المقالات

أصبحت السفينة صديقتي

منصة الحدث ـ بقلم ـ حنين عبدالله

مشيتُ بجانب البحرِ بدون حذاء، و قدْ غاصت قدمي بالرملِ الناعم، ونسيمُ البحر يهبُ ويلامسُ وجنتي، وتفاصيل شعري المتطايرِ، في غروبِ ذلك اليوم عندما كانت الشمسُ تودِعُنا بِهدوء، رأيت سفينًة كبيرة !، ورُكابها كانوا أيضًا يودعوننا بأصواتهم العالية، ومنهم الحزينُ لِفراق أحبّتهِ، سيذهبُ لمدينةٍ لاتشبهُ مدينته لا يعرف فيها أحداً، ويكون في غربةٍ عن بلادهِ وأهلهِ وأصدقاءئهِ وحيدًا، ومنهم من هو سعيدًا لذهابه في سفرةٍ.

ذهبت مُسرعةً لإحضارِ ورقة، ورقةٍ بيضاء، وقلمُ حبرٍ أسود ، صنعتُ سفينتي بتلك الورقة لأودِعها في أعماقِ المحيطِ الواسع، بدأتُ بطي الورق، وصنعتها كم أعتدتُّ أن أصنعها في صغري كتبتُ فيها أحزاني، وكتبتُ فيها ألآمي، كتبتها بتفاصيل كثيرة، لعل أحزاني تلك تذهبُ معها، أبحرت السفينة وغادرت كلِماتي معها من الميناء إلى مكان مجهولٍ، ذهبت ولكن ! في صباحِ اليوم التالي عادت، عادت، و قد زال منها الحبر، لم يعد شيئًا واضحاً منها، تلاشت كلماتي، وكأنها تقول ها أنا محوتُ أحزانكِ وعدتُ منْ جديد.

كتبتُ بتلك السفينة ، مثل ما أكتب في مذكراتي؛ لكي أخفف عن نفسي ألمي وحزنِي، (أصبحت السفينة صديقتي).

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى