” لو كان عندي مثل سعود ” !

الكاتبة ـ شوق السماعيل
ابن الملك وعميد الدبلوماسية العالمية وداهية الخارجية، قال عنه آخر رئيس للإتحاد السوفيتي :
” لو كان عندي مثل سعود الفيصل لما سقط الإتحاد السوفييتي ! “
نسل زعيم العروبة الذي ورث منه نباهته، وفطنته، وحنكته السياسية التي أشعلت منارات المعرفة ونبوغه الفكري الذي أبدا ملامحه منذ صغر سنّه كان قد أكمل تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة الأميريكية وتحديدًا في جامعة برنستون في ولاية نيوجيرسي متخصصًا بالإقتصاد السياسي، وقد عدا بحكمة والدته الأميرة عفّت بن ثنيّان ودهاء والده العاهل فيصل رحمهم الله جميعًا، وشقّ طريقه آن ذاك عائدًا إلى أحضان الوطن، وقد عُين نائبا لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط مما رسم خطة لتُصبح شركة بترومين من أكبر الشركات العالمية على مستوى الانتاج لمشتقات النفط، لكونه رحمه الله نشأ وترعرع في كنف فيصل العروبة أحسن الله إليهما جميعا، تم تعيينه في عام 1971 للميلاد وكيلًا لوزارة البترول التي يرأسها الوزير أحمد زكي وبعد استشهاد والده الفيصل،رأى الملك خالد بن عبدالعزيز في سعود الفيصل أنه الضليع في الدبلوماسية وقد نهل الكم الهائل من الحذاقة الفيصلية، فجعله وزيرًا للخارجية، وقد حمِل لواء مفاوضة العالم عن الفلسطينين مناصرا للقضية الفلسطينية وكان يقول:” إن اسرائيل جاءت إلى فلسطين بالقوة ولكن لا تستطيع البقاء فيها بالقوة ” وارتكز على ثوابت الدين والوطن واستلم رحمه الله مهام الوزارة بحكمة بالغة وأمانة حرّة وكان قد وضع هم الأمة الإسلامية على عاتقه، وقد كانت نصرة دينه هي قضيته الأولى، وكان لا يرى أمام ناظريه سوى وطنه، فهو حصاد تربية الفيصل رحمه الله!
ماذا قالوا عن سعود الفيصل :
– ديفيد ميليبند وزير خارجية بريطانيا السابق وصف سعود الفيصل بأنه : ” يستطيع أن يحصل على ما يريد ومنح المملكة العربية السعودية قوة خارجية ﻻيستهان بها “.
– وزير الخارجية الأمريكية السابق جون كيري : ” سمو الأمير سعود الفيصل لم يكن فقط أقدم وزير خارجية، بل كان من بين الأكثر حكمة “.
– كولن باول : ” سعود الفيصل لوحده يُعادل اللوبي اليهودي “.
– أحد مستشاري الرئيس الروسي الأسبق بوتين : ” إن سعود الفيصل يتحدث بوضوح تام يجعل محادثيه في حيرة من أمرهم، كيف يكون وزير خارجية بهذا الصدق !! “.
– الرئيس الأسبق للعراق صدّام حسين : ” لو أن لدي رجل مثل سعود الفيصل لسيطرت على العالم “.
كما سئل صدام حسين عن الرجل الذي يخشاه ؟
فأجاب : ” سعود الفيصل أدهى وأمر من قابلت في حياتي .. حينما كنت في حرب مع إيران جعل العالم كله معي،و عندما دخلت الكويت جعل العالم كله ضدّي ! “.
رحم الله سعود الفيصل، فقد قضى نحبه بعد ٤٠ عامًا من المروءة والدبلوماسية والحكمة، وخُلد إسمه في تاريخ المملكة شامخًا راسخًا كالجبال .