المقالات

ثقافة الطفل …

بقلم الكاتب:سالم جيلان 

قلة قليلة من الناس يهتمون بمفهوم ” ثقافة الطفل ” أو يدركون من الأساس ماذا يعني التجاوب والتعاطي مع أسئلة الأطفال المتكررة أو حتى يكترثون لها أصلاً لدرجة أن البعض أو الغالبية لايلقون بالاً لتلك الأسئلة وليست ضمن اهتماماتهم ومجرد الإصغاء لها مضيعة للوقت عند البعض الآخر ممن لديهم مشاغل عن أطفالهم .

ماذا يحدث إن استمعت وأصغيت تماماً لطفلك وهو يسأل وتركت مساحةً كافية لتوسيع نطاق المعرفة لديه وتناولت سؤاله باهتمام بالغ حتماً سينعكس ذلك إيجاباً على سلوكه ويزيده شغفاً بالعلم وحب الاستطلاع والسعي إلى الاستزادة والمعرفة ويجعلك أنت كذلك تهيج أفكارك وتسترد شيئاً من المعارف والعلوم التي اندثرت لديك إما بإجابتك المباشرة على علم ودراية سابقة أو بوعد منك للبحث عن إجابة شافية كافية تعطي الفائدة لطفلك وتُشبع فضوله المعرفي وتزيد مخزونه الثقافي ولا ضير أو مانع من تأجيل الإجابة فماهو المانع من البحث العلمي والمعرفي لكي تستزيد وتعرف المزيد وتعطي إجابتك عن اطلاع واسع فوسائل المعرفة متاحة وأهل العلم في كل مكان والمهم في نهاية الأمر أن تعطي لسؤال طفلك جواباً عاجلاً أو آجلاً .

إجابتك العاجلة لطفلك عن سؤاله تجعله فخوراً بك ويتأثر بمخزونك الثقافي وسيسعى للتعلم والأفضل اقتداءً بك وأما إجابتك الآجلة بعد الوعد بالبحث في مصادر التعلم والمعرفة أو العودة لأهل العلم والاختصاص فهي تجعل طفلك شغوفاً بالعلم مستقبلاً حريصاً على التزود بكل جديد في مجال العلم والمعرفة مدركاً لمدى إمكانية البحث العلمي ومستلذاً بمتعة السؤال لزيادة الثقافة وتوسعة المدارك متجنباً لثقافة العيب من حرج السؤال .

وفي الحالتين أنت تساهم في تنمية ثقافة الطفل التي تسعى ويسعى لها كل المجتمع المثقف فالثقافة في مفهومها العام هي ” أن تعرف شيئاً عن كل شيء ” وفي سؤال طفلك الدائم عن كل ماحوله تثقيف وتعليم وتنوير وإشباع فضولٍ معرفي .

لذلك يلزمنا الإهتمام بثقافة الطفل من كل الجوانب دينياً وإجتماعياً وسلوكياً ومعرفياً حتى نساهم في نشأة جيل مثقف واعٍ مدرك في ظل النهضة العلمية والثورة التقنية وتوافر كل وسائل التعلم والمعرفة على نطاق واسع ومتاح للجميع وعدم التفريط والتسويف .

” ثقافة الطفل ” تعني التأسيس الصحيح والمدروس لبناء مجتمع سليم وفق خطط ومنهجية علمية أساسها قوي ومتين وتسعى لتحقيق نجاحات واسعة مستندةً على لبنات العلم والثقافة المتأصلة .

ثقافة الطفل في سؤاله الذي ينتظر إجابتك “

ثقافة الطفل في سلوكياتك التي يشاهدها “

ثقافة الطفل في أقوالك التي يسمعها “

ثقافة الطفل في احتوائك وتشجيعك وتوجيهك”

ثقافة الطفل عنوان لمضمون إنسان يرعاه “
بإتقان .

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى