كأن على رؤوسهم الطير

منصة الحدث ـ بقلم الكاتبة ـ فرح الغامدي
صوت اللآلئ في أعماق البحر يصل طنينها إلى مسمع القبطان النائم في حجرته، يستيقظ وكله شوق ولهفة، يتجه مسرعًا يعد العدة ويجمع أمتعته، ويتأهب لرحلة بحرية مثيرة بصحبة طاقم سفينته التي أسماها (الرائدة) تحقيقًا لرغبة ابنته الصغرى.
ومضت الرائدة تشق أمواج البحر الهائج في صمود وشموخ، حتى وقفت في عرض البحر، ألقى الصيادون بالشباك، لتعود لهم بأنواع المحار المملوء باللؤلؤ والكنوز الثمينة، الجميع ينتظر في لحظة هدوء وكأن على رؤوسهم الطير، وماهي إلا لحظات حتى اهتزت الشباك فاهتزت القلوب معها، ولمع الفرح في العيون، ثم ارتفعت الأمواج لترتطم بالسفينة وتخترقها وتمتلئ بالمياة، تتعالى الأصوات يدب الذعر في المكان والجميع خائف.
ابتلع البحر الهائج القبطان وسفينته وطاقم العمل، إنها النهاية المؤلمة لقصة ذلك البحار الذي استيقظ الآن من نومه وأدرك أن مارآه كان مجرد كابوس مزعج.