المحلية

إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم : من باشر اليقين قلبه اكتملت فيه عبادات القلب التي يحبها الله من الخوف والرجاء والتوكل

منصة الحدث ـ أحمد بن عبدالقادر

خطب وأم بالمصلين في المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي.

وبعد أن حمد الله وأثنى عليه سبحانه وتعالى بدأ فضيلته الخطبة بقوله: العلم بالله منزلة عظيمة, واليقين بزيادة العلم وطمأنينة القلب درجة أخصُ من العلم, وشعبة من أعلى درجات الإيمان, وأن الإحسان يكون في عمل الجوارح, فاليقين في عمل القلب, وأهله فيه متفانون.

وأكمل فضيلته بأن اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد, وأن أهل اليقين أرفع الناس منزلة بعد الأنبياء لكمال يقينهم, وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه:(اليقين الإيمان كله)

وأضاف فضيلته : إن الله حث على النظر في الآيات الدالة عليه, فقال تعالى (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُون) والموقنون هم المنتفعون بالنظر في الآيات والبراهين, ومن باشر اليقين قلبه اكتملت فيه عبادات القلب التي يحبها الله على أكمل وجه من الخوف والرجاء والتوكل وغيرها.

وقال فضيلته: أعظم الأدلة على وجود الله سبحانه, مخلوقاته, فلا شيء في الكون إلا والله خالقه, إذا استقر في العقول والفِطَر كلها أن المخلوق لا يخلق نفسه, ولا يوجد من غير مُوجد.

وأكمل: ففي نفس الإنسان أعظم الدليل على خالقه, خلقه بعد العدم من ماء مهين لا قيمة له, فصيَّره لحماً وعظاماً, وأنشأه خلقاً آخر, يسمع ويبصر, وينطق ويسكت, ويأخذ ويُعطي, ويذهب ويجيء, علَّمه بعد الجهل, وأغناه بعد الفقر, وجمَّله بالعقل.

واختتم فضيلته الخطبة: إن الرب هو الحق لا مرية فيه, اسمه الحق, والحق صفته, ووجوده أعظم الحقائق ثبوتاً, واليقين بأصل الإيمان شرط من شروط لا إله إلا الله, فلا إيمان مع الشك, ومن رُزق اليقين لم يرجع عن دينه سَخطةً له, وترقَّى في مدارج العبودية حتى يبلغ الدرجات العُلى (ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلْبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْكَبِيرُ).

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى