المقالات

معذرة ياسادة

 

بقلم الكاتبة : مي كتبي (عازفة الناي)

 

أرى كثيرآ في عصرنا هذا أناس جل مايفعلونه هو

الإهتمام والتعظيم والتقديس إلى الهاتف النقال الذي
نجري وراءه

 

أحدث الأشكال
أجدد الموديلات
أصغر الأحجام
أفضلها 
أحسنها 
أحدث الإمكانيات

مدعم باللغة العربية
كاميرا رقمية
إرسال الصور
والنغمات
حاسب الي

ثم ماذا…؟

عفوا

صاحب هذا الرقم ليس موجودا الان
انه مغلق
اتصل به لاحقا

عفوا
ليس لديك رصيد يكفي لإتمام المكالمة
شحن البطارية قد نفذ
قد تستغرق وقتا لشحنه
تعيد شحنه

تعوق الإنسان عن الوصول إلى من يرغب في الوقت
الذي يرغب
نجري ونلهث
من أجل أن نكون على صلة دائمة بالبشر
وممن نحب
لو تعطل هاتفك المحمول
لتوقف كل شئ ولأحسست بالإختناق
توقفت شبكة أعمالك 
أحسست بالوحدة والإكتئاب
الإحساس القاتل بالغربة

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نحن دائما في حاجة ماسة إلى من نستأنس به
نحادثه
نبثه همومنا
اشواقنا
أحلامنا 
نحادثه
في الوقت الذي نريد فنجده بإنتظارنا
أو حتى نتصل به دون أن يرد علينا مجرد رنات..نغمات
وظهور إسم المتصل فقط..لنقول له نحن معك..وأنت معنا

معذرة ياسادة

هل فكر أحدنا في إصلاح هاتفه السماوي..الذي تعطل منذ سنين

 

هاتف ربك ستجده في انتظارك
اذكره في أي ملأ.. يذكرك في ملأ خير منه..لو أردت أن يكلمك
ربك فاقرأ القرآن..وإن أردت أن تكلمه فاذكره العظيم الذي تهاتفه

يملك شبكة إتصال تعمل دائما بلا إنقطاع 
لاتتعطل
غير مكلفة البتة
دون إشتراك مجاني
تعمل في أي وقت على مدى 24ساعة

حتى دون أن تدفع مبلغ من المال
بل هو الذي سيعطيك الحسنات وبلا مقابل
كم انت كريم يالله!!!

أمسك هاتف ربك دائما

تجده ينتظرك أبدا

مبادروة ملتزمون

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى