحريّ بنا أن نُضمّن توصيات المؤتمر إقامته كل عام تحت شعار يتماشى والتطوّر المعرفي والتقني ويجاري عصر النهضة يكون مقره ثابت في المملكة مهد الحضارات ومنبع العلم وشعاع المعرفة.

«الفلسفة» من التغييب والتــهميش إلى مرحلة الشروق

مزيد من الاخبار
رابط المصدر

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى