المقالات

ورقاتٌ بلا كتابَةٍ

الأديبة الإعلامية هيفاء الأمين

ورقٌ اشتريتُهُ وأبريْتُ أقلامي وأنا أشجِّعُ نفسي للكتابةِ ، فانتحَيْتُ جانباً وتأمَّلْتُ ولمْ أدر بأنَّ كتاباتي ستُحيي فيَّ عشقاً أنا نسيتُهُ فبدأتُ أنتظرُ عونَ مَنْ أحبُّ وبدا لي أنكَ تسألني مَنْ أنتِ فلمْ أجِبْكَ حياءً ، وذكَّرْتُكَ بواحدةٍ كنتَ تعرفُها وتجفيها وتذكُرُها وترميها وسألتُكَ هل تحبُّ فأجبتني نعم ، فأحببتُ أنْ أعرفَ مَنْ تحبُّ فأريتني صورَةً فإذا هيَ أنا فأمسَكْتُ بالصورةِ وكتبتُ عليها لا تقلْ إنكَ تحبُّني فأنا أعرفُ مَنْ تحبُّ وإنْ أحببتَ فلنْ تكن أنا، وأنا أنكرُ حباً أشقُّ فيهِ عليكَ وأنتَ حلفْتَ بأنْ لا تحبَّ صورةً ولا حرفا يذكِّرُكَ بالحبِّ وحرقتُ كلَّ الصورِ

والكلماتِ وحتى حرقتُ كلَّ قصةٍ بها رجاءٌ وابتهالٌ فكمْ أنا أحبُّكَ ولا أقربكَ فأنتَ كالنار أحتاجُها وأخافُها وأنتَ كالحرامِ أبتعدُ عنهُ وأشتهيهِ ، فلا تدعني بربكَ أتوسَّلُكَ فإني أجدُ في توسلي حرقةً وألمًا وأنا أعرفُ أنك رددتني بحسرةٍ وكربَةٍ ، وأنا أقسم بالله لن تجدني إنْ أردتَّ وأنا لنْ أبحثَ عنك إنِ ابتعدتَّ وحبُّكَ سوفَ أقفلُ عليهِ بابًا وأحكمُ رتاجه ، وإنْ أحببتَ أنْ تراه فلن أدلَّكَ ، ولا تشقيني بحبٍّ لم تكلمني عنه أبداً وأنتَ بدأتَ به ولم تنهه …
سيدي إن كتبتُ لكَ فلا تدعني أنتظرُ كثيراً ، فأنا بتُّ قليلةَ الصبر ، أحبُّ أنْ أعرفَ كمْ تشتاقُ لي

ولا تُشْمِتْ بي مَنْ لا أحبُّ فهمْ كثيرٌ، وأحبُّ أن أعترفَ لكَ بشيءٍ وهو هلْ تقبلُ بأنْ أكونَ في عدادِ مِنْ أحببتَ فأسألُكَ كمْ أحببتَ ومنْ أحرقْتَ ، فإنْ أحببْتَ فأنا أجملُ مَنْ أحببْتَ وأحلى من قابلتَ وهلْ حرصتَ في حبكَ على شعورِ بنْتٍ أحبَّتْكَ ؟، فلا وألفُ لا سيدي وأنتَ أدمعْتَ عيونًا كثيرةً بقولِكَ لهمْ أفكِّرُ ولمْ تكنْ تفكرُ حتى إنكَ أرسلْتَ لكلِّ بنتٍ رسالَةً بها أوراقٌها وكتاباتُها فبربِّكَ هلْ أحببْتَ قط ، وأنتَ أحرقتَ كلَّ مباخرَ الحبِّ وألقيتَها لتذوبَ في الجوارِ ، فلا تقلْ إنكَ أحببتَ فإنْ قلتَ فسترميكَ كلُّ بنتٍ بدائها ، فتعرفُ بأنكَ لم تحبَّ وتدركُ بأنكَ لم تحملْ قلبًا أبداً فأنتَ

رجلٌ بلا قلبٍ تموتُ إنْ أحببتَ ، وإنسانٌ بلا كلماتٍ تشقَى إنْ عشقتَ كشفْتُ لكَ الطالعَ فرأيتُ أنكَ جلستَ مع فتاةٍ كنتَ تعرفُها قبلي، فكنتُ أتعجَّبُ منكَ فلمْ تُعِرْني اهتماماً فسألتُكَ هلْ ترها إحدى محظياتكَ ؟، فكلمتني بحدَّةٍ ونهرتَني فبكيتُ وملأتُ منديلاً كانَ معي وأنتَ تُحَدِّقُ بي وتكادُ تشتعلُ غيظاً فلمْ أحتملْ، وسألتكَ ثانيَةً هلْ أنكرتَني وأحببْتَها فأجبْتَ إنكِ حُبٌّ نسيتُهُ مِنْ قبْلِ أنْ أحبُّ .

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى