الحدث الثقافي

جمعية الصحفيين في ” ندوة التسامح في فكر زايد “.

 هيفاء الأمين- أبوظبي

نظمت جمعية الصحفيين ندوة عن “التسامح في فكر زايد ” ذلك في إطار إحتفالات الدولة باليوم الوطني الـ 47 وتحت رعاية وحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح ، مساء يوم الأربعاء الساعة السادسة في فندق جراند حياة أبوظبي قاعة موزة. وحضر الندوة الدكتور فاروق حمادة المستشار الديني في ديوان ولي عهد أبوظبي، وإبراهيم العابد مستشار رئيس المجلس الوطني للإعلام، ومحمد الحمادي رئيس جمعية الصحفيين، والساده أعضاء مجلس الإدارة ولفيف من الكتاب والإعلاميين،

وجاءت الكلمة الرئيسية للندوة لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أكد فيها على أن منهج التسامح في فكر زايد، وفي الإمارات التزام بالقيم والمبادئ الإنسانية النبيلة، ومنبع اعتزاز وافتخار، في هذه الدولة الرائدة، في ظل القيادة الحكيمة، لصاحب السموالشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله والسير قدماً، على خطى المؤسس، ونؤكد بالقول والعمل، التزامنا القوي، بأن يكون التعايش بين البشر، والاحترام المتبادل بينهم، أسلوب حياة، في هذا الوطن العزيز، ويتجلى بكل وضوح، في أقوال وأفعال، قادة الوطن المخلصين، وفي سلوك وإنجازات، شعب الإمارات، المتسامح والمسالم، وفي التشريعات والقوانين الرشيدة ، بالإضافة إلى السلوك الطيب، والإسهامات المهمة ، للمواطنين والمقيمين على السواء والذي أدى إلى أن تكون الإمارات، مجالاً طبيعياً، للتعايش والتسامح، في إطارٍ من الالتحام القوي، بين الشعب وقادته، ومن الاعتزاز العميق بالهوية، والتمسك بالمبادئ والمعتقدات ، والارتباط بالتاريخ والتراث ، والقدرة على التعامل الناجح والمثمر، بين الجميع، ومع الجميع.
وأكد معاليه في الكلمة الإفتتاحية الرئيسة للندوة، أن الدولة منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه تعتبر رمزاً للتسامح والتعايش الإنساني ليس على مستوى المنطقة فقط، وإنما على المستوى الدولي أيضاً عبر مواقفها ومبادراتها وإسهاماتها في دعم المؤسسات الدولية الداعية إلى السلام والتسامح في إطار من التعايش الإنساني المشترك.

وأضاف معاليه إن صفات التسامح والتعايش السلمي تتجلى وبكل وضوح في أعمال وأقوال قادة الدولة، وتقدم معاليه بفائق الشكر والاحترام إلى صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإلى إخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات على ما تنعم به الدولة من تسامح وتعايش ورخاء واستقرار.
وقال إن التسامح في فكر زايد ، هو احترام خصوصيات بني الإنسان ، ومعتقداتهم ، واختياراتهم – التسامح يقبل التنوع والتعددية ، في أفكار ومعتقدات البشر ، ويركز على تعميق أواصر التعاون والتعارف والعمل المشترك ، بين الناس ، من أجل تحقيق السعادة وجودة الحياة ، في العالم أجمع .
وأشار معاليه إلى الدراسة التي أجرتها الوزارة، لفكر وأعمال المغفور له الوالد الشيخ زايد ، في تعميق مبادئ التعايش والتسامح ، بين البشر ، واعتماد تعريف واضح ومحدد، عن عناصر التسامح، كما أصدرت الوزارة إعلاناً بعناصر التسامح في فكر زايد ، وفي مسيرة الإمارات، مؤخراً،
والذي تضمن، أن التسامح في فكر زايد ، وفي الإمارات، تجسيد حي ، لتعاليم الإسلام الحنيف ، وتعبير طبيعي ، عن الاعتزاز بعظمة التراث العربي والإسلامي، كما أنه الحياة في سلامٍ مع الآخرين ، واحترام معتقداتهم وثقافاتهم ، وهو الإدراك الواعي ، بأن التعددية والتنوع ، في خصائص السكان ، هما مصدر قوة للمجتمعات البشرية، وكذلك التأكيد على أهمية تنمية المعرفة بالبشر أجمعين ، والانفتاح عليهم بإيجابية ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، والتخلص من الصور النمطية السلبية عن الآخرين، إضافة إلى أنه يعبر عن الحرص الكامل ، على توفير الحياة الكريمة لجميع السكان، وأن التسامح ليس فقط واجباً أخلاقياً ، بل هو كذلك ، أداةً أساسية ، لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة ، والتقدم الاجتماعي والاقتصادي المنشود ، وكذلك تأكيد الاحترام ، لمكانة الدولة في العالم – التسامح في الإمارات، هو الطريق إلى بناء علاقات دولية إيجابية، في عالم يتسم : بالتنوع والتعددية في السكان .
ودعا في ختام كلمته إلى تعزيز الشراكة القائمة بين جمعية الصحفيين ووسائل الإعلام في الدولة من جهة ووزارة التسامح من جهة أخرى لنشر قيم التسامح في المجتمع الإماراتي وفي العالم.

من جانبه قال الدكتور فاروق حمادة المستشار الديني لولي العهد وزئيس جامعة محمد الخامس بأبوظبي، أنه نه لولا بعد نظر زايد وإخوانه ما كانت الامارات لتنعم بهذا الخير.. وأصبحت الدولة من مصاف الدول المتقدمة وطبعها زايد بطابعه الإنساني والمتسامح.. والمعاني التي جسدها زايد عبر سنوات، وأن التسامح كان خلقا راسخاً مطبوعاً فيه وكما قال المفكرون أن هذه الأخلاق هي طباع فطر عليها رحمه الله، وعلماء الأخلاق قالوا انها اما تكتسب أو توهب..وزايد كان موهوباً مجبولا على السماحه سليم النفس وحسن التواصل مع الناس والحكمة في التعامل..و أنه أقام نفسه مقام الوالد لكل من حوله عندما تولى الحكم.
وقال فاروق حماده :” زايد كان فجراً منيراً لهذه البلاد وفجراً منيراً للأخلاق.. وكان يرجع لبيته فيحمل طعامهم ويوزعه على الفقراء.. حيث واجه مشكلة الفقر بتسامحه .. كما واجه التناحر والتنافر بين القبائل إلى ان جمعهم على قلب واحد ووحدهم روحيا وجمعهم على هدف واحد إلى أن وصل إلى الاتحاد..
وأضاف أنه كان يتمتع ببعد نظر في كل شئ ولا يميز بين الخليقة وكان يتمثل القرآن الكريم في أفعاله وأقواله.. وكان على مسافة واحدة من الجميع بين أصحاب المذاهب والملل في العالم العربي.. وخير مثال على ذلك هو ما كان في لبنان عند الصراع الذي دار فيها حيث تساوت علاقته بالجميع، وعندما أعلن قيام الإتحاد، حرص على فتح سفارات وقنصليات في كل دول العالم، ووافق لكل دولة تطلب فتح سفارة بالدولة، ولم ينحاز لدولة وهو ما أعطى القوة الروحية للإمارات..
وأشار إلى أنه في مرحلة الحرب الباردة كان يبني القيم والأخلاق ويعلم العالم الذي كان مفتقداً إلى ذلك، مشيداً بدور الاعلام المحلي الذي يعمل على إبراز قيم الامارات من خلال التسامح والتعاون الموازي لفكر الشيخ زايد وان يستمر هذا الفكر ويتشبع به الناشئة..

من جانبها تحدثت الدكتورة نورة بنت صابر المزروعي حول صور من مظاهر التسامح الديني في الأندلس مقارنة بالإمارات..وبدأت حديثها بمقولة عن المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه أن من ليس له ماضي ليس له حاضر، وأشارت إلى تشابه الوضع في مفاهيم التسامح والأخلاق، بين حاضرة الأندلس وبين الإمارات وقالت ان الأمة الإسلامية سمت وسادت بالتسامح.. واشارت الى ان اليهود خرجوا مع العرب والمسلمين من الأندلس، لما لمسوه من حسن تعامل وتسامح، .. وعرضت صورا من التسامح الذي كان سائدا في ذلك الوقت.. وأنهم لم يهدموا كنيساً ولا كنيسة ولم يضيقوا عليهم ولم يفرضوا الدين الاسلامي على أحد..
وامتازت العلاقات بين المواطنين في كل انحاء الاندلس بالسمو الأخلاقي والتسامح، وأحد الخلفاء عين يهودياً طبيباً خاصاً له حتى وصل إلى ان يكون ممثلا للحاكم في العلاقات الدولية، وأدى إلى أن غير المسلمين تطبعوا بطباع المسلمين، لافتة إلى وجود مشروع لإحياء التسامح الأندلسى في الإمارات.. ومنذ نشأت الدولة انتهجت احترام أصحاب الديانات وإن هناك 35 كنيسة بأبوظبي ودبي تضم معظمها، وعندما تم اكتشاف آثار لكنيسة أو دير مسيحي في صير بني ياس، فاهتم به وحافظ عليه حتى أصبح مزاراً.. هو لم يكن متطرفا ومتشدداً، وختمت بقصة ليهودي أرسل له يطلبه في شئ.. فلبى طلبه.
من جانبها تحدثت الدكتوره أسماء البلوشى.. حول المحافظة على التسامح في فكر زايد ..وابتدأتها بمقولات وأفعال صدرت من المغفور له الشيخ زايد والتي دعا ابنائه إلى تطبيقها وهي التراحم والتواضع والحنو على الآخر.. والصفح والتعاطف والتسامح للشعور بالسلامة النفسية … وان الدراسات أثبتت أن غير المتسامح معرض للاصابة بالأمراض النفسية والأمراض المستعصية، والمتسامح يشعر بالسعادة والراحة وهو هدف رئيسي لدولة الإمارات “التسامح وإسعاد الناس”

وأدار هذه الجلسة الحوارية الإعلامي عبدالرحمن نقي البستكي أمين السر العام للجمعية.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى