أحداث مصورةالدولية

حلب المنكوبة,والمعارضة تنسحب من خمسة أحياء,وتغريدات استغاثة من داخل حلب

الحدث / وصفت فتاة سورية في السابعة من عمرها الحياة في الأحياء الشرقية المحاصرة من حلب المنكوبة حسب الدفاع المدني، بعبارات مرعبة، قائلة لمتابعيها في حساب لها على «تويتر» إنها «الرسالة الأخيرة – تحت القصف العنيف الآن – لم أعد أستطيع الحياة بعد ذلك. عندما نموت، واصلوا الحديث عن 200 ألف لا يزالون بالداخل. وداعاً، فاطمة« قبل أن يتم قصف منزلها فيتحول إلى انقاض.

ووجهت الأمم المتحدة نداءً عاجلاً الى الأطراف المتحاربة ليوقفوا قصف المدنيين في شرق حلب والسماح بعبور مساعدات إنسانية إلى هذا الجزء من المدينة الذي انسحب مقاتلو المعارضة من خمسة أحياء منه بسبب القصف الشرس الذي تقوم به المقاتلات الاسدية – الروسية ترافقاً مع هجوم عنيف بالمدفعية وشبه انعدام في البنى التحتية من مستشفيات ومخابز ومواد طبية وتموينية.

فقد انسحبت قوات المعارضة السورية من 5 أحياء في المنطقة الشرقية بمدينة حلب شمال البلاد، بعد 3 أيام من الاشتباكات العنيفة مع ميليشيا «لواء القدس» المدعوم من نظام الأسد وإيران.

وبعد انسحاب قوات المعارضة دخلت الميليشيات المسلحة أحياء، مساكن هنانو، جبل بدرو، بعيدين، عين التل، وأرض الحمرا. كما سيطرت الميليشيات المسلحة على أجزاء من أحياء بستان الباشا، الإنذارات، والحيدرية.

وترافقت مع عملية انسحاب المعارضة نزوح الآلاف من المدنيين تجاه الأحياء الداخلية في حلب الشرقية، بعيداً عن مناطق المواجهات.

ونفى مصدر في حركة أحرار الشام المعارضة في تصريح مفضلاً عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية، ادعاءات نظام الأسد بالسيطرة على حي الصاخور في حلب الشرقية، مشيراً إلى أن الاشتباكات ما زالت جارية مساء.

وقال المرصد السوري إن نحو 400 شخص انتقلوا إلى حي هنانو الخاضع لسيطرة النظام من المناطق المجاورة التي تسيطر عليها المعارضة حيث تم نقل بعضهم إلى غرب حلب.

كما يتجه بعض المدنيين أيضاً إلى حي الشيخ مقصود وهو من أحياء حلب وتسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردية، وتجنب إلى حد كبير هجوم القوات النظام وتفادى الضربات الجوية. وقال المرصد إن نحو 30 عائلة دخلت هذا الحي.

وقالت وكالات أنباء روسية نقلاً عن وزارة الدفاع يوم أمس إن أكثر من 900 مدني بينهم 119 طفلاً غادروا حي جبل بدرو على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وذكر محمد الذي رفض ذكر اسمه بالكامل خوفاً على سلامته لوكالة «رويترز»: «غادرنا حي هنانو بسبب قصف الجيش السوري أثناء تقدمه وهرباً من غاز الكلور.»

وكان محمد ينتظر مع زوجته وأمه وثلاثة أطفال في موقف للحافلات الصغيرة على أمل السفر إلى غرب حلب الخاضع لسيطرة النظام. وقال محمد إن حي هنانو كان به ما بين 200 و300 أسرة لكن هذه الأسر كانت تذهب وتعود طوال الحرب اعتماداً على كثافة الغارات.

وخلص تحقيق استمر 13 شهراً لمنظمة الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة إلى أن قوات النظام بما في ذلك أسراب طائرات هليكوبتر، مسؤولة عن استخدام غاز الكلور في براميل متفجرة ضد المدنيين.

وأشار ياسر اليوسف من المكتب السياسي لجماعة نور الدين الزنكي المعارضة إلى أن «قوات الثوار تعزز خطوطها الدفاعية على مشارف هنانو وتستميت في الدفاع عن شعبنا في حلب(…) لكن الطائرات تدمر كل شيء الحجر والشجر والبشر بطريقة تدمير ممنهجة.»

كما اضطر السكان للنزوح داخل الشطر الشرقي من حلب. وينتقل المئات باتجاه الجنوب داخل الشطر المحاصر تجنباً لحصارهم في الجزء الشمالي الصغير في حالة نجاح قوات النظام في تقسيم شرق حلب إلى نصفين.

وقال إبراهيم أبو ليث المسؤول بهيئة الدفاع المدني والإنقاذ في شرق حلب من المدينة «كثير من السكان ينزحون من الأحياء الشرقية إلى الغربية من حلب المحاصرة. هناك نحو 300 أسرة غادرت لكن هناك أسر أرهقت والجيش يتقدم بشكل كبير للغاية.

وأضاف أن هيئة الدفاع المدني تقدم مساعدات للنازحين لكن خدمات الهيئة تتعرض لضغط شديد بسبب القصف وعمليات النزوح. كانت الهيئة أوضحت أن إمداداتها ومعداتها تنفد مع تضاؤل عدد المراكز الطبية الباقية لاستقبال الناس للعلاج إن بقي منها شيء في الأساس.

وبلغ عدد الشهداء المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بمدينة حلب 554 منذ 15 تشرين الثاني الحالي، فيما جُرح ألفان و196 شخصاً.

وتسببت الهجمات العنيفة التي تنفذها قوات النظام وحلفاؤها، بتعطيل المستشفيات والمراكز الطبية كافة عن العمل، بينما لم تبق سوى 3 أفران تنتج رغيف الخبز لآلاف المحاصرين في تلك المناطق.

وأعلن الدفاع المدني في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بحلب، الأحياء الشرقية المحاصرة في المدينة «منكوبة بشكل كامل»، ووجه نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية لوقف القصف عليها من قبل النظام وروسيا والميليشيات التي تتبع له.

وأشار البيان الصادر عن الدفاع المدني بأنهم وثقوا منذ 15 تشرين الثاني الجاري حتى الاثنين، ألفي غارة جوية شنّت على المدينة، وسقوط أكثر من سبعة آلاف قذيفة مدفعية، بالإضافة إلى صواريخ بالستية وقنابل عنقودية وإسطوانات غاز الكلور المحرم دوليا.

وأوضح أنّ عدد المدنيين في الأحياء المحاصرة، 279 ألفا معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن وجود 35 شخصاً عالقين تحت الأنقاض.

وأكد البيان خروج جميع المستشفيات في الأحياء الشرقية المحاصرة عن الخدمة، وفقدان الدفاع المدني لأكثر من نصف معداته وآلياته الرئيسية، نتيجة القصف المستمر من قبل النظام، وتدمير المرافق الميدانية والبنى التحتية كمحطات توليد الكهرباء، وضخ المياه والأفران والمستشفيات.

ووجهت الامم المتحدة نداء عاجلا الى الاطراف المتحاربة ليوقفوا قصف المدنيين في شرق حلب والسماح بعبور مساعدات انسانية الى هذا الجزء المحاصر في المدينة السورية.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك ان احياء حلب الشرقية لم تتلق مساعدات منذ اوائل تموز واصبحت المواد الغذائية شحيحة.

واضاف ان آخر الحصص التي قدمها برنامج الاغذية العالمي استنفدت منذ 13 تشرين الثاني، وكذلك مخزونات وكالات الاغاثة الاخرى ما «يحرم شرق حلب من المواد الغذائية».

وتابع المتحدث ان الامم المتحدة «قلقة للغاية» حيال قرابة 275 الفا من المدنيين الواقعين بين نارين «في ظروف مروعة». واضاف «نحض جميع الاطراف المتحاربة على وقف القصف العشوائي، لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، والسماح بالمساعدات الانسانية العاجلة بموجب القانون الانساني الدولي».

واكد دو جاريك ان المنظمة الدولية على اهبة الاستعداد لإغاثة آلاف المدنيين الذين يفرون من المدينة بجميع السبل الممكنة.

وأطلق الدفاع المدني نداء استغاثة، للمنظمات الإنسانية والإغاثية والطبية من أجل التدخل السريع لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في الأحياء المحاصرة من حلب الشرقية.

وكتبت فتاة سورية في السابعة من عمرها لاقى وصفها للحياة اليومية في حلب متابعة كبيرة على موقع «تويتر»، رسائل مرعبة تصف فيها القصف الذي تعرض له منزلها أثناء تقدم قوات الأسد نحو المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة بالمدينة.

واجتذبت بانا العبد نحو 137 ألف متابع منذ انضمامها إلى موقع التواصل الاجتماعي في أيلول الماضي ونشرت مقاطع مصورة وصورا للحياة على مدى العام من حسابها الذي تديره أمها فاطمة.

وبعد منتصف ليل الأحد نشرت فاطمة تغريدة تقول فيها لمتابعيها «الرسالة الأخيرة – تحت القصف العنيف الآن – لم أعد أستطيع الحياة بعد ذلك. عندما نموت واصلوا الحديث عن 200 ألف لا يزالون بالداخل. وداعا – فاطمة».

وبعد عدة ساعات تم نشر صورة للطفلة ووجهها مغطى بالأتربة مصحوبة بتعليق يقول «الليلة ليس لدينا منزل.. دمره القصف وأنا وسط الأنقاض. أرى موتى وأنا ميتة تقريبا. بانا. حلب.»

وجاء في تغريدة تالية في وقت لاحق «تحت قصف عنيف الآن. بين الموت والحياة الآن.. أرجوكم صلوا من أجلنا. حلب.»

وبعد تواصل «رويترز« مع فاطمة قالت إن العائلة تقيم لدى جيران فيما تبحث عن منزل آخر.

وقالت بالإنكليزية عبر تويتر «ننتظر ونرى لأننا الآن نصارع من أجل الحياة«.

ولاقت تغريدات بانا السابقة تفاعلا من مستخدمين كثيرين من بينهم جيه.كيه رولينغ مؤلفة قصص «هاري بوتر» والتي أرسلت للفتاة كتبا الكترونية من السلسلة الأعلى مبيعا. وأعادت رولينغ نشر تغريدات بانا.

وارتفع عدد القتلى في ريف حمص الشمالي وسط سوريا إلى نحو عشرين شخصا وذلك بعد استهداف قوات النظام بصاروخ موجه جرارا زراعيا كان يقل عددا من النازحين بين قرية السمعليل ومدينة الحولة بريف حمص.

ونزح هؤلاء الأشخاص عقب قصف مدفعي استهدف القرية، في حين بقيت فرق الدفاع المدني عاجزة عن إجلاء القتلى من موقع الاستهداف بسبب رصد قوات الأسد لموقع الاستهداف.

كما سقط ستة من مقاتلي المعارضة المسلحة في قصف براجمات الصواريخ استهدف مواقعهم في قرية السمعليل جنوب مدينة الحولة.

وفي سياق آخر، تجاهل إعلام الأسد الرسميّ بشكلٍ كاملٍ خبر القصف الجويّ الذي استهدف بلداتٍ تخضع بشكلٍ كليّ للسيطرة الإيرانية في ريف حلب الشمالي، في حين اتهم سكان بلدتي نبل والزهراء روسيا بشنّ غاراتها عليهم، لتنفي قاعدةٍ حميميم بعد ذلك أنها هي من نفذ الغارات، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنهم كشفوا الجهة المنفذة ولم تخوّل بالنشر على الإعلام.

وأكدت شبكة أخبار البلدتين المواليتين أنها غارات روسية، مرجّحةً أنها غارات بطريق الخطأ، وهي ثمان غارات تسببت بمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وإصابة ما يقارب من 15 آخرين بجروح متفاوتة.

وكتب العميد مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري الأعلى المعارض لـ«كلنا شركاء« أن قصف نبل والزهراء كان بغارات جوية عنيفة جداً وهذا من المحال ان يكون خطأ، ويدلل على ان الدور الايراني تحت الإرادة الروسية وعليهم أن يعرفوا حجمهم بعد ان صرح الايرانيون بإقامة قواعد عسكرية بسوريا.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى