المقالات

(( سيرتحل كل رئيس بلدية ويبقى الأثر ))

بقلم / يحيى إبراهيم فقيه

سافرت براً في مملكتي الحبيبة وتنقلت بين السهل والبحر والجبل مررت بعدة مدن ومحافظات ومراكز وقرى هنا وهناك ، وجدت عاملاً مشتركاً يؤثر على نفسيتي حين ادخل مدينة واخرج منها، اكتشفته حين اتوقف فجأة دون ترتيب مسبق مخالفا مخطط السير ومحطات التوقف التي اعددتها قبل سفري متأملاً في جمال مداخل المدينة وتنظيم محلاتها التجارية ونظافة شوارعها وتوفر الخدمات التي يحتاجها المقيم والمرتحل ، اجد نفسي داعما تنمويا لهذه المدينة دون أن أشعر ، فتوقفي اجبرني على أن اتبضع من محلاتها التجارية واستأجر في فنادقها السكنية واقضي وقتاً مع اسرتي في منتزهاتها السياحية وقبل أن اغادرها اسجل في مذكرتي بأني مررت من هنا وارتحلت والقلب راضي واللسان داعي مشيدا بشخصية كان لها الاثر في توقفي وشعوري بالراحة النفسية انه عرابها التنموي ورسامها التشكيلي انه رئيس بلديتها الذي لا اعرفه ولم يسبق لي ان التقيته ولكن الذي دعاني للتعرف عليه هو أثره الطيب الذي احدثه في مدينته من خدمات ملموسة جعلتني مشاركا اقتصاديا واعلاميا وتنمويا في مدينته.

هذه الشخصية صاحبة الاثر الحسن من رؤساء البلديات مرضية عند ربها مدعومة من ولاة امرها حائزة على فخر المواطن والمقيم بما قدمه من اثر يذكر فيشكر .

وفي المقابل دخلت مدينة كنت مخططا أن تكون احدى محطات توقفي ، فلم اجد ما يستحق التوقف او حتى الانتظار لولا اضطراري لتعبأة وقود سيارتي ، مدينة غير منظمة شوارع متسخة لوحات مكسرة كتابات على الجدران سيارات تالفة على الطرقات كل العوامل المؤثرة على البصر متوفرة مع تقارب الامكانيات بين المدينتين وتباعد الهمم بين الرئيسين ، فخرجت منها غير مشيد وبزيارتها منتقداً فريد اخبر كل صديق وحبيب بسوء ما رأته عيني من مدينة لا يستحق فيها رئيس بلديتها أن يكون مؤتمن على ادارة مشارعيها البلدية ولا النهوض بتنميتها الوطنية ولا فخراً به كمسئول وضعه سوء الاختيار من امين منطقته أن يكون مشاركا سلبيا في نهضة دولة طموحها التنموي فاق وصولها للأفق في ظل قيادة التغيير للأفضل ديدنها لا بقاء إلا للأصلح ولا مكان للفساد .

قد يقول قائل لماذا الاشادة والانتقاد لرئيس البلدية دون غيره من مدراء الادارات الحكومية والخدمية في المدن والمحافظات والمراكز التي مررت بها

والحقيقة أن بهذه المدن من المسئولين من يستحق الاشادة ، ولكن المسافر وعابر السبيل ليس بإمكانه تقصي كل هؤلاء فدخول المدينة وتقييم مظهرها وحسنها وجمالها وسوء خدماتها هي محط انظار المرتحلين عبر الطرقات التي تربط مدن المملكة ببعضها من خلال بلديات المدن والمحافظات والمراكز

وبما أن مركز الشقيق هي مدينتي وأحدى الأماكن السياحية على مستوى المملكة لما تحظى به من مقومات السياحية من شواطئ بحرية ومنتزهات برية رأيت بوادر حسن الاختيار لعراب تنميتها الحالي المهندس غصاب العتيبي الذي يخطو خطوات النجاح للنهوض بها واستغلال كل الامكانيات المتاحة وتسخير كل الجهود لتقديم الشقيق بحلة سياحية تستحق الاشادة ما بين مشاريع حديثة واخرى مجددة على مساحة 20 كيلو للشاطئ الممتد على ساحل البحر الأحمر ويعتبر الاختيار الاول لسياح المنطقة الجنوبية خاصة وباقي مدن المملكة عامة .

وأخيراً رسالتي لمدراء البلديات .. الكرسي المتحرك الذي وضعك عليه ولاة الأمر لن يبقى كثيراً فجعل خلفك أثرا طيبا من مشاريع وخدمات يذكرك اهلها وزوارها بدعوة في ظهر الغيب بقولهم ” بارك الله فيك ونفع بك وجعل ما قدمته في ميزان حسناتك ” ولا تكن الاخرى

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى