المقالات

تكاتف.. وتآزر

بقلم القائدة: فاطمة حسن عياشي

حثّنا ديننا الحنيف على السلوكيات والتعاملات الراقية والخيّرة والتي ترقى بها الأمم وتزهر حضاراتها على مر العصور
ولعل من أهم هذه السلوكيات هو التعاون الدائم وتقديم المساعدة والخدمات المميزة الذي يسبقها حب الخير والإخلاص ويتبعها اتقان يجمل أي عمل مهما كبر أو صغر.
وقد قال تعالى في كتابه العزيز (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان )
وحثنا أيضا رسولنا الكريم على ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم :(المؤمن كالمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)
فقد حرص رسولنا الكريم على العمل بهذه الصفه حيث تعاون مع صحابته رضي الله عنهم لكي ينشروا الدين الاسلامي في جميع أقطار العالم قاطبة؛ ولا يخفى علينا النجاح الباهر والاتساع الكبير التي تجاوزت مداه الدولة الإسلامية القائمة على مبدأ التعاون والتكاتف والتآزر.
و يتجسد هذا المعنى الجليل في بيئات العمل فيما يسمى بفرق العمل والتي تقوم على أسس ومبادئ علمية حتى تحقق الغاية التي من أجلها وضعت..
وعندما نمعن النظر في فرق العمل الناجحة نرى أنها من أهم أسس نجاح المؤسسات أياً كان نوعها وهنا نخص بذكر المؤسسة التعليمية التي هي مجال مقالنا..

فمن تجربة عملية في أرض الواقع وخبرة في قيادة فرق العمل فإن أساس نجاح أي مؤسسة تعليمية هو البناء الجيد لفرق العمل التي تسير وفق منظومة واحدة تحمل في ثناياها الإنتماء المؤسسي وتحرص على المصلحة العامة للمؤسسة قبل أي شي آخر.
كما أن فريق العمل يعد الداعم الأساسي للمؤسسة الناجحة وقد قيل ( قوة فريق العمل تجعل من المستحيل ممكناً )
ولكي نكون فريق عمل ناجح لابد من اتباع بعض الخطوات ومنها
تحديد الأهداف، وإنشاء الخطط
من ثم مناقشة طرق وقواعد التنفيذ، وتوزيع المهام، كما أن قائد الفريق يكون حريصا لكل ما يعود عليهم بالنفع، فيحثهم على التطوير المستمر كل عضو في مجاله وتخصصه، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية خارج نطاق العمل، وأخيرا يقييم آداء عمل الفريق ومدى تطوره وماهي الأسباب التي أعاقت مسيره نحو النجاح وتحقيق الهدف.
وما سبق ماهي إلا خطوات تكوين فريق عمل في أبسط صوره، وهنا نقول أن الفريق الناجح ماهو إلا انعكاس لقائد ناجح جهز المركب من ثم وجهه الوجهة السليمة.
ولكي يتحقق الغرض الذي اسس من اجله لابد للقائد أن يبذل قصارى جهده في إدارة هذا الفريق الإدارة الجيدة من التأسيس إلى التحقيق، ولعلنا نعرج على بعض الممارسات التي يجب على القائد انجازها وفي الفقرة التالية بعضا منها..
حيث يبدأ بتحديد هدفا أو أهدافا واضحة يمكن الوصول إليها، كما يجب على القائد المتابعة الدائمة للفرق وتقديم الدعم والتحفيز اللازم لهم وضع وسيلة اتصال مفتوحه ومستمره بينه وبينهم.

والأمر لا يتوقف على ما تم ذكره أعلاه.. فلكل قائد مسلك يختلف عن الآخر مهما تشابهت النقاط الأساسية فالإبداع ديدن القادة الناجحين في أي مجال.. وما هذا إلا تسليط ضوء على أهمية فرق العمل في كل مؤسسة ولا سيما مؤسساتنا التعليمية التي تواكب التطور وتسابق الزمن لتكون في قمة النجاح..
وأخيرا أرجوا أن تصل جميع فرق العمل في المؤسسات التعليمية الى الأهداف التي تصبوا إليها وعلى رأسها رفع مستوى الاداء في المؤسسة التعليمية.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى