المدير الجاهل

الكاتب – الدكتور عبدالله البريكان
تعتبر المناصب الإدارية التي يتم توظيف أو تكليف الموظفين عليها في المنشأة من الوظائف المفصلية في تحقيق رؤية المنشأة والوصول بها إلى الاستقرار وبموظفيها (أو أغلبهم) إلى الأمن الوظيفي الذي ينعكس بشكل مباشر على الأداء والإنتاجية.
وقد يكون من الصعب على صاحب القرار اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب، فهو بشر قد ينطلي عليه بعض الحيل أو التصنع مهما اجتهد.
ومع أن صاحب القرار مسؤول بشكل مباشر أمام الله أولاً ثم أمام الناس عن اختياراته، كونه عاقلاً مميزاً (أو من المفترض أنه كذلك)، إلا أنه يعذر في الخطأ إن اجتهد وتحقق ومحص بناءً على معايير واضحة بعيدة عن المحاباة والمداراة والمصالح الشخصية.
ولكن؛ ومن الأمانة والحس بالمسؤولية أن يتحلى المسؤول بالجرأة والنزاهة والقوة التي بموجبها يعترف بخطأه ويصححه فور اكتشافه، ولا يحاول بمكابرة وعنجهية إخفاء مالا يمكن إخفاؤه، فضلاً عن السعي إلى إقناع الناس أن ما يرونه من فشل وتخبط هو النجاح والتميز.
إن اختيار شاغلي الوظائف الإدارية يجب أن يكون مقياساً لنجاح صاحب القرار نفسه، ومدى قدرته وكفاءته على الاستمرار في اتخاذ القرارات الأخرى، فالمبنى لا يقوم على الأعمدة الواهية.
إن خداع الموظفين بالكلمات المعسولة، والمماطلة بحقوقهم، والعبث بمصالحهم من أعظم الجرائم التي يرتكبها المسؤول في حق نفسه أولاً ثم المنشأة، ويؤدي بلا شك إلى قرب ثوران بركان قد يدمر المنشأة بالكامل، فاستغفال الناس واستغلالهم لا يمكن قبوله، وكلما ازدادت كثافة الضباب في المنطقة زاد احتمال حدوث الحوادث الخطيرة التي قد تؤدي إلى مالا يحمد عقباه.
وفي الختام…
كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته