المقالات

كيف نحل معاناة الموظفات؟!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بقلم

الكاتب / سعد بن عبدالله الغريبي

حتى لا أتهم بالعلمانية – التي أصبحت مرتبطة بالدفاع عن المرأة وحقوقها – أقول إنني لست من دعاة تحرير المرأة، ولا من دعاة خروجها إلى العمل وترك منزلها، ولست من المطالبين بقيادتها السيارة، لكني لا أتنازل أبدا عن الدفاع عن حقوقها المسلوبة بسبب سيطرة الرجل عليها؛ بحيث أضحت عاجزة عن القيام بأية مهمة دون رجل تحمل اسمه، أبا كان أم أخا أم زوجا..

وحتى لا أتهم بالمبالغة أسأل: هل تستطيع امرأة ليس لها إلا ربها أن تسجل ابنها إذا بلغ سن الدراسة دون ولي أمر رجل؟ وهل تستطيع العلاج في مستوصف الحي أو مستشفى المدينة؟ وهل تستطيع طالبة الثانوية العامة أن تلتحق بالجامعة أو بالعمل بعد التخرج دون موافقة الرجل؟

وإن أرادت الذهاب لمدرستها أو جامعتها من يوصلها؟ أليس رجلا؛ سائقا كان أم محرما؟! ومن هنا كانت دراسة المرأة أو عملها سببا في استقدام السائقين الأجانب، وفي تأخر الموظفين الرجال عن أعمالهم، وهدر أوقات كثيرة من العمل الحكومي أو الخاص في التوصيل صباحا والإعادة ظهرا..

إن خروج المرأة للعمل مكلف للغاية، ولا يتحقق إلا بتفريط كثير في حق زوجها وأطفالها، وإقلاق لراحة أسرتها، فإضافة إلى مرتب السائق وتبعاته الذي تضطر إليه إن لم يكن في استطاعة محرمها إيصالها؛ تحتاج إلى خادمة لرعاية بيتها وأطفالها أو حضانة لأطفالها.

المرأة إما أن تكون موظفة في القطاع العام أو الخاص، وأكثر القطاعات الحكومية التي تستوعب الوظائف النسوية هو التعليم. وكثير من المعلمات يعيَّن في عشر السنوات الأولى في مناطق نائية عن المدن الرئيسة، وعندها تحتاج إلى سائق يقتطع ما لا يقل عن ربع مرتبها، وهي تعرض نفسها كل يوم لمخاطر الطريق اليومية، وفي هذه الأثناء يظل أهلها في قلق حتى تعود.

أما إن كانت مدرسة في القطاع الخاص فإن معاناتها أكثر حتى ولو عملت قريبا من مسكنها، فهي لن تستغني عن سائق وخادمة، ناهيك عن اختراع رب العمل ألف حيلة ووسيلة لاقتطاع جزء من مرتبها تحت مسميات مختلفة وبحجج أوهى من خيوط العنكبوت؛ أقلها أن المدرِّسة هي من تأتي بوسائل الإيضاح ومستلزمات الدرس تحضيرا وأداء، وعلاوة على قلة الراتب وكثرة المصروفات فهي واقعة تحت التهديد بالفصل أو بزيادة العبء لأن أصحاب العمل يشعرون أنهم مجبرون على توظيف المواطنة، ويهتبلون أية فرصة لإحلال غير السعودية بمرتب أقل مكانها.

وهناك مصروفات أخرى تتكبدها الموظفة لا أحمل صاحب العمل – مؤسسة حكومية كان أم خاصة – مسؤوليته، وهي العادات التي تسربت إلى نسائنا وأعني بذلك المباهاة في الملابس والزينة والإسراف في إحضار الأطعمة – وليس تناولها – من وجبات رئيسية كالإفطار، ومن وجبات ترفيهية كالفطائر والحلوى..

إذا كان العمل ضرورة للمرأة فلنهيئ لها ما يسعفها للوصول إلى عملها بيسر وسهولة.. لنجعل لهن سيارات تنقلهن، ولننشئ حضانات لأطفالهن، ولنجبر القطاع الخاص على دفع مرتبات مجزية توازي الجهد الذي يبذلنه، ولنوفر لهن الأمان الوظيفي فلا يقعن تحت تهديد صاحب العمل، ولنجبره على الالتزام بساعات عمل محددة حتى يتفرغن بقية يومهن لبيوتهن وأزواجهن وأولادهن وأنفسهن..

وإن لم نستطع توفير كل ذلك للمرأة فلا بأس أن نستقدم من غير السعوديات من يؤدي الوظائف بدلا منهن، ونجعلهن دررا مصونات في بيوتهن، ونجري لهن مرتبات تساعدهن على قضاء احتياجاتهن حتى لا يقعن تحت رحمة أزواج قليلي الثراء أو قليلي العطاء!..

خاتمة:

ألقاه في اليم مكتوفا وقال له ..  إياك إياك أن تبتل بالماء

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى