الفن بين الأصالة والتجديد.. طارق نواب يسلط الضوء على رحلة الأغاني القديمة إلى عالم الموسيقى الحديثة
في عالم يتسارع فيه التغيير وتتجدد فيه الأنماط الموسيقية باستمرار، تبقى الأغاني القديمة رمزًا للحنين والأصالة، تستمر في إلهام الأجيال الجديدة رغم مرور الزمن، من أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ التي تأسر القلوب إلى الأنماط الموسيقية الحديثة التي تسيطر على منصات البث اليوم، يبدو أن هناك حوارًا مستمرًا بين الماضي والحاضر في عالم الفن والموسيقى، ونستكشف سحر الأغاني القديمة وتأثيرها الذي لا يزال حيًا، ونبحث في الفروق بين الفن القديم والحديث، وكيف تطور المشهد الموسيقي في ظل التحولات التكنولوجية والتجارية، نناقش هذه التساؤلات مع الكاتب الصحفي الفني طارق نواب.
في البداية .. ما الذي يجعل الأغاني القديمة مثل أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ لا تزال تلقى صدى لدى الجماهير اليوم؟
جاذبية الموسيقى القديمة، وخاصة من أساطير مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، تكمن في عمقها العاطفي، وكلماتها الشعرية، وتكويناتها الموسيقية المميزة، هذه الأغاني تم صياغتها بعناية لتركيز على السرد والأنغام الغنية التي تتصل بعمق مع المستمعين، مؤكدًا أن الصدق والعاطفة الصافية التي تُنقل من خلال الموسيقى تجعلها تتردد عبر الأجيال، وتوفر إحساسًا بالحنين والارتباط بالتراث الثقافي.
كيف تعتقد أن الموسيقى الحديثة تقارن بالكلاسيكيات القديمة من حيث القيمة الفنية وتأثيرها على الجمهور؟
الموسيقى الحديثة تعتمد على تجارب الأصوات الجديدة والأنماط والتقنيات، بينما ركزت الكلاسيكيات القديمة غالبًا على الألحان المعقدة والكلمات ذات المعاني العميقة، لذلك نجد الموسيقى الحديثة أكثر تنوعًا، حيث يستكشف الفنانون أنماطًا ومواضيع مختلفة، ومع ذلك، يجادل البعض بأن التركيز على النجاح التجاري في الموسيقى الحديثة قد يأتي أحيانًا على حساب عمق الكلمات وتعقيد الموسيقى، ورغم ذلك، فإن كل من الموسيقى القديمة والحديثة لها مكانها، وكل منها يعبر عن جوانب مختلفة من التجربة الإنسانية والذوق.
ما السبب الرئيسي لشعبية الأغاني القديمة المستمرة على الرغم من التطور السريع في صناعة الموسيقى؟
يمكن أن يُعزى استمرار شعبية الأغاني القديمة إلى جودتها الخالدة والارتباط العاطفي الذي تُنشئه مع المستمعين، فـ غالبًا ما تثير هذه الأغاني ذكريات زمن أبسط أو تعكس مشاعر إنسانية عالمية لا تزال ذات صلة اليوم، بالإضافة إلى ذلك، فإن الأصوات الفريدة والمواهب الاستثنائية للفنانين من الماضي، إلى جانب تفانيهم في حرفتهم، قد تركت إرثًا دائمًا يستمر في جذب الجماهير، حتى مع تطور صناعة الموسيقى.
هل تعتقد أن الانتقال إلى المنصات الرقمية وخدمات البث قد أثر على كيفية إدراك الجماهير للموسيقى القديمة مقارنة بالإصدارات الجديدة؟
بالطبع، الانتقال إلى العالم الرقمي غيّر بشكل كبير كيفية استهلاك الجماهير للموسيقى، حيث نجد أن خدمات البث جعلت من السهل على الناس اكتشاف الموسيقى القديمة والحديثة، مما أدى إلى عودة شعبية الكلاسيكيات بين الأجيال الشابة، ومع ذلك فإن الكمية الهائلة من المحتوى المتاح قد تطغى أحيانًا على عمق الموسيقى القديمة، حيث يتعرض المستمعون باستمرار لإصدارات جديدة، وعلى الرغم من ذلك، فإن توافر الموسيقى القديمة على المنصات الرقمية يسمح بتقديرها جنبًا إلى جنب مع المقاطع الحديثة، مما يجسر الفجوة بين العصور المختلفة.
كيف ترى تطور مستقبل الموسيقى في ظل التعايش بين الأساليب القديمة والحديثة؟
من المرجح أن يستمر مستقبل الموسيقى في التطور مع مزج الأساليب القديمة والحديثة، ومع تقدم التكنولوجيا، سنرى المزيد من الدمج بين العناصر التقليدية والمعاصرة، حيث يستلهم الفنانون من عصور موسيقية مختلفة لخلق أصوات مبتكرة.، وهناك أيضًا تقدير متزايد للحنين وجذور الموسيقى، مما قد يؤدي إلى إحياء الأساليب الكلاسيكية بطرق جديدة وإبداعية.
وفي النهاية، ستظل الموسيقى تعكس العصر الذي نعيشه مع تكريم الماضي، مما يضمن بقاء الكلاسيكيات القديمة ذات صلة إلى جانب الإبداعات الحديثة والجديدة.
هل نفهم من كلامك أنه لاتوجد أغاني ذات قيمة فنية حاليا؟
مع الأسف الأغاني عالية المستوي كلمة ولحن وأداء قليلة جدا، ولابد أن أشير لنقطة مهمة أن عدد الفناننين الأن في تزايد كبير فمع كل صباح نسمع أسماء جديدة، ولذلك فالساحة الفنية أصبحت مليئة بمن هب ودبـ ولكن الفنان الذي لديه رسالة فنية وثقة بنفسه سيكمل المشوار بخطوات ثابتة، أما البقيه من الفناننين الصاعدين اليوم فهم كفقاعة الصابون لابد وان تختفي.